القاهرة- نقل الثوار المعتصمين في ميدان التحرير اعتصامهم إلى الحديقة التي تقع أمام مجمع التحرير في الميدان، وجزء منهم نقله إلى الاعتصام الموجود أمام مجلس الوزراء، معلنين عدم صلتهم بأي معتصمين آخرين في بقية أرجاء الميدان، أو عن البوابات، التي حاولوا فتحها أمام المرور ورفضت "عناصر مندسة" فتحها.
ووفق ما ذكره إيهاب، أحد المعتصمين القادمين من مدينة السويس عن أسباب نقل الاعتصام: "بعد ما قلت أعدادنا بشكل كبير قررنا فتح الميدان أمام حركة المرور، ولكننا فوجئنا بعناصر مندسة من البلطجية (الخارجون عن القانون) يرفضون بقوة، وبعضهم اعتدى علينا بالضرب، وسيطروا هم على البوابات؛ استغلالًا لقلة أعدادنا أمامهم".
وبحسب إيهاب فإن سبب إصرار "البلطجية" على السيطرة على بوابات الميدان وإغلاقها أمام حركة السيارات، ووجودهم بأعداد كبيرة في الميدان سببه "رغبة ممن أرسلهم في تشويه الاعتصام،، وتوصيل صورة للشعب أن المعتصمين بعد قلة عددهم يصرون على تعطيل الحركة في الميدان، كما أنهم يقومون بسلوكيات مريبة لا تمت لأخلاق الثوار بصلة".
ويوجد داخل مقر الاعتصام المركز أمام مجمع التحرير عشرات من المستقلين، كثير منهم قادمون من المحافظات، وبعض الحركات الشبابية الثورية، منها حركة مينا دانيال، وتكتل شباب بورسعيد، وغيرها.
أما حركة شباب 6 أبريل (جبهة أحمد ماهر) فكانت من ضمن المعتصمين الذين نقلوا اعتصامهم إلى شارع مجلس الوزراء، وهو الاعتصام الذي يعترض على تعيين الدكتور جمال الجنزوري رئيسًا للوزراء، باعتباره "أحد رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك"، بحسب المعتصمين.
ومساء الثلاثاء 6-12-2011 شكل الثوار مسيرة طافت الميدان وعدد من الشوارع المجاورة في وسط البلد حاملة نعوشًا رمزية للشهداء، خاصة من شهداء معركة شارع محمد محمود المتفرع من الميدان، تندد بـ"تقاعس" السلطات عن محاكمة قتلة الشهداء، وتطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسرعة تسليم السلطة للمدنيين، وتؤكد رفضها لحكومة الجنزوري.
وكان اعتصام ميدان التحرير بدأ بأعداد غفيرة السبت 19-11-2011 كرد فعل على الهجوم الذي قادته قوات الأمن على عشرات من مصابي الثورة في الميدان، واستمر الاعتصام بعشرات الآلاف لعدد من الأيام، ثم بدأ يتناقص تدريجيًا مع اشتداد برودة الجو والانشغال في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية.
بلاغ للإعلام
ونشرت حركة شباب 6 أبريل تنويهًا على صفحتها على موقع "فيس بوك" بأن الثوار نقلوا اعتصامهم عند مجمع التحرير، وأنهم غير مسئولين عما يجري في بقية أنحاء الميدان، مشيرة إلى أن من يصرون على إغلاق الميدان بالقوة هم من أغلقوا قبل ذلك مجمع التحرير بالقوة في اعتصام 8 يوليو، وهي كانت خطوة رفضها الكثير من الثوار الذين سعوا إلى فتح المجمع أمام الجمهور حتى فتحوه بعدها بيومين أو ثلاثة.
وخاطبت الحركة الإعلام بقولها: "إلى جرائد الحكومة.. إلى تلفزيون الحكومة.. إلى الجميع.. الثوار فتحوا الميدان بالكامل لحركة المركبات والأفراد.. وأى معلومات غير ذلك لا ترجمة لها سوى تشوية وجه الثوار بالباطل وتحريض الناس ضد الثورة.. أما عن الفئة التى تصر على غلق الميدان أو عرقلة الحركة فيه، فهى لا تنتمي للثوار ولا تمثلهم.. اللهم بلغت اللهم فأشهد".
وفي إطار النشاط الثوري للمعتصمين عند المجمع وعند مجلس الوزراء، أعلنت صفحة "ثورة الغضب المصرية الثانية" على موقع "فيس بوك" عن مسيرة عصر الأربعاء 7-12-2011 في شارع القصر العيني القريب من مجلس الوزراء، ضمن حملة "افرجوا عن مصر" هدفها الضغط على المجلس العسكري للإسراع بتسليم السلطة للمدنيين، والإفراج عن المدنيين الذين يحاكمون في محاكم عسكرية، وحل مشكلتي ارتفاع الأسعار وغياب الأمن، ومحاكمة قتلة الثوار ومن أفسدوا الحياة المصرية بكل مجالاتها طوال العقود الثلاثة الماضية.