تحت عنوان الصعود التليفزيوني
كتب الاستاذ جمال الغيطاني فقال
أصبح الظهور التليفزيوني المكثف أساسا للحضور في الحياة العامة، والفاعلية بالصورة
في فترات تماسك الدولة المصرية كان الترشيح للمناصب العامة يتم من خلال مؤسسات متخصصة في الرقابة والتحري، أهمها المخابرات العامة
كانت الرئاسة ترسل عشرة ملفات لعشر شخصيات بينهم المقصود بمعرفة أحواله
ومن خلال عملية فحص دقيقة يتم ارسال التقارير والمعلومات التي تشمل جوانب تقليدية واقتصادية وأخلاقية وبناء عليه يتم اتخاذ القرار،
ليس الاختيار مثاليا في كل الأحوال،
أحيانا كان يتم اختيار شخص به عطب ما حتي يمكن السيطرة عليه
الآن أصبح التليفزيون مصدرا للاختيار،
استقر هذا الأمر في مرحلة الرئيس السابق
ونتيجة النظام الهرمي انتقل ذلك الي المستويات الأدني،
قال لي وزير بارز يوما إنه اختار فلانا لرئاسة مؤسسة تتبع وزارته لأنه بيتكلم كويس
نفس العبارة أسمعها من المشاهدين فلان بيتكلم كويس
تصبح مهارة الكلام شرطا أساسيا في التقييم،
وهذا الكلام يمكن أن يصبح قدرة علي التدفق والفصاحة مع عدم وجود أفكار،
أو قدرة علي الحكي بدون مضمون ثقافي،
أدرك البعض ذلك خاصة في مراحل التحول،
شاهدنا حالات التكثيف من الظهور الي درجة الانتقال من محطة الي أخري في نفس الليلة،
وفي مدينة الانتاج الإعلامي تتجاور مواقع الارسال مما يسهل ذلك حيث يتكرر الضيوف
بل إن الأسماء أصبحت محددة،
لا يزيد مجموعها علي خمسين،
ويرجع ذلك إلي استسهال المصادر،
بعضهم له مظهر معين ومهارات استثنائية في الإشارات وتعبيرات الوجه ومنهم الذين تم اختيارهم وزراء
بل إن بعضهم مرشح لاكثر من جهة لأنه بيعرف بيتكلم كويس وبيطلع في التليفزيون كثير
تلك أهم معايير اختيار المناصب العليا في الدولة الآن
ولحسن الحظ أن عددا من المؤسسات الهامة لا تزال بعيدة عن هذا القياس
طبعا منها الجيش والشرطة والقضاء الي حد ما