نتيجة الثورة المصرية لن تكون متسامحة.
وسيتم تقرير مصيرها فى الشوارع مثلما كان هو الحال بالنسبة لكل الثوارات.
والثورة المصرية لا تقترب من نهايتها، ولكنها فى بدايتها.
ليس من المهم من الذى سيصبح رئيس مصر القادم.
فكل من مرسى وشفيق أشباح للماضى ويدوران حول بعضهما البعض، وجزء لا يتجزأ من النظام القديم الذين حددهم وعمل على استمرارهم لعقود.
وبالطبع يزعم الرجل القادم من الجيش أو القادم من المسجد أنه البطل الحقيقى للثورة.
لكن الحقيقية أن كليهما ليس كذلك.
لو فاز ممثل الإخوان أو ممثل الجيش فإن كليهما يخاطران بفقدان قبضتهما على السلطة السياسية. وكليهما سيكون بالتأكيد ضحية للتحول السياسى الحقيقى، ويتتم الإطاحة بهما بمجريات الأحداث. وهناك مؤشرات حالية الآن على حدوث ذلك، ومرسى وشفيق يعرفان ذلك بشكل لا يثير الدهشة، فالإخوان غيروا موقفهم من التردد فى دعم الثورة إلى المشاركة الحماسية فى العملية الديمقراطية. والمسجد الآن ينظر إليه باعتباره ملتزما بتغيير النظام.
أيا كان الرئيس القادم،
فإن التحدى الاقتصادى الذى سيواجهه سيكون ملحا. كما أن العلاقة بين الرئاسة والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لم تحدد بعد.. ويبدو أنه من المحتمل للغاية أن ثورة مصر من أجل إحداث تغيير سياسى حقيقى ستكون فى حاجة إلى التهام المسجد والجيش إلى حد ما، وإعادة التوزيع الحقيقى للسلطة السياسية سيتطلب ثورة درامية من هذه النظم الراسخة.
الخسائر فى مصر لا تشمل فقط المئات من المتظاهرين الذين سقطوا شهداء فى الشوارع،
ولكن أيضا تدمير النظم التى كانت تحابى قطاعات محددة من الشعب المصرى وقدمت الأساس لنظامه السياسى. ومن المنظور الذى طرحته برنتون فى كتابها، فإن مصر اجتازت المرحلة الأولى، وهى انهيار النظام القديم وبدأت المرحلة الثانية والتى تجسدت فى حكومة مؤقتة معتدلة غير فعالة فشلت فى تحقيق تغيير سياسى كافى. وقد أدى فشل المعتدلين إلى المرحلة الثالثة وهو تفكك العملية الانتقالية مما أدى إلى ارتباك سياسى واسع وصدامات كبيرة وبدايات العنف الذى تحول إلى فوضى، والمرحلة الرابعة تتمثل فى فترة التطهير الجذرى، المرعبة للطغيان الذى لا هوادة فيه. وهذه المرحلة بدورها تؤدى إلى المرحلة الخامسة حيث تحرق القيادة المتطرفة نفسها بنفسها ويحل بدلها منها حكومة ممثلة طويلة الأمد.
على الرغم من أن الثورة أطاحت بمبارك العام الماضى، فلا يزال السباق السياسى فى مصر الآن بين جنرالات الجيش وقادة وأئمة المساجد، فى إشارة إلى الإخوان المسلمين،
وكلاهما يريد السيطرة على الجماهير، على 85 مليون مصرى،
والانتخابات الأخيرة تسلط الضوء على المعادلة التالية:
إنه مهما كان الأمر محبطا إلا أن تتويج 18 شهرا من الاحتجاج تتطلب دعم مرشح الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة.
لا يهم كثيرا الفائز فى الانتخابات الرئاسية فى مصر، والتى تجرى جولة الإعادة لها اليوم وغدا، لكنها تشير إلى أن اندلاع انتفاضة أكثر دموية أمر لا مفر منه
لكى الله يا مصر