واصل المنتخب الإسباني حملة الدفاع عن لقب القارة الأوروبية، وذلك بفوزه على المنتخب الفرنسي بهدفين دون مقابل، في مباراة دور الثمانية لبطولة اليورو 2012 المقامة في بولندا وأوكرانيا، التي جمعت بين المنتخبين يوم السبت 23 يونيو/ حزيران، على ملعب "دونباس أرينا" في مدينة دنيتسك الأوكرانية.
بدء المنتخب الإسباني بفرض سيطرته على اللقاء في ظل ارتباك واضح على أداء المنتخب الفرنسي، وحاول تشابي الونسو أن يباغت هوغو لوريس المتقدم بتسديدة من منتصف الملعب، لكن الحارس الفرنسي كان متيقظا وأمسك بالكرة دون معاناة.
وواصل الماتادور الإسباني السيطرة على النصف الثاني من الملعب، ولكن دون تهديدات خطيرة على مرمى المنتخب الفرنسي ووسط تراجع لمعظم لاعبيه لخط الدفاع، إلا أن ذلك لم يمنع الونسو من هز الشباك الفرنسية في الدقيقة 19 من عمر اللقاء، وذلك إثر تمريرة من انييستا إلى المدافع خوردي البا، الذي عكس كرة عرضية لتشابي الونسو، ليحولها برأسه إلى شباك هوغو لوريس.
حافظت إسبانيا على الهجوم الضاغط بعد هدف الذي الونسو، وفضل المنتخب الفرنسي أن يعود إلى الدفاع لحماية مرماه من هدف ثاني، وبانت معاناة الديوك الفرنسية بغياب سمير نصري عن صفوف الفريق في الشوط الأول، حيث لم يكن هناك صناعة منظمة للهجمات في ظل ابتعاد ريبيري عن أدائه وبقاء بنزيمة الفاعل الوحيد في خط المقدمة الفرنسي، لينتهي بعد ذلك الشوط الأول بتقدم الماتادور بهدف نظيف.
بدى أداء الديوك الفرنسية أفضل في الشوط الثاني، حيث أسندت عمليات بناء الهجمات لكريم بنزيمة وفرانك ريبيري، اللذان حاولا تنفيذ هجمات سريعة من مختلف المحاور، لكن الدفاع الإسباني كان لهم بالمرصاد، باستثناء هجمة واحدة كادت أن تسفر عن هجم التعادل بتسديدة من ريبيري تصدى لها القديس كاسياس، قبل أن يعود ريبيري مرة أخرى بمجهود مميز ليعكس الكرة إلى زميله المدافع المتقدم البا ليسدد رأسية فوق مرمى كاسياس.
وعلى الرغم من السيطرة النسبية الأكبر للمنتخب الإسباني بالاستحواذ على الكرة، إلا أن هجمات منتخب فرنسا كانت أخطر وأكثر حماسة.
وفي الدقيقة 63 زج لوران بلان بكل من جيريمي مينيز مكان ماتيو ديبوتشي، وسمير نصري مكان مالودا، في محاولة لتنشيط الجبهة الأمامية، في حين خرج من الماتادور ديفيد سيلفا وفابريغاس، ليترك الأول مكانه لبيدرو رودريغيز، والثاني لفيرناندو توريس.
وعاد ريبيري ليهدد مرمى كاسياس مرة أخرى، بعدما راوغ الدفاع وعكس كرة عرضية على مرمى الماتادور، لكن كاسياس خرج للكرة ببراعة وأمسكها قبل أن تشكل خطورة على مرماه.
وقبل نهاية الزمن الأصلي للمباراة بـ10 دقائق، أخرج المدرب بلان لاعب الوسط مافيلا من المستطيل الأخضر، وأدخل مكانه جيرود، لتلعب فرنسا بخطة هجومية بحتة في مباراة لا مجال للخسارة فيها، بمبدأ إما الفوز أو الخسارة الكبيرة، لكن الخيار الثاني كان هو الأقرب للديوك الفرنسية، بعدما أضاف الونسو هدف الإسبان الثاني، من ركلة جزاء نفذها عندما كانت المباراة على وشك الإنتهاء، لينتهي اللقاء بعدها بفوز المنتخب الإسباني بهدفين نظيفين، ليضرب بذلك موعداً مع المنتخب البرتغالي يوم الأربعاء المقبل 27 يونيو/ حزيران، في المباراة الحاسمة والمؤهلة لنهائي اليورو 2012.