كواليس الساعات الأخيرة قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي ومحاولات أمريكية متكررة للوساطة على مدار شهور سبقتها لنزع فتيل الأزمة بين الرئيس العنيد ومعارضيه رفضها جميعا الرئيس المعزول
إن الرئيس السابق تلقى اتصالا من وزير خارجية دولة عربية قبل عزله بساعات تلقى خلاله عرضا لإنهاء المواجهة مع جنرالات الجيش
‘أوباما’ عرض التدخل لدى المعارضة
و’كيري’ اقترح البرادعي رئيسا للحكومة
و’مرسي’ رفض
وزير خارجية، امريكى سابق تصرف كمبعوث من واشنطن، وسأل مرسي إن كان يقبل تعيين رئيس وزراء وحكومة جديدة، مع منح رئيس الوزراء جميع السلطات التشريعية، وتغيير المحافظين
مساعدي مرسي أكدوا للوزير – قبل لقائه بالرئيس – أنهم يعرفون مسبقا أنه سيرفض، مشيرين إلى أنه رد على اقتراح مماثل بالقول ‘على رقبتي’، على اعتبار أن ذلك بمثابة انقلاب على الشرعية الدستورية
عصام الحداد، مساعد مرسي للشؤون الخارجية، اتصل بالسفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، وأخبرها برفض مرسي. وحينما عاد الحداد إلى الحجرة حيث كانوا مجتمعين قال إنه تحدث أيضا إلى مستشارة الأمن القومي الأمريكي ‘سوزان رايس’ وأبلغها بالرفض
النهاية المفاجئة لأول حكومة إسلامية كانت ذروة شهور من التوترات المتصاعدة، وجهود أمريكية غير مجدية لإيجاد حل يسمح ببقاء مرسي، على الأقل شكليا’، ووصف قيادي إخواني كبير رد مرسي بأنه ‘كان مزيجا من العناد والمثالية وتسبب في نهاية حكمه
بعد هذه الأحداث سأل أحد معاوني الرئيس: هل هذه هي النهاية فنفى، قائلاً ‘النهاية ستكون عندما ترون دمائي تسيل في أروقة’، مؤكدا أنه لن يتخلى عن منصبه إلا ‘على جثته’
أداء مرسي في الحكم لم يعجب الكثير من أعضاء جماعته،
أحد قيادات الجماعة أنه إذا لم يكن عضوا بالجماعة لظن أن مرسي يريد أن يصبح ديكتاتورا.
وآخر قال أن مرسي خاف من التراجع حتى لا يظهر ضعيفا وأنه طوال هذا الوقت لم يتوقع أبدًا انقلاب الجيش عليه طالما احترم مميزاتهم واستقلالهم، وأن علاقة مرسي بالسيسي بدأت جيدة وأصبحا قريبين من بعضهما للغاية لدرجة أن مرسي – الذي فاجأ الجميع بمن فيهم أعضاء الجماعة عندما قرر تعيينه وزيرا للدفاع الذي ترك لأول مرة مهمة إدارة البلاد للرئيس دون تدخل منه- أصر على بقاء علاقته بالجيش كملف خاص وعدم استشارة أي من معاونيه فيما يتعلق بهذه العلاقة
مرسي ظل حتى ساعاته الأخيرة في الحكم مقتنع أن ‘السيسي’ لن يتدخل وكان آخر من فهم تحركات الجيش ضده من بين مستشاريه وقيادات الإخوان
جهود ومبادرات أمريكية متعددة منذ عدة شهور لرأب الصدع بين الرئيس ومعارضيه،
الرئيس ‘أوباما’ تقدم بإحدى هذه المبادرات لمستشار الرئيس للشؤون الخارجية عصام الحداد في ديسمبر الماضي عند زيارته للبيت الأبيض وعرض أوباما عليه التوسط لدى قادة المعارضة، وتحديدا محمد البرادعي، أو عمرو موسى، ولكن مرسي رفض وعرض مسؤولو السفارة العمل كوسطاء بين الرئيس السابق وأطراف المعارضة المتصاعدة ضده واقترح وزير الخارجية جون كيري عليه الاستعانة بالدكتور البرادعي رئيسا للوزراء ولكن مرسي لم يستجب
السفيرة الأمريكية بالقاهرة ‘آن باترسون’ قولها لبعض مساعدي مرسي ‘إن البعض في واشنطن بدأ ينفد صبره من دفاعي عن الإخوان وحكومتهم’
الموقف تأزم في يونيو الماضي مع تدهور الاقتصاد أكبر ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي ما سهل مهمة حملة تمرد ودعوتها لإسقاط مرسي.. لكن الدائرة القريبة من ‘مرسي’ لم تبدأ في الشعور بالقلق إلا بداية من 21 يونيو، عندما أصدر الجنرال سيسي بيانا يحذر من احتمال تدخل الجيش إذا عجزت القوى السياسة عن الوصول لحل فيما بينهم، لكن مرسي نفسه لم يشعر بالقلق
الأحداث تطورت سريعا… وقبل يوم واحد من الاحتجاجات، التقى السيسي مرسي للضغط عليه لتقديم حزمة من التنازلات، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة، ولكن مرسي طلب التشاور مع جماعته ومؤيديه، ومع تدفق الملايين من معارضيه في الشارع رصد مستشاروه الأعداد الغاضبة باستخدام جوجل ايرث ووسائل أخرى مختلفة وانتهى لاستنتاج خاطئ وغريب وهو أن أعداد مؤيدي مرسي في القاهرة أكبر من أعداد معارضيه
أحد مستشاري الرئيس قوله ‘فشعرنا جميعا بالارتياح’.. وتابعت الصحيفة أن مستشاري الرئيس شعورا بالذعر بعد بيان السيسي الثاني الذي أمهلهم 48 ساعة فقط واعتبروا ذلك انقلابا، وسارعوا بالاتصال بالسفيرة الأمريكية في القاهرة ونائبها وأجروا مكالمة هاتفية مع مستشار الأمن، وبعدها خرج الرئيس ليلقي خطابه الناري الأخير الذي اعتبره السيسي نقطة تحول في قراره بعزل مرسي
يوم الأربعاء الذي اجتمع فيه قيادات الجيش المصري بالقوى السياسية يوقاطعها الإخوان، قرر المسؤولون في واشنطن الابتعاد عن المشهد ومراقبة الأحداث من بعيد وفي هذه الأثناء كان الرئيس مرسي معزولا في مبنى الحرس الجمهورى يحكي قصصا عن سياسيين قابلهم في شبابه وكان، كما أكد أحد مستشاريه، مسترخيا كما لم يره من قبل ثم غادر المستشارون قبل أن يأمر أحد لواءات الجيش بإغلاق بوابات على ‘مرسي’ المستغرق في ذكرياته