لا يكاد شارع أو حي في القاهرة، المدينة التي لا تنام، يخلو من عدد من المقاهي التي تتنافس في ما بينها على تقديم الخدمات والمشروبات لجذب زبائنها، سواء من أبناء المنطقة التي توجد فيها أو غيرهم من زائري المدينة من المصريين والأجانب، الذين يعتبرونها أشبه ما تكون بالنوادي الاجتماعية والصالونات السياسية.
ويُنظر إلى المقاهي، التي تعتبر من معالم المدينة التي لا تنام وتتردد عليها مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، على أنها ترمومتر الحياة المصرية تتعرف من خلالها على أهم مشاكل البلاد ونمط حياة المواطنين، فضلاً عن ارتباط بعضها بأسماء روادها، ولكلٍ منهم مقهاه المفضّل، مثل الشيوخ والفنانين وعمال التراحيل.
وجاء في كتاب «معجم رمضان» للكاتب فؤاد مرسي، أن المقاهي تعد واحدة من أهم الأنشطة الاجتماعية في مصر، فهي مكان للترفيه والبهجة والتقاء الأصدقاء وأبناء المهنة أو الحرفة الواحدة وتبادل الأحاديث حول الموضوعات المختلفة، ما جعلها مجالا لا يمكن إغفاله حال التعرض للتاريخ الاجتماعي لمصر.
وإذا كانت المقاهي تحظى بالإقبال عليها طوال أيام العام، فإنها تحظى في شهر رمضان بإقبال متزايد، نظرا لتعود المصريين على قضاء سهراتهم خارج المنزل.
تاريخ وجود المقاهي في مصر خلال شهر رمضان، كما أرخها الكاتب فؤاد مرسي في كتابه «معجم رمضان»، الصادر في عام 2013، عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، وكتاب «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم» للمستشرق البريطاني إدوارد وليام لين، 1999، مكتبة «مدبولي».
كانت المقاهي خلال العصر العثماني تخضع للإشراف المباشر من قبل رئيس يشتري لنفسه حق التزامها، وتدفع كل مقهى رسما صغيرا في بداية السنة الهجرية، وتعفى من دفع هذا الرسم المقاهي الصغيرة، ويستطيع كل من يريد أن يبني قهوة أن يفعل ذلك بمطلق حريته، لكنه لا يستطيع مباشرة العمل فيها قبل الحصول على تفويض من المشرف على الحرفة، الذي كان يلتزم بتقديم مرتكبي المخالفات من أبناء هذه الحرفة إلى العدالة، حسبما جاء في «معجم رمضان».
ووفقا للكتاب نفسه، كانت مهمة الإشراف عادة ما توكل إلى أغا الانكشارية أو «الكخيا المتولي» الذي يدفع حق هذا الالتزام إلى السلطة.
وفي كتابه «عادات المصريون المحدثين وتقاليدهم»، كتب المستشرق الإنجليزي إدواد وليام لين أدق وصف عن المقاهي القاهرية في العصر العثماني، حيث يقول «إن القاهرة بها أكثر من ألف مقهى، والمقهى غرفة صغيرة ذات واجهة خشبية على شكل عقود، ويقوم على طوال الواجهة، ما عدا المدخل، مصطبة من الحجر أو تفرش بالحصر، ويبلغ ارتفاعها قدمين أو ثلاثة وعرضها كذلك تقريبا، وفي داخل المقهى مقاعد خشبية على جانبين أو ثلاثة»، وفقا لـ«معجم رمضان».
وأضاف «لين»: «ويرتاد المقهى أفراد الطبقة الوسطى والتجار وتزدحم بهم عصرا ومساء، وهم يفضلون الجلوس على المصطبة الخارجية، ويحمل كل منهم شبكة الخاص وتبغه، ويقدم (القهوجي) القهوة بـ5 فضة للفنجان الواحد، أو 10 فضة للبكرج الصغير الذي يسع 3 فناجين أو 4، ويحتفظ القهوجي أيضا بعدد من آلات التدخين من نرجيلة وشيشة وجوزة» وفقا للكتاب نفسه.
وجاء في «معجم رمضان» أن «النرجيلة» مشتقة من اللفظ «النارجيل» الاسم الذي يطلق على ثمر جوز الهند، ويمكن القول إن ترجمته الحرفية تعني «الجوزة»، وهو الاسم الذي تعرف باسم «النرجيلة» الشعبية في مصر، لأنها كانت مكونة فعلا من ثمرة جوز هند مفرغة، وتثقب مرتين، ثقب يوضع فوق الحجر، وثقب تنفذ من خلاله أنبوبة خشبية يتم من خلالها استنشاق الدخان الذي يمر خلال الماء الموضوع في الجوزة نفسها.
ووصف الرحالة والعالم الدنماركي، كارستين نيبور، «الجوزة» المصرية، التي لم تتغير ملامحها حتى أوائل هذا القرن، وعندما ارتفعت أسعار ثمار الجوز فاستبدل به كوز صفيح فارغ، أو زجاجي، وهذا أبسط الأشكال الشعبية للنرجيلة، ويدخن بواسطته المعسل، وهو الدخان الممزوج بالعسل، ويعرف في المقاهي المصرية باسم «البوري» أو «المصري»، وفقا لكتاب «ملامح القاهرة في ألف سنة» لجمال الدين الغيطاني، دار نهضة مصر، 1997.
أما الشيشة، فهي كلمة فارسية تعني الزجاج، وهو الاسم الذي تعرف به النرجيلة حاليا في مصر، وهذا الاسم نتيجة للوعاء الزجاجي الذي يملأ بالماء إلى قدر معين ليمر الدخان من خلاله، وفقا للكتاب نفسه.
وفي كتاب «وصف مصر» الذي أعده علماء الحملة الفرنسية يوجد جزء مخصص للمقاهي في زمن الحملة جاء فيه: «تضم القاهرة قرابة 1200 مقهى بخلاف مقاهي مصر القديمة وبولاق، حيث تضم مصر القديمة 50 مقهى، أما بولاق فيبلغ تعداد مقاهيها أكثر من 100 مقهى».
وذكر الكتاب: «وليست لهذه المباني أية علاقة بالمباني التي تحمل نفس الاسم في فرنسا إلا من حيث استهلاك البن على الرغم أن هذا المشروب يعد ويشرب بطريقة مختلفة، فليس في هذه المباني أثاثات على الإطلاق وليس ثمة مرايا أو ديكورات داخلية أو خارجية، فقط ثمة منصات (دكك) خشبية تشكل نوعا من المقاعد الدائرة بطول جدران المبنى، وكذلك بعض الحصر من سعف النخيل، أو أبسطة خشنة الذوق في المقاهي الأكثر فخامة بالإضافة إلى بنك خشبي عادي بالغ البساطة».
ويبدو من وصف المقاهي في الكتاب أنها تشبه إلى حد كبير بعض المقاهي الصغيرة التي لا تزال قائمة في قرى الصعيد الجنوبي، فلم يكن نظام الجلوس إلى مناضد وفوق كراسي متبعا، ويبدو أن هذا النظام لم ينتشر إلا بعد إنشاء البارات المخصصة لتقديم الخمور، لكن لم ينتقل نظام الجلوس من المصطبة إلى استخدام المقاعد والمناضد مباشرة، إنما مر بفترة كانت تستخدم فيها الدكك الخشبية العريضة.
ولا يزال مقهى «الفيشاوي» الموجود بحي الحسين، وبعض مقاهي القاهرة الفاطمية تحتفظ بدكك خشبية عريضة تتسع الواحدة منها لجلوس 5 أو 6 أشخاص متجاورين، ولا تزال إحدى الدكك الخشبية في مقهى «الفيشاوي» تحمل تاريخ صناعتها في عام 1910 في بداية القرن الـ20، ويكاد المقهى القاهري يشبه في ذلك الحين، المقهى البغدادي الآن، الذي يستخدم للجلوس فيها الدكك الخشبية، لكن الأدوات التي كانت مستخدمة في مقاهي القاهرة عند بداية القرن الـ19، لم تتغير كثيرا حتى الآن.
وكانت المقاهي أماكن مخصصة لرواية قصص السير الشعبية والملاحم وكان أصحاب المقاهي يستقدمون رواة القصص، وبعضهم يعرف باسم «الهلالية» لتخصصهم في سيرة أبي زيد الهلالي، والبعض الآخر يعرف باسم «الظاهرية» نسبة إلى الظاهر بيبرس، وكانت تروى قصص أخرى بالمقاهي، مثل قصة «سيف ابن ذي يزن»، و«ألف ليلة وليلة»، و«سيرة عنترة العبسي».
المقاهي في فترتي العشرينات والثلاثينات
عتبر العصر الذهبي لمقاهي القاهرة كان في النصف الأول من القرن الـ20، خاصة في فترتي العشرينات، والثلاثينات، وكانت القاهرة في ذلك الوقت، تزخر بالعديد من المقاهي، منها مقهى «نوبار»، الذي توجد مكانه الآن مقهى «المالية»، وكان مجمعا للفنانين، وكان عبده الحامولي يقضي أمسياته فيه، ومعه بعض أصحابه ومنهم باسيلي بك العريان الذي أفلس بعد أن أنفق نصف مليون من الجنيهات، وأحيانا كان يضيق بزبائن المقهى، فيطلب من صاحبه أن يخليه من الزبائن له ولأصدقائه فقط، وفقا لـ«معجم رمضان».
مقهى «التجارة»
في شارع «محمد علي» يوجد مقهى «التجارة»، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، ويزيد عمره الآن عن 120 عاما، وما زال قائما حتى اليوم، ومعظم رواده من الموسيقيين العاملين في الفرق التي يطلق عليها، فرق «حسب الله»، و«حسب الله» هو أحد الموسيقيين بجوقة الخديو إسماعيل، وعندما خرج من الخدمة شكل أول فرقة للموسيقى تتقدم الجنازات والأفراح.
مقهى «الكتبخانه»
في نهاية شارع «محمد علي»، أمام «دار الكتب»، يوجد مقهى «الكتبخانه»، وكان من روادها حافظ إبراهيم، والشاعر عبدالمطلب، والشيخ عبدالعزيز البشري، والشيخ الساخر حسن الآلاتي، وكان «الآلاتي» يرتاد مقهى آخر بحي «السيدة زينب»، يطلق عليه اسم «المضحكخانه»، ويشترط لدخول مجلسه وضع رسالة في التنكيت والقفش، حتى إذا حازت عنده قبولا ضم مقدمها إلى مجلس النادين.
وجمع «الآلاتي» كثيرا من نوادر «المضحكخانه» في كتاب طبع في نهاية القرن الماضي، حاملا نفس الاسم «المضحكخانه».
مقهى «مصارعة الديوك»
خلف «دار الكتب»، كان يوجد مقهى بلدي عرف صاحبة بهوايته لمصارعة الديوك، وكان من رواده بعض الأثرياء الذين يشاهدون ما يقدمه من عروض.
مقهى «الأتراك»
في شارع «الصليبة»، كان يوجد مقهى «الأتراك»، ومعظم زبائنه من «الباشبوزق» الذين كانوا يؤجرون أنفسهم من بيت محمد علي للحرب.
مقهى «عكاشة»
شهد شارع «محمد علي» كذلك، مقهى «عكاشة»، المنشأ في الأربعينيات، بناه «أولاد عكاشة» أصحاب الفرق المسرحية المشهورة، وكان المقهى مزودا بأجهزة استماع للموسيقى، يجلس الزبون إلى المنضدة، ويضع السماعات إلى أذنيه، ويطلب سماع أي أسطوانة يرغبها، والآن أصبح هذا المقهى مجرد مقهى قديم عادي به «آثار من العز القديم».
مقهى «الفيشاوي»
في حي الحسين، يوجد مقهى «الفيشاوي» الشهير، الذي يتجاوز عمره الآن 100 عام، وكان يتكون من واجهة أنيقة، ودهليز طويل حول مقاصير صغيرة صفت فيها موائد رخامية، ودكك خشبية، وكانت شهيرة بالشاي الأخضر والأحمر، الذي يقدم في أكواب زجاجية صغيرة.
وفي شهر رمضان، يكثر رواد المقهى من الفنانين والكتاب والناس العاديين، وفي أيام الشهور العادية، كان للمقهى سحره الخاص، ودخله يخيم هدوء يمت إلى الأزمان البعيدة الجميلة، تحيط به هذه التحف العربية المتناثرة في لمكان، وأمامه يجلس الحاج فهمي الفيشاوي يدخن باستمرار «النرجيلة» التي لا تنتهي أبدا، وعلى بعد خطوات منه، يوجد حصانه العربي الأصيل، وفوقه أقفاص الحمام الذي كان مغرما بتربيته.
وبعد عام 1967، صدر قرار بهدم المقهى، ولم يستطع «الحاج فهمي» أن يواصل الحياة حتى يرى نهاية مقهاه، فمات قبل أن ينفذ الهدم بأيام قليلة، ولحقه على الفور، الحمام الذي كان يربيه.
وكان من أشهر رواد هذا المقهى الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي كان يخلو إلى جوه الهادئ المعبق بالتاريخ يوميا أثناء عمله بمكتبة الغوري القريبة عندما كان يعمل في وزارة الأوقاف.
ومن الشخصيات التي ارتبطت بالمقهى أيضا، عم إبراهيم، كان رجلا قصيرا، ضريرا يتاجر في الكتب، وكان سريع النكتة، في ليالي الثلاثينيات يجلس إلى عدد كبير من الرواد، ويبادلهم هذا الشكل الفكاهي من الحوار، والمعروف في مصر باسم «القافية» وكان يرد عليهم كلهم ويهزمهم.
مقهى «سي عبده»
على مقربة من مقهى «الفيشاوي»، كان يوجد مقهى قديم وغريب، يقع تحت الأرض، اسمه مقهى «سي عبده»، وكان دائري الشكل، يضم عدة مقصورات، تتوسطها نافورة مياه.
ووصف نجيب محفوظ هذا المقهى في روايته الثلاثية، حيث كان يلتقي «كمال عبدالجواد» بصديقه «فؤاد حمزاوي»، لكن اختفى هذا المقهى تماما، وحل مكانه الآن بعض المباني الحديثة.
مقهى «عرابي»
من المقاهي الشهيرة في القاهرة القديمة والباقية حتى الآن، مقهى «عرابي» الذي يقع بميدان الجيش، عند نهاية الحسينية، وكان مالكه «عرابي»، أحد الفتوات المشهورين في أوائل هذا القرن، وبلغت درجة سطوته ونفوذه أن لجأ إليه مأمور قسم «الظاهر» ذات يوم يطلب حمايته، لأن أحد الأجانب هدده، وكان الأجانب يحاكمون أمام محاكم خاصة في ذلك الوقت.
وكان نجيب محفوظ من رواد مقهى «عرابي»، حيث كان يلتقي بأصدقائه القدامى، وزملاء طفولته، وفي هذه الجلسة التي كانت تحدث كل خميس تسمع صوت ضحكات الأديب الكبير، ويبدو مرحا، سريع النكتة، ولا يحضر هذه الندوة من الشباب إلا عدد محدود جدا عرف طريق المقهى الذي يستعيد فيه الأديب الكبير ذكرياته وقصص شبابه مع رفاق الزمن القديم، لكنه انقطع عن الانتظام في حضور هذه الندوة الأسبوعية في سنواته الأخيرة، بسبب أزمة المواصلات في القاهرة التي كانت تعوقه في الوصول من بيته في العجوزة إلى ميدان الجيش.
قهوة «الفن»
في واجهة مسرح «رمسيس» أو مسرح «الريحاني» حاليا، كانت تقع قهوة الفن، ويجلس فيها البؤساء من الفنانين، والكومبارس، والنساء الضاحكات، وكان يجلس بها ماري منصور، وزينب صدقي، ودولت أبيض، وأمينة رزق، وعزيز عيد، وفاطمة رشدي، وأحمد علا نقيب الممثلين.
مقهى «الندوة الثقافية»
بالقرب من مقهى «ريش» الشهير بميدان «طلعت حرب» بوسط القاهرة، الذي يؤمه مشاهير الثقافة المصرية، يوجد مقهى آخر، يلتقي فيه عد كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين، لكن بشكل غير منتظم، وهو مقهى «الندوة الثقافية»، وهو مشهور بالنرجلية، ويولويها اهتماما خاصا، في الوقت نفسه، الذي لا تعني فيه المقاهي الأخرى بهذا النوع من التدخين.
قهوة «الدراويش»
في حي «الحسين»، يوجد واحد من أشهر المقاهي المرتبطة بشهر رمضان، وهي قهوة «الدروايش» أو «المجاذيب» سابقا، الذي يمتد عمرها إلى أكثر من 60 عاما، وتشتهر بتقديم الإنشاد الديني طول ليالي شهر رمضان.
وبدأ النشاط الفني بقهوة «الدروايش» على يد الريس سيد عزب «السفرتي» الذي كان يعزف على آلة «الكولة»، واتفق مع صاحب القهوة على أن يأتي بفرقته للعزف والإنشاد بها كوسيلة لتنشيطها، وتم الاتفاق على حضور الفرقة التي أصبحت فيما بعد مرتبطة بالقهوة ارتباطا وثيقا، واستمرت الفرقة في عهد «السفرتي الصغير» ابن «الريس سيد»، وكذلك حسين العزب، عازف الإيقاع اللذين استكملا مشوار والدهما في الفرقة والقهوة.
وكانت الفرقة قد كبرت بمرور الوقت وسميت فرقة «نجوم الحسين» ومقرها قهوة «الدراويش»، بل أصبحت مدرسة للعازفين في أي مجال، وكذلك موردا لهم لمن يبحث عن عازف لأية آلة،وبالفعل منها من خرج ليعمل في فرق الأوبرا أو مع المنشد ياسر التهامي أو مع فرق خاصة لراقصات مثل فيفي عبده، ولوسي، والأهم منم ذلك، أن منهم من تم الاستعانة به للعمل خارج مصر وعلى رأسهم حسين سيد عزب، حيث يتردد على قهوة «الدراويش» العديد من الأجانب المهتمين بالموسيقى والرقص الشرقي، وكان معهم في إحدى المرات، راقصة وممثلة مسرحية فرنسية تدعي «جولييت» ومعها مخرج مسرحي فرنسي يفضل إضافة إيقاعات شرقية لمسرحياتهن فطلبا من حسين العزب العمل معهم،وبالفعل، حدث ذلك، وحاليا يعمل في فرنسا بشكل دائم كعازف إيقاع كما بدأ يتعاون مع معهد العالم العربي بباريس في الكثير من الحفلات الفنية.
أما القائد الحالي للفرقة، فهو الريس سيد إمام الذي بدأت علاقته بقهوة الدراويش منذ صباه، حيث بدأ العمل مع الفرقة كصبي، ثم كعازف كولة، وتولى «الريس عزب» تربيته وتدريبه على العزف والإنشاد حتى حل محله الآن.