الخميس اهم الانباء وكالات : 7/4/2010

7 مبانٍ في بغداد تُفجَّر بساكنيها: 230 قتيلاً وجريحاً
في واحدة من اسوأ المذابح التي يشهدها العراق منذ الاحتلال الاميركي في العام 2003، تحولت سبعة مبان سكنية في احياء متفرقة من بغداد الى نعوش دفن في داخلها ما يصل الى خمسين قتيلا، وعلق نحو 180 جريحا، في هجمات متزامنة نفذها ارهابيون استأجروا قبل ايام شققا في تلك المباني وزرعوها بالمتفجرات، ليسجلوا احد ابشع اساليبهم حتى الآن في سفك دماء الابرياء من العراقيين.
وأضيفت المذبحة الجديدة، بتفاصيلها المروعة، الى سلسلة جديدة من اعمال العنف الطائفي التي نفذت خلال الايام الخمسة الماضية، والتي اعادت الى الاذهان اجواء الفتنة التي مزقت النسيج الاجتماعي في العراق بين العامين 2005 و2007، وسقط خلالها مئات آلاف القتلى والجرحى، لا سيما في ظل انسداد افق المساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة، والتي وصفها اكثر من فريق فائز في الانتخابات الاخيرة الاسبوع

الماضي، بأنها لم تبدأ بعد او هي لا تزال في بداياتها الاولى ويمكن ان تستغرق شهورا.
وحاول المتحدث باسم السفارة الأميركية فيليب فرايني التقليل من إمكان انحدار العراق مجددا إلى العنف الطائفي. وقال «بالتأكيد نحن قلقون، لكننا لا نرى تشابها مع ما حصل قبل سنوات عديدة مضت. لا نرى حربا طائفية تندلع مجددا». واتهم المتحدث باسم قوات الاحتلال العقيد اريك بلوم تنظيم القاعدة بشن جميع الهجمات، التي وصفها بأنها عبارة عن «أعمال عنف عشوائية». وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن واشنطن تستبعد أن تؤدي التفجيرات إلى تغيير خطط الاحتلال، موضحا أن قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال راي اوديرنو لا يعتقد أن العنف المتصاعد يهدد قدرة الاحتلال على تخفيض قواته في آب المقبل، كمقدمة للانسحاب الكامل نهاية العام 2011.
وضربت التفجيرات الجديدة بغداد بعد يومين من هجمات انتحارية منسقة بسيارات على سفارات مصر وإيران وألمانيا ما أسفر عن مقتل 41 شخصا وإصابة حوالى 250، اضيفوا الى 24 قتيلا سقطوا في مذبحة نفذت في قرية جنوب بغداد الجمعة الماضي.
وأعلنت مصادر أمنية تفجير سبعة مبان سكنية في بغداد وضواحيها القريبة بواسطة سبع عبوات ناسفة كبيرة الحجم أحالتها إلى ركام وأنقاض يرقد تحتها سكانها. كما انفجرت سيارة في سوق. وقتل في التفجيرات أكثر من 50 شخصا، وأصيب حوالى 180. لكن كالعادة قلل المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم الموسوي من العدد، مشيرا إلى مقتل 22، وإصابة 134. وأشار إلى وقوع سبعة انفجارات، لكن قوات الاحتلال الأميركي تحدثت عن ثمانية. واتهم فلول القاعدة والبعث بالقيام بموجة الهجمات المتواصلة منذ الجمعة.
وأوضحت الحكومة، في بيان، أن عددا من العبوات وضعت داخل شقق فارغة تم استئجارها بعد دفع مبالغ ضخمة لأصحابها. وأعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال 11 شخصا بشبهة الوقوف وراء التفجيرات. وقال رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري، خلال زيارته رئيس الطائفة الكلدانية الكاردينال دلي، إن «الجيش سيتصدى لكل الزمر الإرهابية التي تحاول زرع الفتنة البغيضة بين أطياف الشعب».
وأعلن رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، في بيان، أن «القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ستضاعف إجراءاتها لمواجهة الإرهابيين». وقال المالكي «إن الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون وأعوانهم خلال الأيام القليلة الماضية، خصوصا في بغداد، تشير بوضوح إلى طبيعة الأهداف والمخطط الذي يراد تحقيقه. إنهم يريدون دفع البلاد إلى الفتنة والفوضى وتحطيم إرادة العراقيين».
وتوزعت المباني السكنية التي تعرضت للتفجير على مناطق جكوك والشعلة (شمال) والعلاوي (وسط) والإعلام والشرطة الرابعة والعامل (جنوب غرب). كما قتل 6 أشخاص بانفجار سيارة في سوق في العاصمة. وأعلنت مصادر أمنية أن الانفجارات أسفرت عن سقوط مبنى في حي الشعلة الشيعي شمال بغداد، وآخر في جكوك المجاورة. كما انهارت ثلاثة مبان في مناطق الشرطة الرابعة والإعلام والعامل غرب بغداد، بالإضافة إلى مبنيين في منطقة العلاوي الشعبية.
يشار إلى أن جكوك منطقة فقيرة تؤوي مخيما للنازحين الشيعة من منطقة أبو غريب. وقال الموسوي إن خبراء المتفجرات أبطلوا مفعول قنبلتين زرعتا في منزلين في جكوك.
وقال زعيم «القائمة العراقية» إياد علاوي، خلال تبرعه بالدم في احد مستشفيات بغداد، «إن منصب رئيس الوزراء المقبل، لا يمكن أن يُبنى على أشلاء العراقيين». وأضاف ان مسؤولي الحكومة يتحملون المسؤولية عن عدم تحقيق الأمن، موضحا «لا اعرف ماذا كانوا يفعلون في السنوات الأربع الماضية، فهم يقولون دائما إنهم مستعدون فأين هذا الاستعداد».
وأعلن علاوي، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، أن السياسيين لم يبدأوا بعد المفاوضات حول كيفية تأليف الحكومة ومن هو رئيسها، بعد حوالى الشهر من إجراء الانتخابات في 7 آذار الماضي، ملمحا إلى إمكان أن تأخذ عملية تأليف الحكومة أشهرا. وقال «قد يتم تأليف الحكومة في غضون شهرين وقد تأخذ أربعة إلى خمسة أشهر».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، يو بي آي، ا ش ا)
[/size]