الجارديان: إسرائيل أحرجت مصر داخلياً بالهجوم على أسطول الحرية
◄ قدمت الصحيفة تغطية موسعة للهجوم العسكرى، الذى شنته إسرائيل على قافلة أسطول الحرية، والذى أدى إلى مقتل 10 أفراد وإصابة آخرين، ورصدت ردود الفعل العالمية التى اتجهت جميعها إلى إدانة إسرائيل، وسلطت الضوء على تأثير هذه العملية العسكرية على العلاقة بين إسرائيل وتركيا التى كان أغلب الضحايا من مواطنيها.
وتحدثت الصحيفة فى افتتاحيتها عن مأساة قطاع غزة الذى كان من المفترض أن تتوجه سفن القافلة له لتزويده بالمساعدات الإنسانية، وقالت تحت عنوان "غزة: من الحصار إلى نزيف الدماء" إنه إذا كانت مجموعة مسلحة من القراصنة الصوماليين قد قامت أمس بالهجوم على ست سفن فى أعالى البحار، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 راكبين وإصابة عدد أكبر من ذلك، فإن فريق عمل حلف شمال الأطلسى سيتوجه اليوم نحو ساحل الصومال، ربما ما حدث بالأمس فى المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة كان من عمل القوات الإسرائيلية الخاصة وليس القراصنة ولن تتوجه سفن الناتو الحربية إلى إسرائيل رغم أنه ينبغى أن تفعل.
واعتبرت الصحيفة، أن الأعمال التى تقوم بها القوات المسلحة الإسرائيلية قد عززت مكانة إسرائيل كدولة منبوذة بين جيرانها، ودافعت الصحيفة عن أسطول الحرية قائلة، إن سفنه لم يكن على متنها ما يمثل تهديداً لأمن إسرائيل، ولذلك فإن ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بأن جنوده كانوا يدافعون عن أنفسهم أمر ليس له أى مصداقية.
ومضت الصحيفة فى القول، إن إسرائيل فى عملية واحدة دمرت مبررها أمام المجتمع الدولى من غزة، ورأت أن من عواقب هذه العملية لن يكون فقط الغضب الذى أثارته فى تركيا، ولكن مصر أيضا متورطة، لأنها شاركت فى حصار غزة من الحدود الجنوبية للقطاع، وقد فعلت إسرائيل ذلك فى ظل بروز معارضة شعبية فى مصر، والتى تتزامن مع اقتراب لانتقال صعب السلطة فى البلاد، ومن ثم فإن الحكومة المصرية لن ترحب بالإحراج البالغ الذى تسببت فيه إسرائيل بعمليتها الأخيرة.
أهداف سويف: إسرائيل كشفت مجدداً عن وجهها الحقيقى
◄ وحول نفس القضية، نطالع مقالاً للكاتبة أهداف سويف تحت عنوان "إسرائيل تكشف عن وجهها الحقيقى" دعت فيه إلى ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل كثمن لقيامها بقتل نشطاء السلام، تقول الكاتبة إن قتلى العملية العسكرية التى وقعت بالأمس انضموا إلى كل من راشيل كورى وتوم هورندال وجيمس ميللر وبراين أفرى الذين تخلوا عن حياتهم لأجل الفلسطينيين، ولم يكن أى من هؤلاء يريد الموت بل كانوا يعتقدون أنهم فى أمن، طالما أن هناك حدود للشرعية والحضارة لا تستطيع إسرائيل أن تتخطاها، لكنهم كانوا مخطئين، ولكى يثبتوا ذلك، كشفت إسرائيل مرة أخرى للعالم عن وجهها الحقيقى.
واعتبرت سويف، أن ما قامت به إسرائيل يمثل رسالة جديدة إلى العالم بقتل ناشظى السلام الدوليين، وليس المهم المبررات التى ستسوقها الدولة العبرية، كما اعتادت أن تفعل طوال تاريخها القصير، لكن الأهم هو أن قتل هؤلاء النشطاء يوضح أن من يغض بصره عن الجرائم الإسرائيلية، إنما يقوم بذلك متعمداً.