لأن الله غيب .. ولأن المستقبل غيب .. ولأن الآخرة غيب .. ولأن من يذهب إلى القبر لا يعود .. راجت
بضاعة الإلحاد
..وسادت الأفكار المادية .. وعبد الناس أنفسهم واستسلموا لشهواتهم وانكبوا على الدنيا يتقاتلون على منافعها
..
وظنأكثرهم أن ليس وراء الدنيا شيء وليس بعد الحياة شيء .. وتقاتلت الدول الكبرى على ذهب الأرض
وخيراتها .. وأصبح
للكفر نظريات وللمادية فلسفات وللإنكار محاريب وسدنة وللمنكرين كعبة يتعلقون بأهدابها ويحجون إليها في
حلهم
وترحالهم .. كعبة مهيبة يسمونها "العلم
".-------
الله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه
.-------
أن
العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مهيأ بطبيعته لإدراك الجزئيات
والظواهر فقط .. في حين
أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود
الإلهي .. وإنما
عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى
الماء هو دليلنا على
وجود الماء
------
ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون
-------
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء ..
وعالم الغيب وحده
هو الذي يعلم قيمة كل شيء
--------
فأفعالك معلومة عند الله في كتابه ، ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه
--------
مجال المساءلة هو مجال التكليف .. وأنت في هذا المجال حر
--------
ونحن نشعر في كل لحظة أننا نختار ونوازن بين احتمالات متعددة ، بل إن وظيفة عقلنا الأولى هي الترجيح
والاختيار بين البديلات
--------
الله أعطانا الحرية أن نعلو على رضاه "فنعصيه" ، ولكن لم يعط أحداً الحرية في أن يعلو على مشيئته ..
وهنا وجه آخر من
وجوه نسبية الحرية الإنسانية
--------
والقضاء والقدر لا يصح أن يفهم على أنه إكراه للناس على غير طبائعهم .. وإنما على العكس
..الله يقضي على كل إنسان من جنس نيته .. ويشاء له من جنس مشيئته ، ويريد له من جنس إرادته ، لا
ثنائية ... تسيير الله
هو عين تخيير العبد ، لأنه الله يسير كل امرئ على هوى قلبه وعلى مقتضى نياته
..---------
الإنسان مخير فيما يعلم
..مسير فيما لا يعلم
..----------
إذا كان الإنسان يتحرك في فراغ بلا مقاومة من أي نوع فإنه لا يكون حراً بالمعنى المفهوم للحرية، لأنه لن
تكون هناك
عقبة يتغلب عليها ويؤكد حريته من خلالها
..
----------
الناس يولدون من لحظة الميلاد غير متساوين في الذكاء والقوة والجمال والمواهب
..يولدون درجات في كل شيء
..واقصى ما طمعت فيه المذاهب الاقتصادية هي المساواة في الفرص وليس المساواة بين الناس
..ان يلقى كل واحد نفس الفرصة في التعليم والعلاج والحد الادنى للمعيشة
..وهو نفس ما تحض عليه الاديان
..اما الغاء الدرجات والغاء التفاوت فهو الظلم بعينه والامر الذي ينافي الطبيعة
..---------
وإذا كانت الرأسمالية أطلقت للفرد حرية الكسب إلى درجة استغلال الآخرين .. وإذا كانت الشيوعية سحقت
هذه الحرية
تماما .. فإن الإسلام قدم الحل الوسط
.---------
والنظر في الدين وتطوير فهمه مطلوب ، وتاريخ الإسلام كله حركات إحياء وتطوير .. والقرآن بريء من
تهمة التحجير
على الناس وكل شيء في ديننا يقبل التطوير .. ما عدا جوهر العقيدة وصلب الشريعة .. لأن الله واحد ولن
يتطور إلى اثنين
أو ثلاثة .. هذا أمر مطلق .. وكذلك الشر شر والخير خير .. لن يصبح القتل فضيلة ولا السرقة حسنة ولا
الكذب حلية
يتحلى بها الصالحون . وفيما عدا ذلك فالدين مفتوح للفكر والاجتهاد والإضافة والتطوير
----------
جوهر الإسلام عقلاني منطقي يقبل الجدل والحوار ويحض على استخدام العقل والمنطق
----------
أن الإنسان له طبيعتان
:طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه
.وطبيعة ثانوية زائلة هي جسده
.-------