د / أية
مراقب عام
عدد المساهمات : 358 تاريخ التسجيل : 03/03/2010
| موضوع: إلى "النميمة شو".. رفقا بعقولنا السبت يونيو 18, 2011 12:34 am | |
|
تفكير طويل وتمحيص كثير.. وبعد متابعة برامج أقل ما يقال عنها إنها مستفزة، وقراءة صحافة صفراء تضع عناوين ومانشيتات عن الإخوان على أنها الأهم فى البلاد، وهجوم ودفاع وصد ورد.. وجذب وشد وصداع مستمر.. وجدال مستعر، وحبوب بانادول هنا وهناك وتعليقات سخيفة و اشتباك، وحيرة وتعجب... ورياح عاتية وعاصفة آتيه.نميمة شو
بعد هذا وذاك وبعد اضطراب وارتباك، أوشك قلمى على الهجوم معتبرا أنه ليس من الكتابة مفر ولا فكاك ردا على ما حدث فى برنامج من اطلقوا عليها سندريلا الإعلام العربى وغيره مما يطلق عليها برامج التوك شو.. أقصد نميمة شو أو حتى عباسية شو.
نعم عباسية شو لأن من يشاهد تلك البرامج سيكون مآله لا محالة إلى العباسية حيث أنه سيجن من كثرة اللوك لوك، وكذلك لن يصدق فم المذيع الذى صار بالكلام يتحرك، ولن يستطيع عقله استيعاب ما يحدث، وأن أولئك الذين يتحدثون هم بالفعل مصريون وعلى بلادهم خائفون، وبعد عزمى وإصرارى على كتابة المقال قمت بالفعل بكتابته،
لكنى مع تنقيح ديباجته غيرت رأيي فى لمح البصر، وقررت أن أعيد النظر، وأن امحو جميع ما كتبت، وبيدى هاتان على لوحة المفاتيح نقرت، ثم فكرت وفكرت.. وأخيرا جاء القرار بكتابة مقال بعيدا عن الإصفرار.
لكن لى فى البداية يا احبتى سؤال: هل استوت أحوالنا حتى نصبح يوميا فى سجال؟ ولا يبقى لنا إلا الحديث عن الإخوان؟
ويا ترى يا هل ترى ماذا فعل الإخوان؟ وهجوم هنا وهناك على قادة الاخوان ولم يبق لنا حقا سوى ماذا أكل الإخوان أو شرب أبناء الإخوان؟، أم هل أبناء الإخوان على شرب اللبن قبل النوم معتادين ولأرجلهم غاسلين، أم أنهم لقادتهم غير طائعين؟ وهل زوجاتهم يطبخون طعامهم بسمن متين أم أنهم للبلدى غير محبين؟ وهل يغسلون ملابسهم ببرسيل
أم أنهم ليس لهم باع فى الغسيل؟.
ما هذا الهراء يا سادة؟ هل صرنا فى رفاهية مطلقة حقا؟ هل عدنا للوراء مرة أخرى مرددين (كله تمام يا فندم)؟ هل عملنا وعملنا وعملنا حتى تبقى لنا وقتا نرفه فيه عن أنفسنا بالنميمة حول هذا أو ذاك؟ ألا ترون أحوال البلاد والعباد؟ ألا تدركون الفترة الحرجة التى تمر على بلادكم.جدال عقيم
إن من عجائب البرامج أيضا أن يخرج علينا الإعلامى المحترم إبراهيم عيسى فى برنامج فى الميدان ويخصص وقتا لا يقل تقريبا عن الساعة أو قد يزيد (لأنى تركت البرنامج ولم اتابعه للنهاية) فى السؤال :هل قادة الإخوان امروا شبابهم بالانسحاب من الميدان؟ أى يتحدث عن شئ حدث منذ ما يزيد عن أربعة أشهر.
ويداخله على الخط د. البلتاجى والأخ المحترم إسلام لطفى و مدير تحرير جريدة الشروق، التى كانت قد أفردت مانشيتا كبيرا عن الإخوان يوم الخميس الموافق2-6 يقول مفاده إن قادة الإخوان امروا شبابهم يوم جمعة الغضب ويوم الجمل بالانسحاب، ويأخذ هذا وذاك فى الحديث والدفاع ثم الهجوم، وبعدما يؤكد إسلام أن هذا الخبر غير صحيح ويقول أن ذلك لم يحدث، يعيد عليه إبراهيم عيسى السؤال مرة أخرى للتأكيد، ثم يقول له إسلام: لا لم يحدث
ثم يسأله مرة أخرى ..تعنى بكلامك يا إسلام أن قادة الإخوان لم يأمروكم بالانسحاب؟، ثم يجيبه إسلام مرة أخرى بنفس الأجابة.. ثم يسأله مرة أخرى.
سبحانك ربى.. ماذا تريد منه؟ أن يقسم لك على الملأ؟ لقد سئمت ومللت هذا الجدال العقيم وهذه المهاترات التى لن تجدى نفعا، والتى لا طائل من ورائها سوى خلق جبهات عدائية دون أى داع، حتى أننى فى النهاية قررت ترك البرنامج برمته، وقلت لنفسى: لو كان ذلك الوقت قد ضاع فى مناقشة مشروع للنهضة.. ترى ما النتيجة؟
استحلفكم بالله الذى لا إله إلا هو أن تقوموا معى بحصر عدد الساعات والدقائق التى تضيع هباءا فى الهجوم على مدار اليوم الواحد، ثم احصروها أيضا على مدار الأسبوع وبالتبعية على مدار الشهر والسنة وقولوا لى ماذا وجدتم؟
ستجدوا ما لا يقل عن حوالى 20 إلى 30 ساعة تضيع أسبوعيا تقريبا فى الحديث عن هذا الطرف أخطأ وذاك الحزب أصاب، هذا على اعتبار أن برامج التوك شو تستغرق حوالى 6 ساعات فقط فى النميمة التى لا طائل من ورائها يوميا
وبالتالى سيكون عدد الساعات شهريا حوالى 80 الى 120 ساعة شهريا، أى خلال السنة سيضيع منا حوالى 960 إلى 1440 ساعة.
عندما قمت بحسابها اقسم لكم بالله أن رأسى قد دارت ووقفت دقيقة حداد على إعلامنا الأرضى منه والفضائى، ماذا لو ضاعت تلك الساعات والدقائق الغالية من وقت كل مواطن ومن وقت كل مذيع -يظن ظنا خاطئا أنه قام بعمل سبق صحفى لا قبله ولا بعده شئ- فى التخطيط لمشروع تنموى للبلاد؟ مشروع تنهض به بلادنا.. ألم يسأل أحدكم نفسه هذا السؤال؟ ترى بأى مشروع نبدأ؟ وعلى أى قطاع سنعمل؟ قطاع السياحة ؟ أم قطاع الاقتصاد؟ أم الزراعة ؟ أم .. أم.. أم؟.
ماذا لو طبقنا ذلك حقا؟ ألا تتمنون أن تكون بلادكم هى أجمل وأعظم بلاد العالم؟
ألم تكن حجتنا البالية أنها لم تكن بلادنا؟ وكانت بلاد النظام وأعوانه؟
أما وقد زال النظام.. فأروا الله من أ نفسكم خيرا واعملوا فسوف تسألون.
| |
|