كان هناك في قديم الزمان رجل أديب وشاعر هو الأصمعي ويحكي ويقول:
أنه في ذات يوم من الأيام عندما كان يتجول في البلدان إذا به من شدة التعب يأوي إلى ظل بيت لكي يستريح
فعندما جلس غلبه النوم فنام
وبعد وقت قصير إذا بجارية توقظه من النوم وتعطيه بعض الفواكه والطعام والشراب و أخبرته أن في البيت ثلاث فتيات
يردن أن يتحدثن معه
فقال لها أفعل إن شاء الله بعد أن أنتهي من الطعام
وبعد أن انتهى من الأكل والشرب قال للجارية أخبريهن أنني جاهز لهن
فعندها خرجت له إحدى الفتيات وقالت له ياشيخ إننا ثلاث أخوات وقد جمعنا من كل واحدة منا مالاً وجمعناه
واتفقنا أن تقول كل واحدة منا بيتا من الشعر و أي واحدة كان بيت الشعر الذي قالته هو الأجمل فهي تأخذ المال .
و أنت الحكم بيننا
فقال قلن ما عندكن
فقالت الكبرى :
عجبت له أن زار في النوم مضجعي
ولو زارني مستيقظاً كان أعجبا
فقالت الوسطى :
وما زارني في النوم إلا خياله 
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا
فقالت الصغرى :
بنفسي و أهلي من أرى كل ليلة 
ورياه من المسك أطيبا
فعند ذلك قلن له الآن احكم بيننا أينا تستحق المال كله ؟
فقال الأصمعي :
أعطني ورقة وقلماً فأعطته
فنظم هذه القصيدة الجميلة الرائعة وهي :
أحدث عن خود تحدثن مــــــــــــرة *** حديث امرئ قاسى الأمور وجربـــا
ثلاث كبكرات الصباح صباحــــــــــــاً *** تملكن قلبـــــــــاً للمشوق معذبــا
خلون وقد نامت عيونــــــــــ كثيرة *** من الرأي قد أعرضن عمن تجنبـــا
فبحن بما يخفين في داخل الحشا *** نعم واتخذن الشعر لهواً وملعبــــــا
فقالت عروباً ذات تيـــــــــــه عزيزة *** تحدث عن عذب المقالة أشنبــــــا
عجبت له أن زار في النوم مضجعي *** ولو زارني مستيقظاً كان اعجبـــــا
فلما انقضى ما خرفت بتضاحك *** تنفست الوسطى وقالت تطربــــــا
وما زارني في النوم إلا خيــــــــــاله *** فقلت له أهلا ً وسهلاً ومرحبــــــا
و أحسنت الصغـــرى وقـــالت مجيبة *** بلفظ لها قد كان أشهى و أعذبـــــا
بنفســــى أهلي من أرى كل ليلة *** ورياه من المسك اطيبــــا
ولمـــــــــــا تدبرت الذي قلن وانبرى *** لي الحكم لم اترك لذي اللب معتبا
حكمت لصغراهن في الشعـــر انني *** رأيت الذي قالت الى الحق اقربــــا
وبعد ذلك أعطاهن الورقة وجلس في مكانه فعندها سمع صفيراً وتصفيقاً شديداً فعندها قام لكي ينصرف فخرجت
إحداهن وقالت انتظر يا أصمعي فقال لها كيف عرفتي انني الأصمعي فقالت إن خفي علينا اسمك لم يخف علينا
نظمك
خذ هذا المال جائزتي لك لحكمك فأخذ المال وانصرف
ولكن لماذا حكم للصغرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب
لأن الأولى قالت :
عجبت له أن زار في النوم مضجعي ولو زارني مستيقضاً كان اعجبا
فهو معلق بشرط ربما يزور أو لايزور
والثانية قالت :
ومازارني في النوم إلا خياله فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا
فالذي زارها خيال لاغير
أما الثالثة قالت :
بنفسي و أهلي من أرى كل ليلة مضجعي ورياه من المسك أطيبا
فهي أصدقهن لأنها ترى حبيبها كل ليلة فهي أصدق واحدة فيهم لذلك حكم لها
الاصمعي فقال
رأيت الذي قالت إلى الحق أقربا