ناس فى القلب / من سائق ريكشا لرجل أعمال صغير / فصة من الهند

لم يكن الطفل دهارامفير كامبوج Dharamveer Kamboj يعلم أن
شغفه بالأعشاب والنباتات الذي اكتسبه من مصاحبته لأمه وهي تجمع الأزهار من
أرضهم الزراعية الصغيرة وتعتني بها سيكون سببا في فتح آفاق مستقبل مبهر له
ولأسرته، ذلك الشغف الذي كان يجلب له سخرية أهل قرية داملا التي ولد فيها
عام 1963، والذي تعزز بعمله لاحقا سائقا لعجلات الريكشا
من وإلى السوق القديم في دلهي الذي كان يغص بتجار الأعشاب الطبية والذين
عرف من مخالطتهم أنواع وأسعار كل صنف منها، لكن حادث سير أليم أقعده في
بيته عاما وغير مسار حياته، فكيف كان ذلك؟
التدريب أول طريق الاحتراف
"رب
ضارة نافعة" لعل هذا هو خير ما يعبر عن محنة الإصابة التي أقعدت دهارامفير
في بيته عاما، فبعد التعافي من إصابته التحق بجمعية تنمية القرية، مما
أهله للانخراط في برنامج تدريبي مدته ستة أشهر يهدف لتحسين الممارسات
الزراعية، كما حصل على تدريب في الزراعة العضوية، وقد أتاح له كل ذلك
التفاعل مع المزارعين والخبراء في الجامعات، وزيارة حدائق الأعشاب في عدد
من البلدات الهندية، وتعلم معنى التنوع الحيوي والاستدامة.

بدأ
منذ عام 1989 يطبق ما تعلمه في الزراعة العضوية وإنتاج عيش الغراب وصناعة
المكمورات وغيرها من المبادرات مثل زراعة الفراولة وتحسين إنتاج الخضر في
أرضه الصغيرة التي تبلغ نصف فدان، الأمر الذي أكسبه سمعة طيبة ومنح بسببه
العديد من الجوائز، كما كانت أرضه تلك بمثابة المعمل الذي يجرب فيه طرق
زراعية مبتكرة، ولسابق غرامه بالأعشاب، فقد جرب زراعة أصناف عديدة من
الأعشاب، وبالتجربة والخطأ تعلم الفرق بين بذور الأعشاب الجيدة والرديئة،
وخلال ذلك تعلم أيضا بعض الممارسات العلاجية العشبية ومارسها، وفي عام 2004
حصل على دورة في تجهيز مستخلصات الصبار والحنة، وتعلم كيف يكون للمزروعات
قيمة مضافة تزيد من الدخل.

الابتكار في حل المشكلات
الملمح
الثاني في مسيرة دهارامفير عنوانه: الإبداع هو ترياق العجز وقلة الحيلة،
إذ أنه لما أراد أن يمارس ما تعلمه ويجعل لمزروعاته قيمة مضافة، أعاقه عدم
القدرة على تحمل تكاليف ماكينة تجهيز المزروعات (كاستخراج وتركيب هلام
الصبار) وأجرة استشارات الخبير، فما كان منه إلا أن عكف على ابتكار "ماكينة
تجهيز الطعام متعددة الأغراض" التي تستخدم لصناعة العصائر وإعداد مستخلصات
الأعشاب وغيرها من النباتات، ومن خلال ردود الأفعال والاقتراحات التي
تلقاها على ماكينته، ومن خلال تشجيع ونصح المؤسسة الوطنية للابتكار، ومن ثم
طور ماكينته لتصبح قادرة على استخلاص زيوت الأعشاب، والاستخدام كإناء طهي
عالي الضغط، وكوعاء للتعقيم، إضافة لاستخداماتها سابقة الذكر.

ويتميز
ابتكاره هذا بأنه: خفيف الوزن مما يوفر تكلفة نقل المواد الخام لموقع
الاستخلاص، وقدرتها على استخلاص 200 كجم من العصائر أو مستخلصات الأعشاب في
الساعة، سهولة تشغيلها، ورخص سعرها (20% تقريبا من سعر الماكينات
المشابهة) وإمكانية أن توفر عملا لمن يشغلها، ومن ثم أمكن له بمساعدة
منظومة الابتكار الهندية (شبكة نحل العسل) تسويق منتجه في الداخل الهندي،
وتصديره إلى كينيا.

إن بعد العسر يسرا
بعد
أن اضطر دهارامفير إلى ترك قريته وأرض أسرته - التي كانت تبلغ فدانين
والتي كان يتشارك فيها مع اخوته - والذهاب للمدينة، وبعد أن كافح مزارعا
وتاجرا ومعالجا عشبيا، صار مبتكرا ومصنعا وتاجرا أكبر، وتوسعت حيازته
الخاصة لتصبح فدانين من الأرض، ومنزل على حدود القرية يعيش فيه مع زوجته
وأبنائه، وتقوم ابنته التي تدرس الماجستير في إدارة الأعمال وابنه الذي
يدرس الكمبيوتر بمساعدته في بعض الجوانب التقنية في عمله، كما تخطط ابنته
لتسويق منتجاته للأسواق العالمية عبر الإنترنت.

الريكشا Rickshaw هي أنواع من الدراجات ذات ثلاث عجلات تستخدم لنقل
الأفراد وأحيانا البضائع في الهند وبنجلاديش وباكستان ونيبال وسريلانكا.

ناس فى القلب / من سائق ريكشا لرجل أعمال صغير / فصة من الهند 01kissan

ناس فى القلب / من سائق ريكشا لرجل أعمال صغير / فصة من الهند 01kissan

» ناس فى القلب // خذوا الحكمة من سائق التاكسى الأسود
» رسالتي .. لرجل لم يحن موعد لقاءه بعد // قلم مروة أشرف
» كلام من القلب الى القلب ....اهداء
» سائق أتوبيس فى هولندا يرفض ركوب المنتقبات
» لو ما عنديش مشكلة يعقبونى // سائق يهدد برفع علم إسرائيل

ناس فى القلب / من سائق ريكشا لرجل أعمال صغير / فصة من الهند 39-73

قلم شريف الحكيم

اهلا بكم
جميعنا شاهد وتابع بقلق ما حدث فى منتجع سياحى فى تونس ومن قبله حادث المتحف
وكلا المشهدين واحد فالجناة سارو وعبرو ابواب وطرقات دون ان يستوقفهم احد او يشاهدهم احد …

[ قراءة كاملة ]

صباح الخير يا وطن

ان الله جميل يحب كل جميل

ان ظاهرة التحرش التى نسمع بها او نشاهدها هى ناتج طبيعى لانحطاط فى الاخلاق والسلوك يعيش معنا ونتعلمه ونشاهدة كل لحظة فى كل فلم ومسلسل واعلان وعناء نشاهدة ونسمعة وتنتقل عدواه …

[ قراءة كاملة ]