مصطفى المصرى
نائب المدير
عدد المساهمات : 720 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: حملة لتغيير السلوك المصري.. "بدون كلام" البداية من داخل محطات المترو الإثنين أبريل 18, 2011 7:02 pm | |
|
لأن الثوارت الحقيقية هي التي تحدث تغييراً شاملاً في المجتمع، ولأن نتائج الثورات لا تظهر أبداً بين يوم وليلة، ولا تؤتي الثورات ثمارها إلا بالعمل الجاد لإعادة بناء ما أفسده السابقون؛ فقد انتشرت منذ اليوم الأول للثورة المصرية حملات متنوعة أبطالها من الشباب يسعون فيها إلى رسم صورة أجمل لوطنهم، منها ما اهتم بنظافة الشوارع ومنها ما سعى لمحو الأمية ومنها ما حاول أن يرفع الوعي بأهمية المشاركة السياسية.
ومن بين هؤلاء جاءت حملة "بدون كلام" التي سعى القائمون عليها إلى محاولة تغيير السلوكيات الخاطئة التي انتشرت في الشارع المصري في السنوات الأخيرة، وبدأوا طريقهم في التغيير من داخل محطات مترو الأنفاق.بالأسهم الملونة والحلوى
ويعتبر المترو هو وسيلة المواصلات الأكثر شعبية في مصر، يستخدمها الطالب والموظف والعائلة، فهي الوسيلة الأسرع والأرخص ثمناً بالنسبة للكثيرين، إلا أن انتشار العديد من السلوكيات العشوائية يجعل البعض يمتنع عن استخدامه أو يستخدمه مضطرا وهو دائم الشكوى منه، وتتعدد هذه السلوكيات ما بين التهرب من شراء التذاكر أو الركوب المتعمد من بعض الرجال في العربات المخصصة للسيدات، أو الصعود من أبواب النزول والعكس مما يسبب إرباك شديد لحركة القطار حتى في غير أوقات الذروة.
وبالرغم من المحاولات المستمرة من إدارة المترو لتوعية الركاب بقواعد استخدام القطارات والمحطات سواء باستخدام اللافتات أو التنبيهات الإذاعية أو الغرامات والمخالفات المالية أو غيرها من المحاولات العديدة، إلى أن جميعها باءت بالفشل ولم تنجح إلا بشكل مؤقت لتعود الصورة السلبية مرة أخرى.
لذلك قررت مجموعة "بدون الكلام" التي انطلقت مؤخرا من على الفيس بوك ثم إلى محطات المترو، أن تستغل حماس المصريين بعد الثورة لجعل مصر أفضل في محاولة لتغيير هذا السلوك العشوائي ونشر ثقافة الالاتزام والنظام بالإضافة إلى السعي إلى تحسين بعض مرافق المحطات في المترو كسلة القمامة والعلامات الإرشادية.. ولكن اختارت الحملة طريقة مختلفة تماماً.
فالاسم الذي اختاره القائمون عليها هو نفسه الوسيلة التي اتبعوها؛ حيث استخدموا أسلوب جديد للتواصل مع الركاب عبر الإشارات والإيماءات دون الحاجة إلى الالتحام معهم والدخول في مشادات كلامية أو إحراجهم بطريقة غير مقصودة.. مستخدمين في ذلك عدوة أدوات منها:
- تصميم منشورات فيها الإرشادات العامة للمترو وتوزيعها على الركاب.
- تأليف معزوفة يتم عزفها أثناء توزيع المنشورات.
- تصميم أشكال الأسهم الخضراء والحمراء الدالة على النزول والصعود ليقوم بحملها المتطوعون لترشد الناس إلى الاماكن الصحيحة دون الحاجة إلى الكلام معهم مباشرة.
- التواصل مع مسئولي محطات المترو لتقديم أي مساعدات يحتاجونها في التنظيم ولعرض بعض الأفكار الأخرى، كإمكانية وضع سلات القمامة داخل عربات المترو ووضع ملصقات إرشادية.
- توزيع الحلوى على الملتزمين من الركاب تشجيعا لهم.
شباب يفرح
الأسلوب الجديد الذي اتبعه شباب "بدون كلام" لاقى استجابة جيدة من الركاب؛ فيحكي أحد مؤسسي الصفحة عن التجربة واصفا شعور الناس بما فعل هو ومجموعته: "عندما تجد من يبتسم في وجهك حينما تشاور له بسهم فيذهب إلى الباب الصحيح للصعود، عندما يفرح طفل جميل بالحلوى ووالدته تقرر أنها ستدخل من الباب الصحيح، عندما تجد الناس مبهورة بما تفعل، عندما يطلب منك الركاب على رصيف المحطة الجلوس للراحة قليلا لأنك متعب منذ الصباح، عندما تجد شخص مار بجوارك يقول: أنتم رجالة، أو أم تقول: أنتم شباب يفرح..".
وعلى صفحة الحملة أعرب الشباب عن فخرهم بالمجموعة ورغبتهم في المشاركة، فتقول إكرام النجار: "هذا هو الشباب المصري الذي يخاف على بلده، وبلدي لم تعد تحتاج إلى كلام بل في حاجة إلى أفكار مثل أفكاركم وعمل حتى تعود بلادنا وتسير على طريق نهضتها مرة أخرى"،
ويضيف أحمد مؤمن شعار "إذا أردت أن تفعل فلا تتكلم كثيرا؛ فلن يكون الكلام شعارنا فنحن سنفعل كل ماهو صحيح بدون كلام".
ويعلق محمود قائلاً: شكرا لكم أيها الشباب المخلص الذي يعمل فقط من أجل حبه الصادق لوطنه، وأتمنى أن يفعل كل الشباب مثلكم، وأن يسيروا على خطى الإصلاح وتعديل السلوكيات السلبية في المجتمع".
أما إيمان زكريا فتقول أنه رغم عدم تمكنها من الالتزام بالتعليمات في أوقات الذروة نظراً للزحام الشديد؛ إلا أنها تؤكد أنها تفخر بكل من ساهم في ذلك العمل رغم أنها لم تر أي شاب منهم.
وتتوالى على الصفحة الطلبات من خالد وبيتر وحسين وغيرهم للمشاركة في الحملة التي تقوم برفع الوعى بأهم وسيلة موصلات مؤكدين فخرهم بما فعله أصحاب الفريق، بينما يفتح القائمون على الفكرة باب المشاركة من خلال بيانات المتطوع الشخصية (اسمه ورقم هاتفه المحمول وبريده الإلكتروني)، كما يرحبون بأي اقتراحات جديدة أو مناقشات على صفحتهم. | |
|