انصرف المواطنون من طوابير الانتخابات ليعودوا إلى طوابير أنابيب البوتاجاز، يحدو كل واحد منهم الأمل في أن تسفر الانتخابات عن مرشحين قادرين على إجبار الحكومة على حل أزمة ارتفاع أسعار الأنابيب بأضعاف كبيرة، وصلت لأن يكون سعر الأنبوبة في بعض المناطق إلى 40 و50 جنيهًا، وسقوط قتلى خلال محاولات جهيدة للحصول عليها.
ويعيد مشهد اصطفاف المواطنين في طوابير طويلة للحصول على أنبوبة البوتاجاز مع ارتفاع سعرها للأذهان مشاهد سابقة في عصر نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير الشعبية، التي كان من أسبابها الحالة الاقتصادية المتدهورة.
وأسفرت هذه الطوابير عن عدة قتلى وعشرات المصابين حتى الآن، وتمتد الأزمة في عدة محافظات، منها: أسيوط والجيزة والمنيا وأسوان وسوهاج والمنوفية والدقهلية.
و بينما يموت ويصاب المئات للحصول على أسطوانة غاز،أعلنت وزارة التضامن أنها تقوم بالتنسيق مع وزارة البترول لزيادة الضخ، ووصل عدد الإنتاج إلي 14 ألف طن و700 ألف يوميًا، بمعدل مليون و300 ألف اسطوانة يوميًا لسد العجز، وفق ما ورد في صحيفة الشروق، 6-12-2011.
وفي المقابل يقول حسام عرفات، رئيس شعب المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، إن هناك نقصًا حادًا بكميات الغاز المخصصة للمستودعات، وقال عرفات إن أصحاب المستودعات يعانون نقص الكميات، وإرهاب البلطجية (الخارجين عن القانون)، وتكالب المواطنين.
ويلجأ الأهالي في بعض الأحيان لإجبار السلطات على توفير الكم الكافي من الأنابيب إلى قطع الطرق، ومنها قيام أهالي مدينة المنشأة بسوهاج بقطع الطرق وشريط السكة الحديد من الساعة السابعة مساء وحتى الثالثة صباحًا، وتوقفت حركة القطارات تمامًا، فاضطرت الأجهزة الأمنية للتدخل بتوفير 3 آلاف أسطوانة من محافظة أسيوط.
وبحسب ما تم نشره في بعض وسائل الإعلام فإن بعض الأهالي بسوهاج لجئوا إلى استخدام "الكانون البلدي"، المكون من الطين المجفف ووقوده من زعف النخيل وما شابهه، لطهي طعامهم، بعد عجزهم عن توفير البوتاجاز، وارتفاع سعر الأنبوبة إلي 55 جنيه.
قتلى ومصابون
وقتل شخصين في الخانكة بمحافظة القليوبية في مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء، بسبب تغيير أسطوانات الغاز بقرية العبايدة، بحسب ما جاء في موقع "اليوم السابع" 5-12-2011.
وفرض الجيش والشرطة تعزيزات أمنية في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط، بعد مصرع شخص وإصابة 7 آخرين بين عائلة العمدة والعرب في ديروط؛ نتيجة للمشاجرات التي شهدتها منطقة نزلة مصطفى، للحصول على أسطوانات الغاز.
وفي الجيزة ارتفع سعر الأنبوبة إلي 40 و50 جنيه، ، خاصة الأحياء الشعبية مثل الطالبية والعمرانية وبولاق الدكرور والوراق، حيث تعانى هذه المناطق نقصا شديدا في الأسطوانات.
وفي المنوفية تجمهر نحو 60 مواطنًا من مدينة أشمون أمام ديوان عام المحافظة، متضررين من نقص الأسطوانات، ومؤكدين على قيام أصحاب المستودعات بتهريبها إلى السوق السوداء وبيعها لأصحاب مزارع الدواجن.
و تم ضبط شخصين أمام مستودع الباجور بذات المحافظة بعد أن قاما بترويع المواطنين لمحاولتهم تغيير 8 أنابيب فارغة بالقوة، حيث حدثت مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء.
وتمكنت مباحث التموين بالغربية، من ضبط مدير مستودع البوتاجاز بمساكن مبارك بدائرة قسم أول، لقيامه ببيع 390 أسطوانة بوتاجاز من حصة المستودع المخصصة للمواطنين في السوق السوداء، مستغلًا الأزمة الحالية.
وفي كفر الشيخ تصاعدت الأزمة حتى تجمع تجمع بالمئات أمام المستودعات، وأكد هشام كامل وكيل وزاره التموين بالمحافظة أن مشكله الغاز ترجع إلى تخزينه من قبل "مافيا السوق السوداء"، وبيعه بأربعة أضعاف ثمنه.
وأشار إلى وجود عجز يقدر بـ 90 ألف طن خلال الشهر الماضي، نتيجة غياب الأمن، قائلًا إنه تم ضبط أربعة آلاف اسطوانة غاز تستخدم بمصانع الطوب، و487 أسطوانة تباع بالسوق السوداء.