شريف الحكيم عضو فعال
عدد المساهمات : 4068 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: قبول الفلسطينيين للمفاوضات سببا للأزمة بين واشنطن وتل أبيب الأربعاء مارس 31, 2010 1:12 am | |
| في محاولة لمعرفة حقيقة الأزمة الأخيرة في العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية وهل كان السبب الرئيسي فيها مسألة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية أم أنها نتجت فقط عن أحساس الأمريكيين بالإهانة وذلك بسبب الإعلان الإسرائيلي عن بناء1600 وحدة استيطانية جديدة خلال وجود جيمس بايدن نائب الرئيس الأمريكي في تل أبيب, ـ كان الحديث التالي مع الدكتور نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبوما زن). * في رأيكم ماهو السبب الرئيسي في الأزمة الأخيرة بين تل أبيب وواشنطن؟ ** لا شك أننا عندما وافقنا علي بدء محادثات غير مباشرة مع حكومة بنيامين نيتانياهو وطلبنا من واشنطن ان تكون المفاوضات غير المباشرة بناء علي المواقف والقرارات الأمريكية السابقة, فإن ذلك ألقي بقدر كبير من المسئولية علي الأمريكيين, وجعلهم في صدام مباشر مع إسرائيل وبالتالي كان أحد أهم اسباب الموقف الأمريكي الأخير بعد أن شعروا بالاحراج نتيجة الاعلان عن بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية خلال زيارة جو بايدن للمنطقة, ونعتقد أننا والعالم العربي يجب أن نواصل هذا النهج حتي لايتراجع الأمريكيون عن موقفهم ويواصلون الضغط علي اسرائيل. * بماذا تفسر دعوة المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل للفلسطينيين والاسرائيليين بضبط النفس؟ ** من المؤكد أن اسرائيل في اطار محاولاتها لامتصاص الغضب الأمريكي والجو المعبأ ضدها عالميا بسبب سياستها الاستيطانية التوسعية تراهن علي العامل الداخلي في الولايات المتحدة والمتمثل في اللوبي اليهودي واصدقائها في الكونجرس وكذلك اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس, ولذلك يمكن اعتبار ان تصريحات ميتشيل متأثرة بهذه الضغوط العكسية الاسرائيلية. * هل حصلتم علي ضمانات من الولايات المتحدة بخصوص نتائج المفاوضات في حالة البدء بها؟ ** الواقع أننا عندما نسأل الأمريكيين عن موقفهم بخصوص مسألة ما, وهل سيتمسكون بموقفهم حوله أم لا؟ يقولون بوضوح إنه إذا لم توافق إسرائيل علي الموضوع فلن يتمسكوا به, وكأن إسرائيل وحدها هي التي تحدد السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي بشكل عام. * قبل موافقة لجنة المتابعة العربية علي البدء في المفاوضات غير المباشرة كان هناك حديث عن ان هناك بادرة إسرائيلية لحسن النية سيتم الإعلان عنها قبل الشروع في المفاوضات.. فما حقيقة ذلك ؟ ** كان الأمريكيون هم من اقترح علي اسرائيل فكرة القيام ببادرة لحسن النية تجاه الجانب الفلسطيني تشمل إطلاق سراح بعض الأسري وإزالة العديد من الحواجز في الضفة الغربية وتحويل السيطرة للسلطة علي بعض الأراضي في المنطقتين باء وج, ولكن إسرائيل لم تستجب آنذاك للمطلب الأمريكي, واكتفت بالقول للأمريكيين إنهم سيفكرون في هذا الأمر بعد انطلاق المفاوضات, وبعد اطمئنانهم لجدية الجانب الفلسطيني, ولكنهم اضطروا حسبما علمنا من وسائل الاعلام للعودة لمناقشة هذه الفكرة كمحاولة لارضاء الأمريكيين بعد تفجر الأزمة في علاقتهم مع الجانب الأمريكي خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. * وماذا عن الضمانات التي يتردد أنكم حصلتم أو ستحصلون عليها لاستئناف المفاوضات ؟ ** الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بضمانات, وإنما قواعد لكي يجري التفاوض علي أساسها, فنحن طلبنا من الأمريكيين أن يقولوا لنا بناء علي ماذا سنجري المفاوضات, والجواب كان واضحا, وهو أن المفاوضات ستجري بناء علي كل المبادرات والخطط السابقة, وأنهم( الأمريكيون) سيسعون مع الإسرائيليين للوصول إلي تحديد حدود الدولة الفلسطينية انطلاقا من مبدأ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي سيطرت عليها اسرائيل في حرب يونيو1967, وهو المبدأ الذي سبق ان حددته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس بوضوح أمام الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي, حيث تشمل تلك الأراضي حسب كلام رايس قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والبحر الميت, وماكان يسمي بالمنطقة الحرام ما بين الأردن وإسرائيل قبل عام1967, ومن المفترض أن رايس سلمت إدارة الرئيس باراك اوباما الحالية رسالة مكتوبة تتضمن هذه الأمور رغم اننا عندما كنا نسأل الإدارة الحالية عن هذه المسألة كانوا يردون بإجابات غامضة, وكذلك الحال كان كلامهم غامضا حول مدي إلزامية هذه الورقة, ولعل هذا كان جزءا من التراجع في موقف الإدارة الأمريكية الحالية, علاوة علي تراجعها عن اعتزامها العمل علي الإيقاف الكامل للاستيطان. * وما رأيكم في الموقف الأمريكي الضعيف تجاه إسرائيل ؟ ** نعمل من أجل حث الإدارة الأمريكية علي ممارسة ضغوط علي إسرائيل لكن المشكلة أن هناك في الجانب العربي من يتحدث عن المفاوضات وكأنه يتمني الفشل المسبق بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تحققها أي مفاوضات جادة فالبعض يعتبر أن الفشل فرصة لترويج برنامجه, فهناك الذي يريد أن يحارب بالفلسطينيين وبالمصريين, والغريب أن بعض الأطراف البعيدة جغرافيا والتي لم تقدم تضحيات ولم تعان من ويلات الصراع العربي الإسرائيلي هم في طليعة من يطرح فكرة الحرب, ونحن من ناحيتنا سنعمل ونرجو أن يكون هناك دعم عربي ودولي للمفاوض الفلسطيني في حالة استئناف المفاوضات غير المباشرة, والمقرر أن تستمر أربعة أشهر ايجابية ويتم خلالها تحريك الموقف الأمريكي علي الأقل باتجاه القيام بدور الوسيط النزيه, وإذا لم تنجح المفاوضات نكون علي الأقل قد ضمنا موقفا أمريكيا يحمل إسرائيل المسئولية. * ماذا تتوقعون من القمة العربية الحالية في ليبيا؟ ** نحتاج إلي موقف عربي يدعم موقف المفاوض الفلسطيني ونرجو من القمة العربية أن تتم في أجواء من التفاهم العربي وأن يتم تغليب المصلحة العربية العليا والعمل علي تفعيل نقاط الاتفاق المتعددة بدلا من الاستمرار في الانشغال بنقاط الخلاف, وأن تعطي القمة العربية أملا للمواطن العربي الذي يعيش أجواء من التشاؤم والشعور بأن الآخرين سواء دوليا أو إقليميا يستهينون بنا.
| |
|