فى تقرير جديد لصحيفة "الجارديان" البريطانية ذكر فيه مراسل الصحيفة "جاك شنكر" أنّ الرئيس مبارك لم يعد يستمع إلى الحشود وهم يهتفون باسمه فى شوارع القاهرة، والإسكندرية، والفيوم، وغيرها من المحافظات الرئيسية فى جميع أنحاء الجمهورية، ولكن على العكس من ذلك؛ ارتفعت الهتافات ضده فى المظاهرات حول الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية.
ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أنّه عندما زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنّ الرئيس مبارك و"بنيامين نتانياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلى تجمعهما "صداقة وعلاقة قوية" فهذه الأكاذيب سببت للرئيس المصرى ضرراً شديداً، مثلماً يتضرر الجسد بعرض "الصداع".
وأضاف التقرير أنّ مشاركة الدور المصرى فى الحصار على غزة، يعتبر نقطة ضعف هامة فى الحياة السياسة لمبارك، فقد أغلق معبر رفح لمدة طويلة، والأنفاق التى يعتمد عليها أهل غزة للحصول على الإمدادات والمؤن؛ يتم هدمها وتسميمها بالغازات، ناهيك عن بناء الجدار الفولاذى الممتد لعمق 18 متر تحت سطح الأرض، والذى سيهدم الأمل الباقى لدى شعب غزة.
وأشار التقرير إلى أنّ مصر تستفيد من حصار غزة فى المقام الأول والأخير، حيث يتم كسر شوكة حركة حماس التى تمثل تهديداً للنظام المصرى، فضلاً عن التشبيه بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر حول سعيهم للسيطرة على الحكم، كما تستفيد مصر لأنه يتم وصفها على أنّها دولة معتدلة، وبهذا الشأن يحظى النظام المصرى بدعم أمريكى.
وبهذا الصدد فإن "العلاقة اللطيفة" بين مصر وإسرائيل تفتح الباب لمليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية للقاهرة، وهو ما يستخدمه النظام الحالى فى تمويل الأجهزة الأمنية للحفاظ على السلطة، بالإضافة إلى أنّ هذه العلاقة تجعل الغرب يغض النظر عن التجاوزات الصارخة للمبادئ الديمقراطية، وحقوق الإنسان فى مصر.
ويبدو أنّ الثمن الذى تدفعه الحكومة المصرية لقاء هذه الصداقة أو "الصفقة" كما وصفها التقرير يأتى على حساب شعبيتها، فقد تكون مصر فى حالة سلام رسمى مع إسرائيل، إلا أنّ الشعب يرفض ويعارض بثبات التطبيع الثقافى معها، أما الهجوم الإسرائيلى الأخير على أسطول الحرية، فقد أوسع دائرة الغضب من جانب الشعب المصرى تجاه إسرائيل.
ونقل التقرير عن "حسام الحملاوى" الناشط السياسى قوله إن الناس تبدأ بالهتافات المضادة للرئيس مبارك، أينما يجتمعوا للتظاهر، حتى لو اجتمعوا للتنديد بأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين.