توقعت صحيفة الجارديان اقتراب المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن فشلت سياسة العصا والجزرة فى إحداث تغيير من موقف إيران. وفى صفحة الرأى، يكتب سيمون تسيدال مقالاً عن السياسة الأمريكية تجاه طهران يقول فيه، إن اتجاه الولايات المتحدة لعزل إيران لم يضعف، لكن لا يوجد مؤشرات كبيرة على أن هذه السياسة ستجعل الجمهورية الإسلامية تغير منهجها.
ويرى الكاتب أن واشنطن تصعد بهدوء من ضغوطها الاقتصادية والمالية على إيران فى ظل مؤشرات على استئناف المحادثات الخاصة بالبرنامج النووى الإيرانى المثير للجدل خلال الشهر المقبل، لكن سياسة العقوبات أو الدبلوماسية لم تلغيا تماماً احتمال المواجهة العسكرية ما لم يحدث تغيير جذرى قريباً فى قلب النظام الإيرانى الأصولى.
وتحدث الكاتب عن جهود الولايات المتحدة فى الضغط على إيران، ففى يوليو الماضى قام الكونجرس بتمرير قانون مساءلة إيران، والذى سيؤثر على وصول البنوك الأجنبية إلى النظام المالى فى الولايات المتحدة إذا تعاملت مع البنوك أو الشركات الإيرانية أو الحرس الثورى.
لكن إيران لم تغير سياستها على الإطلاق، ولا تعتزم إعلان الاستسلام. فيوم الأربعاء أعلنت أنها تمضى قدماً فى تخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذى يثير مخاوف الولايات المتحدة من احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية، وهذا يعنى أن مخزونها من اليورانيوم المخصب وصل إلى 30 كيلوجراماً، ويزداد بشكل ثابت، كما قالت طهران إنه قد تنضم إلى المحادثات النووية الشهر المقبل، لكن مثلما حدث من قبل، ربما ستحاول الحد من المناقشات بالطريقة التى تجدها الولايات المتحدة وشركائها غير مقبولة.
وحتى إذا تمت العودة إلى طاولة المحادثات، فإن عدداً قليلاً سيكون مندفعاً فى القول بأنها ستحقق اختراقاً بعد الكثير من الإخفاقات فى الماضى.
وعلى الرغم من كل الضغوط وظهور بعض العلامات الإيجابية خلال الشهور الأخير، إلا أنه لا يوجد دليل على أن القيادة الإيرانية مجبرة أو حتى مستعدة لتغيير أسلوبها. ومواقف الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد المستفزة خلال زيارته الأخيرة للبنان أوضح ذلك بشكل كافٍ، ومن ثم فإن وقت المواجهة المباشرة والفعلية باتت أقرب من أى وقت مضى.