كنت أتمنى أن أكون من الجيل الذى سينعم بمصر حرة آمنة مستقلة، ولكن للأسف الشديد أنا من جيل ولد مع بداية الاحتلال الداخلى، وأظنه سيموت أيضاً، وهذا الاحتلال باق وإن اختلفت أسماء المحتلين!.
ما كان يميز أجيال القرن العشرين الذين سبقوا جيلى سواء أكانوا مسئولين أو مواطنين عاديين هو أن أهدافهم وأوجاعهم كانت واحدة، حيث الرغبة فى التخلص من سيطرة الاحتلال الخارجى الغاصب الغاشم.. فما أن تحقق الهدف المنشود إلا ووقعت مصر فى يد مَن لا يرحمون ولا يشعرون، والطامة الكبرى أنهم من أبنائها الأصليين!.. حيث باعوا خيراتها وثرواتها بأبخس الأثمان سواء للأعداء أو لغيرهم، ونهبوا ما تبقى واستأثروا بكافة المناصب وتعاملوا معنا باعتبارنا رعاعا لا نسمع لا نرى لا نتكلم!.. (عيشة تقرف).. حقاً العيشة فى مصر أصبحت مقرفة ومؤلمة إلى حد يصعب وصفه.. وهذا ما يجعلنى أتساءل: ما دام المسئولون فى مصر "ودن من طين وودن من عجين" فلماذا لا يفكرون فى تهجيرنا ليرتاحوا ويريحونا، خاصة وأنهم يثبتون لنا يوماً بعد يوم أننا لسنا على البال ولا على الخاطر، بمعنى أدق: لسنا موجودين على الإطلاق!.. أنصح الحكومة بأن تعقد صفقات لبيعنا لدول أخرى بالجملة أو بالقطاعى كما ترى.. لعلنا نجد أوطاناً أخرى تحتضننا وتحتوى آلامنا وتعوضنا خيرا.. عليه العوض!!.