النوادر هي البلسم الشافي-في مأساة الحياة-
الذي يغرس في أعماق نفوسنا أروع البسمات فلا يتزلزل المرء عند مواجهة
المواقف الصعبة أو الحرجة أو أمام أعقد الأمور وأخطر المشكلات , فتتبدد
حينئذ الرهبة التي يحسها وهو يتصارع معها , الأمر الذي يعيد إليه التوازن
النفسي ومن ثم التوازن العقلي فيكون بمقدوره أن يتخذ الموقف الصحيح
حيالها , دون أن تقضي عليه مهما كانت.
------
»معنى الحمق هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب مع صحة
المقصود. بخلاف الجنون فانه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعا.
فالأحمق مقصودة صحيح , ولكن سلوكه الطريق فاسد
-----
أن جحا شخصية ذات واقع تاريخي , وان اختلفت الآراء بعد ذلك حول ما اشتهر به صاحبها من ذكاء أو
غباء... ولم يستطع القدماء-من الناحية التاريخية-القطع برأي حاسم في هذا الصدد
-------
إن جحا كان ذا حس فكاهي مشهود. مؤمنا بفلسفة الضحك ودوره في
التغلب على صعاب الحياة , موهوبا يجيد قول الفكاهة بكل ألوانها المختلفة
قادرا على السخرية حتى من نفسه.. وانه حاضر البديهة , سريع الخاطر ,
حسن التخلص من المآزق.
---------
الآداب الشعبية لا تنشأ ولا تزدهر ولا تعيش إلا في ظل قدرتها على تحقيق ما أنيط بها من وظائف
حيوية وعملية في حياة الشعوب
---------
فإذا نحن تأملنا الحياة بوصفها
صنوفا شتى من المدركات والأحوال المعيشية , فإننا نلاحظ أن هذه المدركات
والأحوال تنتهي إلى ما نسميه بالتجربة. وعلى الرغم من أن هذه التجارب
يتكرر حدوثها كل يوم فإنها تظل وحدات متنوعة , وتظل كل تجربة تدرك
في كل مرة في حد ذاتها , كما أن قيمتها تعيش فيها وحدها , فإذا حاولنا أن
نخضع هذه التجارب لأحكام عامة ثابتة , فإننا لا نستطيع أن نفعل ذلك.
ذلك أن تجاربنا في الحياة قد تتفق في نتائجها , وقد يتناقض بعض هذه
النتائج مع بعضها الآخر تماما , وقد تعبر هذه التجارب عن النظام الكامل
في حياتنا , وقد تعبر عن أحوال عالمنا الذي تسير فيه الأمور على غير
هدى
---------
لم يكن جحا مخبولا أو ناقص العقل , ولكنه كان يتناول الأمور من
اقرب الزوايا إلى الحق والواقع , فيبدو مناقضا لصنيع الآخرين الذين لا
يتصورون الحق قريبا و ?دون أبصارهم وبصائرهم إلى بعيد , كما انه كان
صريحا غاية الصراحة في التعبير عن نفسه , لا يشغل باله بأن الإطار
الاجتماعي كثيرا ما يفرض على الناس أن يسكتوا أو يرمزوا , وهذه الصفة
تنطبق على أمثاله , فهو يستسلم دائما لرغباته في لحظاتها , وهذه الفلسفة
الخاصة به تجعله دائما بريئا من الخوف والكبت وتبرزه أقوى من غيره ,
ولعلها هي التي جعلت شخصيته اقرب ما تكون إلى من يسقط عنه التكليف
الاجتماعي
---------------
والواقع أن عصور الظلم الطويلة قد أجبرت الشعب المصري على أن
ينتقل من التصريح إلى التلميح لتحقيق نوع من السلوك السياسي والاجتماعي
المتوازن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون... بين الرغبة والإرادة. بين
الأمل والواقع.
ولذلك كانت الضرورة اكثر إلحاحا لإبراز النموذج الجحوي , وصادفت
نوادر الرمز التركي »نصر الدين خوجة « التي جاءت مع الغزو العثماني إلى
مصر هوى في نفوس المصري , فتلقف المصريون هذه النوادر »ليضيفوا
بذلك رصيدا أو تراثا إلى نموذجهم العربي السابق
--------
إن الواجب يقتضينا أن نعرف كيف نستفيد من تراثنا الشعبي بعامة ,
والحكايات الشعبية بخاصة.. ولا سيما المرحة وتقد ?ها للناشئة وبخاصة
في مجال برامج الأطفال في الإذاعة السمعية والمرئية دون أن نتعلل في
النهاية بندرة النص أو الموضوع الجيد الذي يكتب للأطفال
----------
تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم
ولاقهم بالنوك فعل أخي الجهل
وخلط إذا لاقيت يوما مخلطا
يخلط في قول صحيح وفي هزل
فإني رأيت ا رء يشقى بعقله
كما كان قبل اليوم يسعد بالعقل
--------------
فقد اكتشفت بعبقريته"جحا" -أو بعبقرية الشعب العربي-أن المأساة ?كن أن تتحول إلى
ملهاة , فان موقف الإنسان من أعباء الحياة ليس هو الذي يحده الفرق بين
البكاء والضحك , ولكن الزاوية النفسية هي التي تحدد هذا الفرق , فاندماج
الإنسان في الموقف يضنيه وخروجه منه , وفرجته عليه يسري عنه , وقد
يضحكه , وهكذا استطاع جحا أن يكابد الحياة , ويضطرب فيها , وان يخلق
من نفسه شخصا آخر بعيدا عن الأول , يتفرج عليه ويسخر منه. وهكذا
تحولت المآسي عنده إلى طرائف وملح تخفف عنه , وتسرى من أفراد الشعب
العربي كله تأسيا به
-----------
لا نستطيع أن ننكر أن ما تعرض له المصري-طوال تاريخه-
من خوف وكبت وحرمان , وتكرار فشل قد عاقه في النهاية عن تحقيق
شخصيته تحقيقا إيجابيا , فضلا عن الوقوف من الحياة ذاتها موقف المتفرج
عليها والمتندر بها , والساخر منها-ر ?ا خشية الذوبان , ور ?ا اللامبالاة-
ليس ذلك فحسب بل دفعته الأحداث كذلك-وهو الشعب العريق في التاريخ ,
والشعب المعلم للحضارة-إلى شعور عميق بالحزن لدرجة أضحى معها الحزن
سمة أصيلة من سمات الشخصية العربية عامة والمصرية خاصة
---------
إن الضحك استجابة للألم لا للسرور , لان مفتاحه هو المواقف التي تسبب
لنا الضيق أو الكرب أو الألم إن لم نضحك "مكدوجل"
--------
ولو لم تبق لنا ضحكاتنا لشنق الناس أنفسهم "فولتير"
--------
ولا شك في أن النادرة كانت-ولا تزال-أداة للتسلية والتسرية عن الناس
سواء زحمتهم هموم الحياة وكربات العيش , أو ضيقت عليهم حدود الأحكام
وسدود القوانين وقد تجرى النوادر وتصنع , وتطلب , حبا لها من غير ضيق
بشيء , بل رغبة في الجانب المشرق الحاسم في مسرح الحياة , باعتبارها
رواية هزلية كبيرة كما يقولون
--------
واللامبالاة أو عدم الاكتراث-كما يقول برجسون - الوسط الطبيعي
للفكاهة والتندر والسخر والتهكم. وتبدأ اللامبالاة عادة من فتور الحماس ,
و شيع الإحساس بأن أي شيء يساوى كل شيء , أو لا شيء على
الإطلاق أو وفقا للتعبير الشعبي الشائع »كله محصل بعضه » « وكله عند
العرب صابون « وكما نسب الناس إلى سعد زغلول قوله »مفيش فايده « كما
يتردد في أمثالنا وتعبيراتنا الشعبية.
--------
على كل حال... ما من شك في أن الفكاهة تلعب دورا هاما في حياة
الناس (بإنكارها الواقع واستبعاد الألم) وان الإنسان قد زود بإمكانيات
هائلة للتهرب من فرد الألم , من السكر إلى الوجد الصوفي إلى الأمراض
العصبية إلى الضحك... الخ. فان الفكاهة تحرر الإنسان من هذا الألم
المفرط وتعيد إليه صحته وتوازنه النفسي ولو مؤقتا , فلا شك أن الفكاهة
الساخرة-التي يزخر بها الأدب المصري عامة والشعبي خاصة من مستبديه
ومستغليه , كانت تحفظ له هذه الصحة النفسية أو »التوازن النفسي ,« وهذه
الشخصية السوية التي تتألم أفظع الألم-خلال فترات الانتقال وما أكثرها
وما تحفل به متناقضات وقلق وحصر نفسي , ولكنها لا ترفض رغبتها في
رفض هذا الألم , وتعترض عليه بالنكتة وفضحه باللسان , حتى غدا ذلك أسلوبا
? للشخصية المصرية »أسقطه « على نموذج جحوي وبأسلوب جحوي.
---------
فالتهكم الاجتماعي يحقق غايتين: أولاهما , أن المجتمع
قلما بر ? من عيوب يضيق بها كثير من الناس , وهم لا يستطيعون أن
يحبسوا ضيقهم بين جوانحهم , ولا يستطيعون في الوقت نفسه أن يقاوموا
هذه العيوب مقاومة مادية لأنها ليست عدوانا عليهم , وليست جرائم يعاقب
عليها القانون , أو هي جرائم من القانون عاجز عن القضاء عليها , لخفائها ,
أو لنفوذ أصحابها , أو لعارض آخر , وفي هذه الحالة لا مندوحة للساخطين
من أن يسروا عن أنفسهم بالفكاهة والتهكم والضحك.
أما الغاية الأخرى فهي أن العيوب الاجتماعية نوع من التصلب والجمود
والتخلف عن مجاراة المجتمع ومسايرة المثل الأعلى , ولا سبيل أجدى من
الفكاهة والتهكم في تقو ? اعوجاجهم , وعلاج أمراضهم , حملهم على المرونة
في نفسياتهم وطباعهم وأخلاقهم وأعمالهم , وغني عن البيان أن التهكم
الاجتماعي محتاج إلى بصيرة بأحوال المجتمع , وملاحظة دقيقةلما فيه من
عيوب , وخيال مسعف للموازنة بين الواقع , وما يجب أن يكون... وهذا
التهكم يشبه الهجاء بعض الشيء , لكنه يخالفه أكثر ?ا يشبههه , لأن الهجاء
صدى للحنق والموجدة , ولكن التهكم صدى للنقد , ولان هدف الهجاء الهدم
والتجريح ولا شيء غيرهما... ولكن هدف التهكم الإصلاح والإكمال وليس
وراءه هدف غيرهما
-----------
قال "جحا" إذا قدر الله عليك أن تكون من أصحاب السلطان فاحرص على ألا
ترى ولا تسمع ولا تفهم ولا تحس ولا تحكم , وعليك دائما أن تكون في
مرضاة هذا السلطان بالحق والباطل-فإذا رأيته راكبا كلبا فقل له: ما أجمل
هذا الأسد: وإذا سمعته يقول سخفا فقل له: ما أروع هذه الآيات المحكمات:
وإذا وجدته يرتكب الطيش والهوس فقل: أنه العدل الذي يزن الأمور
بالقسطاس... واعلم أن شجرة النفاق , إ نما زرعت أول ما زرعت في ساحة
الملوك والسلاطين... وليس أصحاب السلطان وأهل بطانته إلا فروع تلك
الشجرة. وإ نما ينال الواحد منهم من الحظوة والرضا على قدر ما يبذل من
نفاق , ويقدم من ملق , هذه حقيقة أعرفها-وأفهمها , ولكن مصيبتي أني
كثيرا ما أنسى
------
سأله تيمور يوما قائلا: هل تعلم يا جحا أن خلفاء بني العباس كان لكل
منهم لقب اختص به , فمنهم الموفق بالله: والمتوكل على الله , والمعتصم
بالله , والواثق بالله , وما شابه ذلك , فلو كنت أنا واحدا منهم فماذا كان
يجب أن أختار من الألقاب فأجابه جحا على الفور: يا صاحب الجلالة لا
شك بأنك كنت تدعى بلقب »العياذ بالله
--------
كان جحا مارا في السوق فجاء رجل من خلفه وصفعه صفعة شديدة
فالتفت إليه وقال: ما هذا..? فاعتذر له الصافع بقوله: عفوا يا جحا
ظننتك أحد أصحابي الذين لا تكليف بيني وبينهم , فلم يتركه جحا ورفع
الأمر للقاضي وكان الرجل من أصدقاء القاضي. فلما رآه مع جحا وسمع
دعواهما حكم لجحا أن يصفعه. فلم يرض جحا بذلك. فقال القاضي ما
دمت غير راض عن هذا الحكم فإنني أحكم بأن يدفع لك عشرة دراهم
جزاء نقديا وقال للرجل: اذهب واحضر الدراهم ليأخذها جحا. وهكذا
أفسح القاضي المجال لفرار الرجل. فانتظر جحا عدة ساعات على غير
فائدة. وأدرك عند ذلك أن القاضي خدعه وصرف الرجل , فنظر جحا إلى
القاضي فرآه غائصا في أشغاله , فتقدم حتى قاربه وصفعه صفعة قوية
وقال: أيها القاضي أنا مشغول , وليس عندي وقت للانتظار , فأرجوك أن
تأخذ الدراهم متى جاء الرجل لأني مستعجل
--------
ذهب جحا ليستحم في النهر فنزل وترك ملابسه على الشاطئ فسرقها
اللصوص , فعاد إلى منزله عريانا , وبعد أيام ذهب إلى النهر ونزل فيه
?لابسه فرآه أصحابه فقالوا له: ما هذا يا جحا? فقال: لان تبتل ثيابي
علي خير من أن تكون جافة على غيري
-------
وقع أحد الناس مغشيا عليه: فظن أهله انه مات فغسلوه وكفنوه
وحملوه على النعش وساروا به , وفي الطريق تنبه الرجل , فقعد في النعش ,
وصاح: أنا حي لم أمت خلصني يا جحا , فقال جحا: عجبا أأصدقك وأكذب
كل هؤلاء المشيعين..?
--------
قال أحد الفضوليين لجحا: إني رأيت شخصين في الطريق يحملان
دجاجة مطبوخة في طبق كبير , فقال جحا: وما الذي يهمني أنا? فقال
الفضولي: انهما ذاهبان بها إليك , فقال جحا: وما الذي يهمك أنت?
-------
جاءه أحد أصدقائه , وقال له: كنت قد وعدتني أن تقرضني بعض
النقود , فهيا أقرضني? فقال له جحا: أنا لا أقرض دراهم لأحد , ولكني
أعطيك يا صديقي ما تشاء من وعود
-----
ضاع حماره فحلف أنه إذا وجده يبيعه بدينار , فلما وجده جاء بقط
وربطه بحبل وربط الحبل في رقبة الحمار , وأخرجهما إلى السوق وكان
ينادي: من يشتري حمارا بدينار وقطا بعشرة دنانير..? ولكني لا أبيعهما إلا
معا!
------
ادعى أنه ولي من أولياء الله فقالوا له ما كرامتك فأجاب إني أعرف
ما في قلوبكم , قالوا: قل , فقال: إن في قلوبكم كلكم أني كذاب , قالوا
صدقت!
--------
ادعى الولاية فقالوا له: ما كرامتك..? قال: إني آمر كل شجرة فتجيء
لي وتطيعني , فقالوا له: قل لهذه النخلة أن تجيء إليك فقال: تعال أيتها
النخلة فلم تجيء فكرر ذلك ثلاث مرات ثم قام ومشى فقالوا له: إلى أين يا
جحا.. ? قال إن الأنبياء والأولياء ليس عندهم كبر ولا غرور فان لم تجيء
النخلة إلي فأنا أذهب إليها
--------
قيل لجحا: إذا طلب منك شخص شيئا فلماذا لا تعطيه إياه إلا في
اليوم التالي? فأجابهم جحا: أفعل ذلك ليعرف قدر ما أعطيه
.
----------
أخذ جحا من جاره »حلة « كبيرة , وطبخ فيها , ثم وضع داخلها »حلة « صغيرة
وأعطاه إياها , فقال له: ما هذا يا جحا..? قال: هي بنت »حلتك « ولدتها
عندي , ثم طلبها مرة ثانية وخبأها فقال له جاره: أين »الحلة « قال: ماتت
وهي تلد فقال له: هل تموت »الحلة « فقال جحا: وهل تلد »الحلة «? الذي
يأخذ المكسب يتحمل الخسارة يا صديقي!
---------
قيل لجحا يوما: إن امرأتك تدور كثيرا , فقال: لو كان ذلك صحيحا
لحضرت إلى بيتنا!!
-------
قيل لجحا إن امرأتك قد أضاعت عقلها , ففكر قليلا ثم قال: أنا أعلم
أنه لا عقل لها , فدعني أتذكر , يا ترى ما الذي أضاعته
--------
جلس جحا مع زوجته ليتعشى , وكان من بين الأكل حساء ساخن جدا.
فشربت زوجته قليلا منه , فأحرق فمها , ودمعت عيناها. فسألها جحا عن
سبب ذلك. فقالت له: تذكرت المرحومة أمي فبكيت , فتناول جحا قليلا من
الحساء , فأحرق فمه , وأدمعت عيناه. فسألته زوجته: وأنتلماذا تدمع عيناك
الآن: أبكي على المرحومة أمك التي ولدت لئيمة مثلك , وتركتها لشقائي.
------
كان لجحا زوجتان: فأهدى كل زوجة منهما عقدا-على انفراد-وأمرها إلا
تخبر ضرتها , وفي يوم اجتمعتا عليه وقالتا في إلحاح: من هي التي تحبها
أكثر من الأخرى? فقال: التي أهديتها العقد هي أحب إلي , فسرت كل
منهما واعتقدت أنها هي المحبوبة
------
كان لجحا امرأتان , وفي يوم جاءتا إليه , و قالت إحداهما: أتحبني أنا
أكثر أم تلك? وقالت الثانية مثل ذلك , وتعلقا به , فحار بينهما جحا , وأجاب
بأجوبة مبهمة كقوله: أحبكما سواء , ولكنهما لم تقتنعا , وضايقتاه , حتى أن
الصغرى منهما قالت له: لو غرقنا ونحن نسبح في بحيرة , وكنت على البر
فأية واحدة تنقذ منا أولا..? فاضطرب جحا-حاسبا هذا القول حقيقيا-
فضاع صوابه ثم التفت إلى امرأته القد ?ة , وقال لها أظنك تعرفين السباحة
قليلا. أليس كذلك يا عزيزتي?.
---------
قال جحا : لعن الله من تزوج قبلي , ومن تزوج بعدي-فسألوه
عن السبب قال: لان من تزوج قبلي لم ينصحني , ومن تزوج بعدي لم
يستشرني.
------
مرت بجحا-يوما-جنازة ومعه ابنه , وفي الجنازة امرأة تبكي وتقول
مخاطبة زوجها الميت: الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه , ولا غطاء ولا
وطاء ولا خبز ولا ماء , فقال ابنه: يا أبي إلى بيتنا والله يذهبون.
------
جاءت امرأة إلى جحا وقالت يا سيدي اقرأ لي هذه الورقة فتناولها
وقال وهو يتظاهر بقراءتها: حضرة الست المصونة , والجوهرة المكنونة ,
أدام الله بقاءها.. بعد مزيد السلام والتحية لرؤية طلعتكم البهية , صانها
رب البرية , فقاطعته المرأة قائلة: يا سيدي هذه ليست خطابا بل كمبيالة ,
فقال:لماذا لا تقولي هذا من الأول , كنت قرأتها لك قراءة كمبيالات!
--------
تزوج جحا فأعطى المأذون أجرة قليلة فقال له: هذا قليل يا جحا , قال
خذها وسأعوضها لك عند الطلاق إن شاء الله!
-----
أراد جحا أن يبيع دجاجات له في بلدة أخرى , فوضعها في قفص
وسار بها ففكر في أثناء الطريق أن القفص ر ?ا كان ضيقا على الدجاج ولا
بد له من الفسحة ففتح باب ذلك القفص فهربت الدجاجات , وبحث عنها
فلم يدرك إلا الديك , فصار يضربه ويقول له: يا ملعون أنت في الظلام
تعرف طلوع الفجر , وتصيح مثل الحمار وتقلق الجيران , وطوال النهار تتباهى
بريشك وعرفك , ثم لا تعرف أين ذهبت دجاجاتك في وضح النهار..?
اتفق جماعة من أفراد الحاشية الملكية أن يأخذوا جحا إلى قصر
الملك ليضحكوا عليه الملك (وكان جحا نديما للملك) , فأخذ كل منهم بيضة
فلما صاروا أمام الملك , قالوا: تعالوا نبض , ومن لم يبض فعليه أجرة الحمام ,
فصار كل واحد منهم يصيح مثل الدجاجة ويخرج من تحته بيضة , حش
جاء الدور على جحا , فصاح ودار حولهم مثل الديك , فقال له الملك: ما هذا
يا جحا? فأجابه أفلا يكون لجماعة الدجاج ديك واحد!
------
كان يسير على شاطئ البحيرة , فسأله شيخ متعبد: إذا أردت الاستحمام
فإلى أي جهة أوجه نظري يا جحا? وهل أستقبل القبلة أو أستدبرها. فقال
جحا: وجه نظرك إلى حيث خلعت ملابسك وإلا سرقها اللصوص!
----
قيل لجحا هل ?كن أن يولد مولود لرجل عمره أكثر من مائة سنة إذا
تزوج بشابة...? فقال جحا: نعم إذا كان له جار في سن العشرين أو الثلاثين
-------
قالوا يا جحا فين بلدك , قال اللي مراتي فيها
-------
قيل ل "جحا " عد مجانين البلد فأجاب: أن المجانين غير محصورين فان
أردت أن أعد لكم العقلاء فانهم قليلون
----
سئل جحا-وكان جالسا في مجلس حاكم بلدته: هل صحيح يا جحا أن
القناعة كنز لا يفنى..? قلت: أجل , ولكنه كنز لا يطعم جائعا , ولا يكسو
عاريا , وهو لا يوجد إلا عند الذين لا يجدون.
------
سألوا "جحا" عن الطب فقال خلاصه الحكمة هي أن تدفئ رجليك وتعرض
رأسك للهواء والشمس وتعنى بطعامك ولا تكثر منه , ولا تفكر في همومك
وأحزانك
.