bبُلبلان للشاعر الفلسطيني /ضياء عواد
بروحي يا صديقـي بُلبـلانِ إذا صمتَ الزمـانُ يُغـرِّدانِ
وبينهمـا عهـودٌ باقـيـاتٌ بقاءَ الدهرِ في قلـبٍ يُعانـي
يمينَ اللهِ ما أنسـى خليلـي ولا خصراً كعـودِ الخيـزرانِ
أُحدثُـهُ عـن اللُقيـا فيبكـي ويتركنـي فَترنـو عَبْرَتـانِ
فَصَلي وإذكريني فـي قُنـوتٍ وَصَلي وإسكُبي دمعاً عصاني
ويبقى الحزنُ في العينينِ يبني قصوراً من رحيقِ الأُقحـوانِ
وهذا الليـلُ لا ينفـكُّ حتّـى أُقَضِّي العمرَ في عدِّ الثوانـي
أَراكمْ والرحيـلُ يَـدُقُّ بابـي ويدعوني لتـركِ الزعفـرانِ
وشوقٌ قد برى جسمي وإنّي لأدعو اللهَ ضـوءَ الزبرقـانِ
سلاني يـا خليلَـيَّ سلانـي سلاني عن كحيلٍ قد سلانـي
فهذا الخافقُ المكلـومُ غنّـى فأبكى الكلَّ من إنـسٍ وجـانِ
وحتى الطيرُ في العلياءِ خارتْ وأشجاها نحيبٌ مـن لسانـي
فقلتُ ودمعُ عيني فوقَ خـدّي نشيجاً من صميـمِ العنفـوانِ
جَفاني النومُ يا خِلِّي جَفانـي جفتني بعدكـمْ كُـلُّ الأَمانـي
جَفاني الوصلُ والأنفاسُ حرّى وأَقلَقَ مُهجتي خفقُ الجَنـانِ
أراني لا أُطيقُ البعـدَ عنكـمْ وإنْ طالَ النَوى فمتى التَداني؟
فَوَيلي مِنْ حريقِ القلبِ وَيلي وَوَيلي مِنْ فَحيـحِ الأُفعُـوانِ
وقيدي يستلذُ بِنخـرِ عظمـي و روحي في سُمُـوٍ وإتِّـزانِ
فَيا قيـدي ألا ترتـاحُ يومـاً وتتركني أَعودُ لمـنْ دعانـي
أُريدُ الوصلَ والسجّانُ يأبـى ويتركنا فيمضـي الفرقـدانِ
لعلّكَ يا رفيقَ الدربِ تـدري بأنَّ الروحَ لا ترضى بثانـي
فأنَّ القلبُ في صدري حبيساً وصارَ الخدُّ مثـلَ الأُرجـوانِ
فيا خِلِّي سأبقـى ثُـمَّ أبقـى على عهدي وممتطياً حصاني
ويا أهلي ونِعمَ الأهـلُ أنتـمْ غداً يأتي وأرجعُ في مكانـي
جُروحُ الروحِ ليسَ لها طبيبٌ فَجُرحُ الروحِ يبقـى بإكتنـانِ
ونارٌ في الضلوعِ لها هديـرٌ وليسَ لنارِ قلبي مِـنْ دُخـانِ