أميرة الورد
مراقب عام
عدد المساهمات : 911 تاريخ التسجيل : 11/07/2010
| موضوع: القطايف المصرية.. حلوى الأغنياء والفقراء في رمضان السبت أغسطس 14, 2010 12:41 pm | |
|
قيل إنها أكلة عباسية، وقيل إنها فاطمية، وانتهى بها المطاف لتصبح أكلة مصرية اختارت شهر رمضان فقط دون أشهُر باقي العام لترتبط باسمه. هي القطايف، نوع من الحلوى أحيانا وأكلة أحيانا أخرى حسب المادة المحشوة بها هذه العجينة الدائرية الشكل.
والقطايف ملكة حلويات رمضان في مصر، حيث تنافس بشدة ما بين عدد من الحلويات الرمضانية، كالكنافة وقمر الدين، لتحتل مكانة متميزة وراسخة منذ عهد طويل مضى على مائدة رمضان بعدطعام الإفطار.
وتقدم القطايف غالبا محشوة بالمكسرات والزبيب وجوز الهند، ثم تثنى لتأخذ شكل هلال صغير ويتم قليها في الزيت، وتوضع ساخنة في قدر من العسل البارد، ثم ترفع منه بعد أن تتشربه وتقدم باردة. والبعض يضع عليها القليل من مسحوق القرفة، وهناك من يلفها على شكل قرطاس ويحشوها بالمهلبية، كما يمكن حشوها أيضا بالجبن، وفي الغالب يكون جبن الموزاريلا، وآخرين يقومون بحشوها باللحم المفروم.
والقطايف في مصر نوعين: العصافيري والحمام. والفرق بينهما فقط في الحجم فقطايف الحمام أكبر حجما من العصافيري.
في شهر رمضان يقف الصائمون على بائع القطايف بالطوابير رغم أنها لا تكاد تخلو منطقة أو شارع أو حتى حارة من بائع للقطايف حيث يخرج فرنه في الشارع أمام المحل ويمسك بآلة صنع القطايف، ويضعها على شكل دوائر نصف سميكة على الفرن الدائرى حتى تستوي فى مدة لا تتجاوز الخمس دقائق. ويقف طوابير الصائمين في انتظار القطايف الطازجة التي يتراوح سعر الكيلو منها ما بين 2 و 3 جنيهات على الأكثر في المناطق الراقية. | | حلوى رخيصة الثمن
وغير مذاقها المميز فإن رخص سعرها سببا كافيا لتكون حلوى شعبية في هذا الشهر الكريم، بالإضافة إلى أن نصف كيلوا منها يكفي لأسرة متوسطة العدد كما تعتمد عليها الأسر المصرية في العزومات العائلية لنفس الأسباب السابقة بالإضافة إلى سهولة تحضيرها.
أما بالنسبة للمحلات المتخصصة في الحلويات فتستعد في شهر رمضان تحديدا بأنواع وأشكال مختلفة من القطايف حيث يعتمدون عليها كمصدر ربح رئيسي في هذا الشهر لزيادة الإقبال عليها، وتقدمها الأسر المصرية هدايا في الزيارات العائلية.
وكذلك في المطاعم التي تقدم وجبات الإفطار يقدمون القطايف كأحد أهم أنواع الحلوى بعد تناول طعام الإفطار فالقطايف أكلة رمضانية 100%. | | عباسية أو فاطمية
وبالرجوع إلى تاريخ القطايف نجد أن الروايات تعددت حولها ومنها من أكد أنها أكلة عرفت في العصر العباسي وفي أواخر العصر الأموي وأن أول من أكل القطايف في رمضان كان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك.
وفي روايات أخرى تعود القطايف للعصر الفاطمي حيث كان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو طيب من الحلويات، وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف، ومن هنا سميت بالقطايف.
ومنذ عدة سنوات كتب أحد الصحفيين مقالا ساخرا طالب فيه الحكومة المصرية بحماية هذا الموروث الغذائي الثمين بأن تتدخل لدعم "قطايف الفقراء" وعدم رفع سعرها رافعا شعار "نقول بالصوت العالي، يا حكومه تدخلي، ادعمي القطايف أو ارحلي".
ومن جانبة أكد عم محمد الكنفاني صاحب محل لصنع القطايف والكنافة بأحد المناطق الشعبية بشبرا أنه يقوم بعمل القطايف طوال العام، ولكن في الغالب لا يشتريها إلا العدد المحدود جدا من محلات الحلوى، وبكميات قليلة نظرا لأنها حلوى رمضانية يزيد الإقبال عليها في شهر رمضان فقط، أما في غيره فتفقد شهيتها ولا يشتريها أحد. قائلا للعربية نت "أشعر بسعادة بالغة وأنا أقف على فرن القطايف طوال شهر رمضان، وأرى الزبائن تقف أمامي طوابير ينتظرون القطايف وقتها أشعر أننى أقدم شيئا ليس له مثيل".
ويصنع الكنفاني القطايف منذ ما يقرب من نصف قرن ورغم أنه علم أولاده تعليما جامعيا، إلا أنه علّمهم، أيضاً، كيفية الوقوف على فرن القطايف والكنافة لصنع "أجمل حلوى رمضانية" على حد قوله. |
. | |
|