فى موقف غريب ولافت، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تقريراً مطولاً تدافع فيه عن جماعة الإخوان وتضعها فى خانة الضحية بمواجهة الحكومة المصرية.
وذهبت جيروزاليم بوست بغرابة شديدة إلى حد تبنى مواقف جماعة الإخوان المعلنة قبيل الانتخابات البرلمانية، بدءاً من التصريحات الإعلامية التى تؤكد على استبعاد النواب المحسوبين على الجماعة، وصولاً إلى انتقاد مسلسل "الجماعة" الذى اعتبرته رموز إخوانية محاولة حكومية لتشويه تاريخ التنظيم الأقدم فى مصر.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الحكومة المصرية مستمرة فى تبنى حملة إعلامية شرسة ضد جماعة الإخوان المسلمين، تهدف إلى تشويه صورة الجماعة المعارضة الأقوى فى مصر، من أجل إسقاطهم فى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
وزعمت الصحيفة، أن التليفزيون المصرى تبنى حملة ضد جماعة الإخوان المسلمين مما تسبب فى حدوث حالة من الجدل فى مصر، وهى الحملة التى بدأت من خلال بث مسلسل "الجماعة" الذى يعبر عن وجهات نظر وسياسات الدولة والأمن المصرى، ويظهر جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا فى صورة متطرفين ومتشددين يسعون إلى تحويل مصر إلى مجتمع إسلامى متعصب، وهدم كل مبادئ الحرية والأساليب الحياتية التى اعتاد المصريون أن يتبعوا الغرب فيها ويحاكوه فى قيمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة الحكومة المصرية لتشويه صورة جماعة الإخوان أظهرت مدى قلقها من هذه الجماعة المعارضة، لهذا سعت بكل الطرق إلى تشويهها ومنعها من الحصول على أى فرصة تمكنها من النجاح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة التى يحاول الحزب الوطنى الديمقراطى من السيطرة عليها وحسمها لصالحه.
وأكدت جيروزاليم بوست، أن حملة تشويه الإخوان أتت بتأثير عكسى وصب فى مصلحة الإخوان، وتأكد لدى الكثيرين أن الحكومة لا تريد من حملتها إلا مهاجمة الإخوان بشكل متعمد وغير موضوعى بالمرة، وهذا ما أكده للصحيفة أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قائلاً: إن المسلسل الذى أراد تشويه الجماعة نجح فى تأكيد وجودها كجماعة سياسية معارضة تفرض نفسها على الواقع السياسى بمصر، ولم يصبح الإخوان جماعة "محظورة" كما تصر الدولة على إظهارها بهذه الصفة، بل تزايدت شعبيتهم ومكانتهم فى شتى أرجاء مصر.
وتحدثت الصحيفة على التأييد الشعبى الكبير الذى يحظى به الإخوان فى مصر، مما جعلها أهم وأكبر تنظيم معارض للحكومة المصرية التى تواجه مطالبات كثيرة بضرورة إجراء إصلاحات سياسية وديمقراطية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين تضمن لهم سد احتياجاتهم، وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من وجود تيار معارض للإخوان فى مصر، إلا أن الجماعة تمكنت فى فرض نفسها بقوة ونبذت العنف وشاركت عام 2005 فى الانتخابات البرلمانية الماضية كمستقلين، وكانت المفاجأة أنهم حصلوا على نسبة كبيرة جداً من مقاعد البرلمان زادت من قوتهم، وجعلت الحكومة المصرية تمارس حملة اعتقالات واسعة ضدهم تسببت فى سجن 5 آلاف إخوانى، وذلك خوفاً من تنامى قوتهم سواء فى داخل مصر أو على المستوى الدولى التى تحاول الجماعة أيضاً التواجد به.
وأخيراً قالت جيروزاليم بوست، رغم هجوم حكومة مصر المتواصل على الإخوان، سواء فى الإعلام المرئى أو الصحافة الحكومية ووصفها لهم بأنهم معادون للجميع وظلاميون من القرون الوسطى يريدون إقامة دولة تقمع كل المعارضين لها، إلا أن الجماعة تواجه هذا الهجوم وتدافع عن كيانها بكافة الطرق الممكنة، وتؤكد للجميع صحة موقفها وآرائها المشروعة من خلال مقاطع الفيديو على موقع الفيس بوك ومحاولة إنتاج مسلسل يعرض تاريخيهم بموضوعية ويظهر للمصريين أكاذيب الحكومة ووسائل الإعلام الموجهة التابعة لها، وهذا ما صرح به مؤخراً المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعبد الجليل الشرنوبى رئيس تحرير الموقع الإلكترونى لجماعة الإخوان.