وهنية بنتها عايزة تشتغل مسحراتية..
عائشة مسحراتى حلوان ورثت المهنة عن زوجها
عائشة بسطاوى مسحراتية حى حلوان سيدة تتخطى الستين عاما، تمسك بيدها ابنتها هنية (18 عاما) وتتجول فى شوارع حى حلوان، تطرق الأبواب وتعرف ساكنيها تناديهم بالاسم من الشارع قبل الإفطار والسحور، لا تعرف من الكلمات الا "رمضان كريم" وأسماء الصغار التى تناديهم كل عام، "يا محمود يا رب أشوفك مهندس تعمل عماير"، و"يارب أشوفك يا نورا دكتورا"، و"يلا يا أم عادل حضرى السحور"، و"أنت يا أم أحمد صحى أبو العيال"، وكثير من الأمنيات تطلقها لأهالى وأطفال تعرفهم منذ سنوات.
عائشة ورثت المهنة عن زوجها محمد السراباتى، جاءوا من أسيوط منذ أكثر من 20 عاما، عملت مع زوجها فى المهنة بحى البساتين، وبعد وفاة زوجها انتقلت للعيش هى وأبناؤها الستة فى حلوان البلد، طوال العام تراها جالسة أمام المترو تضع بعض الجرائد وأكياس المناديل، وتعتبر شهر رمضان موسم لها ولأولادها.
عائشة لا تجمع الكثير من المال لكنها تحمد الله على الرزق القليل من شوية مكرونة أو كيس سكر، أو طبق كنافة، ولها وجهة نظرها الخاصة: "اللى بجمعه أنا بردى بشترية بالفلوس بس لما الناس بتدهولى بيوفر كتير وبلاقى أكل للعيال، والناس طيبين ساعات يدونى هدوم أو فرش قديم وكله بينفع".
عائشة مسحراتى حى حلوان لها ثلاث بنات ورثن المهنة إما عن الزوج أو الأب وخرجن للعمل بعد وفاته للإنفاق على أسرهن مع حرصهن على التقاليد والعرف فى عالم المسحراتية، فلابد وأن يصحب المسحراتى أحد أبنائه وهذا ما تفعله نادية فتصحب معها ابنتها كما كان يفعل معها والدها وهى صغيرة فيصحبها فى تمام الثانية صباحا، يستقبلهما الناس فى أول أيام شهر رمضان بفرحة وفى أول أيام العيد بفرحة أكبر.
عائشة تجوب شوارع حلوان ساعتين يوميا قبل الأفطار والسحور، تدق طبلتها الصغيرة بأعلى عزمها، وتجلس برهة من الوقت تستريح حتى يجتمع حولها الأطفال كل واحد معاه اللى بيجود بيه كل بيت، وطوال الشهر ترافقها ابنتها هنية بوجهها الصبوح وابتسامتها الربانية تحمل على رأسها ما تجمعه هى وأمها.
عائشة تحلم بالستر لبناتها التلاته، وتتمنى أن تعمل ابنتها، لكن هنية كان ليها رأى ثانى "عايزة تشتغل مسحراتية زى أمها"، قائلة: "أنا لو شغلت هاخد كم يعنى وبعدين أنا أصلا معنديش شهادة مش متعلمة يعنى ومعرفش أشتغل حاجة، وأنا بقالى سنتين مع أمى وفهمت أختى الصغيرة بتبيع منديل وأختى التانية شغالة فى مصنع، بس بتيجى كل يوم معيطة من التعب وكل اللى بتاخدة 5 جنيهات فى اليوم من الساعة 6 لحد الساعة 4، لكن أنا وامى بنعمل قرش حلو فى رمضان بيكفيا شهرين تلاتة، وولاد الحلال عند المترو بيشتروا مننا وبنعمل 10 أو 15 جنيه مكسب كل وم يبقى أنهو أحسن".