[center]ثمة جرائم ترتكب بدافع الهوى .. واخرى استنادا الى محاكمات عقلية .. ان مجموعة القوانين الجزائية تميز بينهما تميزا ملائما الى حد كاف .. إستنادا الى مبدأ سبق التصور والتصميم .. وانا لفي زمان سبق التصور والتصميم .. في زمان الجريمة
الكاملة .. فلم يعد مجرمونا هؤلاء الاطفال العزل يتذرعون بالحب انهم بالعكس راشدون .. ولا سبيل الى دحض ذريعتهم : الفلسفة التي تُستخدم لكل شيء ؛ حتى لتكويل القتلة الى قضاة
-----
ان التمرد ينشأ عن مشهد انعدام المنطق امام وضع جائر مستغلق ولكن توثبه الاعمى يطالب بالنظام وسط الفوضى وبالوحدة في صميم الزائل المتلاشي انه يصرخ يطالب بإلحاح .. يريد ان تتوقف المهزلة وان يستر اخيراً ما كان يُسطر حتى الآن وبلا انقطاع على
صفحة البحر ! وانه يريد ان يُحول : ولكن التحويل معناه القيام بعمل والقيام بعمل معناه غداً القتل ! وفي حين انه لا يعلم هل القتل مشروع . انه بالضبط يولد الافعال التي يُطلب اليه تبريرها
-----
ما الانسان المتمرد ؟ .. انه انسان يقول : لا
-----
عندما تسير الامور اكثر مما يجب .. وعندما تكون مقبولة حتى هذا الحد ومرفوضة فيما بعده .. وعندما يغالي البعض في تصرفهم .. وعندما يكون هناك حداً لا يجب ان نتخطاه والبعض على وشك ان يتخطاه .. يقول المتمرد هنا " لا " !
-----
ان حركة التمرد ليست في جوهرها حركة انانية قد يكون لديها ولا شك مقاصد انانية ولكننا نتمرد ضد الكذب مثلما نتمرد ضد الاضطهاد كما ان المتمرد اعتبارا من هذه المقاصد وفي توثبه الصميمي لا يصون شيئاً لانه يغامر بكل شيء , لا جرم انه يطالب بالاحترام
من اجل ذاته ولكن بمقدار ما يتوحد ذاتيا مع جماعة طبيعية
-----
الانسان المتمرد هو الانسان الموجود قبل عالم القدسيات او بعده .. والمنهمك في المطالبة بوضع انساني تكون فيه جميع الاجوبة انسانية .. اي مصاغة بشكل منطقي .. واعتبارا من هذه اللحظة يكون كل تساؤل .. كل كلام تمرداً اما في عالم القدسيات يكون كل
كلام حمدا او شكرا
------
بالنسبة الى الفكر البشري لايوجد سوى عالمين .. عالم القدسيات و عالم التمرد .. وان اختفاء احدهما معناه ظهور الاخر
-------
فرق كبير بين حرية المبادىء وحرية الغرائز
-------
سأكون سعيدا بأن اصبح ضحيةً .. ليس ذلك فحسب بل سأرحب ايضا بأن اكون جلادا كي احس بالثورة بطريقتين
-------
اذا كان الخلود غير موجود فلا وجود للثواب ولا للعقاب ولا وجود للخير ولا للشر
------
ان البشر اقرب الى الكسل منهم الى الجبن .. وانهم يؤثرون الطمأنينة والموت على حرية التميز بين الخير والشر
-------
اكثر ما يؤلم القلب ويمزقه تساؤله : " اين يمكنني ان احس بانني في مُقامي ؟ "
-------
لا حرية الا في عالم يعرف فيه ما هو ممكن وما هو غير ممكن في نفس الوقت ... بدون قانون .. لا وجود للحرية ابداً .. اذا لم توجه المصير قيمةٌ عليا .. واذا كانت الصدفة هي المتحكمة فنحن نخبط خبط عشواء .. ونحن ازاء حرية الاعمى الرهيبة !
-------
من الواجب ان نشك في الانسان الذي يحتاج الى اسباب كي يبقى شريفاً !!
-------
من حرر فكره فعليه أيضاً ان يطهر نفسه
--------
ان النفس التي تخضع فجأة للمال تنبىء عن مطالب اخرى تكون في البدء مفرطة ثم تضع نفسها في خدمة النُظم والرغبة في الفناء هي الصيحة التي تصدر عن الفكر الضجر من تمرداته الخاصة .. وحينئذ تكون المسألة مسألة انتحار فكري اقل اجلالا من انتحار
السرياليين وأغنى بالعواقب
--------
انا غير قادر على الاستكانة الى مصيري المقرر لي .. ومجروحا في صميم شعوري بسبب رفض الانصاف .. اتتجنب تكيف حياتي مع الشروط التافهة لكل حياة في هذه الدنيا
-----------
اذا صح ان التمرد الغريزي للقلب الانساني يسير تدريجيا على امتداد القرون نحو وعيه الاعظم .. فقد تعاظمت أيضاً جرأته العمياء تعاظما مفرطا بحيث اعتزم الرد على القتل الشامل بالفتك الماورائي
----------
هناك في الظاهر المتمردون الذي يريدون ان يموتوا .. واولئك الذي يريدون ان يُميتوا ... ولكنهم هم هم .. محترقين بنار الرغبة في الحياة الحقة محرومين من الكينونة مفضلين حينئذ الجور المعمم على عدالة مشوهة
-----------
اذا كان من الخطأ القول ان ماساة الانسان المعاصر بدأت من هذا اليوم .. فليس صحيحا ايضا انها انتهت فيه ! .. لب ان هذا التعدي يشير الى ذروة مأساة إبتدأت منذ نهاية العالم القديم ولم تدلو بعد كلماتها الاخيرة
-----------
على المرء ان يكون عادلا قبل ان يكون كريماً
-----------
ان تبديلا يطرأ على نظام الملكية دون ان يقابله تبديل في الحكومة ليس ثورة بل اصلاحاً .. كما انه ليس من ثورة اقتصادية سواء أكانت دموية أم سلمية في وسائلها لا تبدو في الوقت نفسه ثورة سياسية
-----------
ان حركة التمرد في الاصل تغير وجهتها بغتةً .. انها ليست سوى شهادة مضطربة .. اما الثورة فتبدأ اعتبارا من الفكرة انها بالضبط ادخال الفكرة في التجربة التاريخية .. في حين ان التمرد هو فقط الحركة التي تقود من التجربة الفردية الى الفكرة
---------
ان تاريخ حركة التمرد حتى لو كان تاريخا جماعيا هو تاريخ ولوج في الوقائع بلا مخرج واحتجاج مبهم لا يستخدم مذاهب ولا اسباباً ... اما الثورة فهي محاولة لتكيف الفعل على الفكرة ولصياغة العالم في اطار نظري ..لهذا السبب يقتل التمرد اناساً .. اما الثورة
فتهلك اناساً وتهدم مبادىء في نفس الوقت !
----------
ان قتل البشر لا يؤدي الى شي اللهم الا الى قتل المزيد منهم .. ولتأمين انتصار مبدأ يجب القضاء على مبدأ
--------
في ظل شريعة العقل .. لا شيء يُفعل بلا سبب
--------
كل فساد اخلاقي هو فساد سياسي والعكس بالعكس
-------
على المبادىء ان تكون معتدلة .. والقوانين مقيمة .. والعقوبات نهائية
--------
الانسان لا يملك طبيعة بشرية معينة بشكل نهائي وانه ليس مخلوقا كاملا بل مغامرة يمكنه ان يكون صانعها جزئياً
---------
ان ازالة القديم تعني احداث المستقبل
---------
ان تهديم كل شيء معناه الانصارف الى البناء دونما أسس
---------
اذا كان التاريخ خارج نطاق كل مبدأ لا يقوم الا على الصراع بين الثورة و الثورة المضادة فليس من مخرج آخر للمرء سوى ان يتبنى احدى هاتين القيمتين تبنياً كلياً كي يموت او يبعق فيها
----------
ان التمرد لا يسعه ان يؤدي الى العزاء والراحة العقائدية جون ان يكف غن ان يكون تمرداً
-----------
الحرية التامة التي هي انكار لكي شيء لا يسعها ان تحيا وان تبرر الا بخلق قيمة جديدة متوحدة توحيدا ذاتيا مع الانسانية كلها فاذا ما تأخر هذا الخلق فان الانسانية تتناطح وتتفانى حتى الموت
----------
ان اقصر طريق نحو القيم الجديدة يمر بالدكتاتورية التامة
----------
المنتصر سيكون دوما القاضي .. والمغلوب دائما المتهم !
-----------
ان المؤسسات السياسية الوسيطة التي تشكل ضمانات الحرية في كل المجتمعات تختفي في الدول العسكرية كي تفسح المجال لإله حقود باطش يسود الجماهير الصامتة أو - والأمران سيان - الهاتفة بالشعارات فلا توضع بين القائد والشعب مؤسسة تتكفل بالتوفيق بينهما
بل يوضع الجهاز - اي الحزب الذي هو فيضٌ عن القائد وأداةُ إرادته المضطهدة وهكذا يولد المبدأ الاول والوحيد في هذه العبادة الوضيعة ..مبدأ الزعامة الذي يقوى في عالم العدمية الصنمية والمقدسات المنحطة !
-----------
ان القانون العسكري يعاقب العصيان بالموت وشرفُه العبودية وحينما يكون الجميع عسكريين تكون الجريمة في امتناع المرء عن القتل اذا كان النظام يتطلب ذلك
-----------
على الانسان ان يعمل كأنه قادر على كل شيء .. وان يسلم امره لله كأنه عاجز عن أي شيء " دي ميستر "
------------
ان المجموعة الكلية للجنس البشري بتناوبٍ في الهدوء والاضطراب وفي النعم والمصائب تسير دائما نحو كمال متعاظم وان يكن بخطى وئيدة
------------
الهدف الذي يحتاج الى وسائل غير صحيحة للوصول إليه .. ليس بالهدف الصحيح
-------------
ان المطالبة بالعدالة تؤدي الى الظلم اذا لم تكن هذه المطالبة قائمة اولا على تبرير اخلاقي للعدالة
---------------
المبادىء التي يتسلح فيها البشر تتغلب في النهاية على أنبل مقاصدهم
-------------
الايمان بطرف اللسان ليس كاف .. يجب على المرء ان يحياه وان يعمل لخدمته
------------
ليس صحيحا ان نماثل بين غايات الفاشية والشيوعية الروسية .. فالفاشية تمثل تمجيد الجلاد للجلاد .. اما الشيوعية الروسية فتمثل تمجيد الضحية للجلاد .. الاولى لم تحلم قط بتحرير الانسان كله بل بأن تحرر بعض الناس فقط عن طريق اخضاع الاخرين .. اما
الثانية فتسعى في مبدئها الصميمي الى تحرير البشر كافة عن طريق استعبادهم جميعاً بصورة مؤقته
------------
اذا كان تاريخنا جحيماً فلا يسعنا ان نعرض عنه بوجهنا .. هذا الهول لا يمكن تجنبه .. ولكن في وسع البعض ان يأخذوه على عاتقهم كي يتجاوزوه !
-----------
ان الانسان يرفض العالم كما هو .. دون ان يرضى بالتخلي عنه
------------
نحن نتمنى للحب الدوام .. ونعلم ان لا دوام له ..وحتى لو كان له ان يستمر مدى حياة كاملة .. بحكم معجزة ! لكان ايضاً ناقصاً
-------------
حتى أسوء ما يحل بنا من نكال هو يوما الى زوال وذات صباح بعد كل هذا اليأس .. ثمة رغبة عارمة في البقاء ستخبرنا بأن كل شيء مضى وانقضى وان العذاب ليس اكثر معنى من السعادة
--------------
ان حب التملك ليس الا شكلا آخر من اشكال البقاء
--------------
في قلب الجحيم بالذات ثمة ألحان وصور قاسية من صور الجمال الدفين
---------------
ليس من شك في ان الجمال لا يصنع الثورات .. ولكن ثمة يوم تحتاج فيه الثورات الى جمال
---------------
ليس التمرد أبداً مطالبة بالحرية التامة .. فهو بالعكس يقاضي الحرية التامة ويُنكر السلطة المطلقة الت تتيح للمترئس انتهاك الحدود المحرمة
--------------
المتمرد لا يطالب باستقلال عام بل يريد ان يسلم بأن للحرية حدودها حيثما وجد كائن انساني .. لان الحد هو بالضبط قدرة هذا الكائن على التمرد
---------------
ليس من شك ان المتمرد يطالب بحرية معينة لشخصه .. ولكنه لا يطالب في اية حال من الاحوال بحق تحطيم كينونة الآخرين وحريتهم
--------------
ان منطق التمرد هو الرغبة في خدمة العدالة كي لا يزيد في ظلم الوضع .. والسعي الى الكلام الواضح كي لا يُكثف الكذب العام
---------------
اننا جميعا نحمل في ذاتنا سجوننا وجرائمنا وفسادنا ولكن ليست مهمتنا ان نطلق لها العنان خلال العالم بل ان نحاربها في ذاتنا وفي الاخرين
--------------
لا يستطيع الانسان حتى لو بذل قصارى جهده سوى ان يسعى الى تخفيف شقاء العالم تخفيفا حسابيا نسبياً لان الظلم والعذاب سيبقيان ومهما كانا محدودين فسيظلان فضيحة للانسانية اينما كانت