منذ أيام كنت أشاهد أحد الأفلام الأجنبية، وبصراحة لم يعجبنى فيه سوى شىء واحد إلا وهو أحد جوانب شخصية البطل، ويتمثل هذا الجانب فى البساطة، فهو يتعرض لكوارث مع كل خطوة يخطوها، لكنه يتعامل معها ببساطة شديدة وبلادة، وكأننا نحن الغرباء ولسنا هو بهدوئه هذا، ومع ذلك يقوم أيضا بممارسة حياته العادية: يقضى وقته مع صديقيه، يلعب البولينج، ويتجول بسيارته القديمة المهلهلة.
وهنا تساءلت: لماذا نعد هذه المشاكل التى نتعرض لها مشكلات أصلا؟ ربما نكون نحن من صنعنا منها مصاعب، رغم أنها ليست كذلك، على سبيل المثال السيدة المطلقة فى مجتمعنا تعد شيئاً غير مرغوب فيه، ومن هنا أصبح هذا اللقب شبحاً يطارد أى سيدة، فنتج عن ذلك أن الكثيرات يعانين ويتحملن الكثير من البطش والذل والتعذيب أحيانا كى لا يقعن بين مخالب مجتمع لا يرحم.
إذا كان هذا مع الطلاق وهو من سنن الحياة الطبيعية التى قد يتلاقى فيها اثنان لكن لا تتلاقى أرواحهما، وفى هذه الحالة عليهما أن ينسحبا بهدوء، لكنهما يستمران فى التمسك ..ليس ببعضهما ولكن بلقب المتزوجين.
فما بالك بالمشاكل الحقيقية..كيف سنتعامل معها ؟
الإنسان يمر بمشاكل داخل نفسه وفى الخارج..لكنك تجد أشياء كثيرة مفروضة عليك دون سبب أو ذنب.
فصعوبة الحياة الاقتصادية فادحة والعمل والأجر مسألة متروكة تماما للأقدار أيا كانت مهنتك أو موهبتك.
والحياة الاجتماعية محفوفة بالخرافات: فلانة اشترت كذا اشمعنى وبنتى لازم أجيبلها جهاز محصلش، لازم تبقى دكتور، انت تخين أوى، الظابط يدوس على أى حد ..وغيرها.
لماذا مثل هذه المشاكل موجودة أصلا..وكيف يستطيع عقل أن يفكر وهو لديه أولويات فوق الأولويات فوق الأولويات..مشاكل كثيرة اُبتدعت من خوفنا من مواجهتها وشَكلت ثُقلا علينا.
وهى ليست موجودة فى أى مجتمع راقى يدعو إلى معانى مثل الحرية والنظام وتكافؤ الفرص والعدل.
لن أخوض فى كلام مستهلك عن واقع مألوف لنا نعيش فيه لكن لنفكر بحل للتعامل معه.
الحياة بسيطة ، بسيطة للغاية ، قمتها عند الإنسان أن تنام فى أمان وعندك قوت يومك، وجسدك بصحة جيدة.
ما يفرقنا عن الكائنات الأخرى أننا نفكر ونتأمل..فمن خلال التأمل يشعر الإنسان بكل شىء جميل حوله وتتدفق داخله الحياة ، لكنه لا يحدث هكذا من تلقاء نفسه، بل يحتاج لذهن صافى وظروف مناسبة.
لذلك إذا كان ذهنك صافيا وأنت داخليا تشعر بالارتياح لكن الظروف حولك غير مناسبة، اجعلها مناسبة.
ستقول لى كيف؟ وسأرد: عليك استخدام طريقتك كما استخدم البطل طريقته فهو يخرج مع صديقيه، يلعب البولينج، ويحب قيادة سيارته الخاصة.