لستُ لعبةً بين يديكِ فمنىّ قد خُلقتِ
فأنا الذى بدأتكِ وأنا الذى حددتكِ
وأنا الذى شَرّعتكِ وأنا الذى حَرّمتكِ
وأنا الذى أعطيتكِ وأنا الذى أخذتكِ
وأنتِ التى كل شىء بيننا قد نهيتِ
أعطيتكِ أنفاس صدرى للتتنفسى
وأعطيتكِ همسات صوتى لتهمسى
وأعطيتكِ عينىّ ولمسات يدىّ
فبأجمل الأحلام فرحاً رقصتِ
على شفتىّ ذقت أعذب لحظات الهوى
وعلى يدىّ طهرتُ ذنوبكِ بقطرات الندى
وعلى خطا قدمىّ عرفتِ السبيل والهدى
واليوم على قلبى تمردتِ
أنا الذى ألبستكِ ثوب العشق
وجعلتُ لمساتكِ الحنين وهمساتكِ الشوق
وأودعتُ فى يديكِ آلاف النجمات
وخلقتُ فى وصفكِ أجمل الكلمات
وجعلتُ السماء جبينكِ والأرض يديكِ
وخيوط الشمس شال كتفيكِ
والقمر مشبك ضفيرتيكِ
والأحلام موطن عينيكِ
والأزهار تقطر بشفتيكِ
والضياء ضحكة ثغركِ
ومدار الكواكب خصركِ
أكل هذا فى لحظة نسيتِ؟
أنا الذى علّمتكِ فى الهوى الحروف الأولى
ومنحتكِ فى حياتى دور البطولة
وعلى يدىّ تربيتِ ومن فمى شربتِ
وفى جوف صدرى غفوتِ
وعلى خطا قدمى مشيتِ
وحينما بدأت تكبُرين علىّ تكبَرتِ
وكان أولى ضحاياكِ من أحببتِ
يا من أضعتُ فى هواكِ عمرى
وكنت لدى حُلوِىّ ومُرى
وسلمتُ لكِ يدى وأمرى
ليتكِ قدرت يوماً صمتى وصبرى
أو عرفت معنى أن رجلاً يهواكِ
لا يرى فى هذه الدنيا سواكِ
باع نفسه من أجل رضاء عينيكِ
من أجل كلمة حنان من شفتيكِ
وأسال دم القلب
من أجل لحظة حب
ولكنك ما فهمتِ
فليتكِ يوماً يا حبيبتى فهمتِ