نيويورك تايمز:
انتفاضة تونس وفرار "بن على" أشعل الحماس فى المنطقة بأسرها
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فرار الرئيس التونسى، زين العابدين بن على، أمس الجمعة، أشعل نيران الحماس والجرأة فى المنطقة بأسرها، وقدم درسا غاليا "للدول التى طال فيها أمد عروش رؤسائها وملوكها"، على حد تعبير عبير مهدى الحلبى، المذيعة اللبنانية، وقالت إن ثورة تونس الآن أشبه بثورة "جدانسك"، مهد التضامن فى بولندا والذى شهد نهاية الحكم الشيوعى فى أوروبا الشرقية.
ورغم أن ما يحدث لا يزال غير معلوم العواقب، خاصة أن معالم الحكومة الناشئة لم تتشكل بعد، ووجود تونس على هامش العالم العربى نسبيا، إلا أن توقيت نزول التونسيين إلى الشوارع تزامن مع شعور العرب بالإحباط المتزايد حيال ارتفاع الأسعار وتفشى البطالة، وتأييد زعمائهم للسياسات الأمريكية وازدواجية المعايير بشأن الحملات الإسرائيلية فى لبنان عام 2006، وغزة عام 2009.
وقالت "نيويورك تايمز" إن احتجاجات تونس صورت باعتبارها انتفاضة شعبية تمكنت من تجاوز جميع خطوط الأديان والأيديولوجيات، الأمر الذى قدم نموذجًا جديدًا للمعارضة فى منطقة لطالما احتكر فيها الناشطون الإسلاميون هذا المجال.
ورأت "نيويورك تايمز" أن هذه المظاهرات العارمة التى اجتاحت الشوارع التونسية كانت مصدر إلهام لكثير من شعوب المنطقة، وعرضت مثالا نادرا على نجاح الناشطين فى إحداث تغيير حقيقى فى بلدانهم يستشعره جميع الأطراف.
"تحية لتونس التى فتحت الطريق للحرية فى العالم العربى الذى أعيته سنوات من الانتظار والقمع"، هكذا قال برهان جليون، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة السوربون ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس.
ومن جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الوضع فى الشوارع التونسية الآن يدعو للقلق، ولكنه فى الوقت عينه ينذر برياح تغيير تحمل بين طياتها الأمل.. وذهبت إلى أن استقبال المملكة العربية السعودية للرئيس زين العابدين بن على أرجح أن حكمه للبلاد انتهى ولن يعود يوما.