أفادت التقارير الإعلامية الواردة اليوم الإثنين أن موجة إشعال النار في النفس بدأت تجتاح بعض الدول العربية من مصر إلى موريتانيا مروراً بالجزائر تيمناً بالشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي بدأ الموجة قبل نحو شهر ففجر ثورة شعبية في تونس أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
( بوعزيزي - تونس )
( عبده عبد المنعم - مصر )
وقال مسؤولون بالشرطة في موريتانيا إن مواطناً أشعل النار في نفسه أمام القصر الرئاسي في البلاد اليوم الاثنين في تكرار لما قام به "البوعزيزي".
وذكرت مصادر بالشرطة لرويترز طلبت عدم نشر أسمائها إذ أنها غير مصرح لها بالإدلاء بتصريحات رسمية أن الرجل الذي قيل إنه رجل أعمال يبلغ من العمر 40 عاماً، ومن أسرة ثرية كان يحتج على ما زعم انه سوء معاملة الحكومة لعشيرته.
وقال شهود إنه سكب على نفسه البنزين بينما كان داخل سيارته الموصدة، وأحرق نفسه قبل أن تهشم قوات أمن وبعض المارة نوافذ السيارة لإخراجه. ونقل إلى المستشفى.
كان التونسي بوعزيزي (26 عاماً) سكب على نفسه البنزين وأشعل النار في نفسه احتجاجاً على مصادرة العربة التي كان يبيع عليها الخضر والفاكهة ولفظ أنفاسه متأثراً بحروقه بعد أسابيع وهي الواقعة التي أشعلت احتجاجات في تونس أسفرت عن الإطاحة "بن علي".
كما ذكرت صحف جزائرية اليوم الاثنين أن أربعة جزائريين على الأقل أشعلوا النار في أنفسهم خلال الأيام القليلة المنصرمة على غرار ما قام به "بوعزيزي".
وشهدت الجزائر مظاهرات عنيفة في عدة مدن على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة احتجاجاً على ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة بما يتزامن مع المظاهرات التي أسقطت بن علي يوم الجمعة الماضي.
وأصبح "بوعزيزي" شهيداً في أنظار المتظاهرين عندما لفظ أنفاسه بعد أسابيع من إضرام النار في نفسه.
وفي الجزائر، قالت صحيفتا الوطن والخبر إن رجلاً يدعى "سنوسي توات" سكب على نفسه البنزين، وأشعل النار في جسمه بمدينة مستغانم على بعد 350 كيلومتراً إلى الغرب من الجزائر العاصمة. ولم تلحق به إصابات تهدد حياته.
وذكرت صحف أن محسن بوطرفيف لفظ أنفاسه يوم السبت في ولاية تبسة متأثراً بحروقه بعد ثلاثة أيام من إشعال النار في نفسه عندما لم يمنحه حاكم بلدية منزلاً. وفي برج منايل أضرم عويشية محمد (26 عاماً) النار في نفسه يوم الأربعاء الماضي. ووقع الحادث الرابع في بلدة جيجل.
وتقول مصادر رسمية إن اثنين قتلا، وأصيب العشرات خلال أعمال شغب في الأسابيع القليلة الماضية بالجزائر. ولتهدئة الاحتجاجات خفضت الجزائر سعر السكر وزيت الطهو.
كما كانت هناك مظاهرات في دول أخرى بشمال إفريقيا والشرق الأوسط منها الأردن احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدني ظروف المعيشة والافتقار إلى الحريات السياسية