ابو الفوارس وسام الاندلس
عدد المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 04/10/2010
| موضوع: من يوميات شباب لجان الحماية.. دروس في الانتماء الخميس فبراير 03, 2011 8:31 pm | |
|
آمنت أن مصر بعافية كما سبق أن وصفها أستاذي الدكتور يحيى الرخاوي.. نعم هي عفية بأبنائها وشبابها؛ فمن كنا بالأمس نظنهم فارغي العقول، لا تجمعهم إلا مباريات الكرة.. اليوم هم أنفسهم من يطالبون بحرية بلادنا، هم من يضحون بأرواحهم من أجل مطالب شعبنا، هم من يحمون ديارنا وأرواحنا وممتلكاتنا العامة بأيديهم وصدورهم في مواجهة مثات من المجرمين، يواجهون أسلحة نارية بهراوات وسيوف وكمائن بدائية. حماية الممتلكات الخاصة "لا أعرف كيف تمكنوا من تنظيم أنفسهم وتخطيط أشكال الدفاع بمتنهى الحرفية كما لو كانوا تلقوا تدريبات عسكرية؟!".. تسائلت صديقتي هند في انبهار بما رأته في شوارع مدينتها الصغيرة بالمنصورة، "إنهم يغلقوان الشوراع ويتعاملون بحزم مع كل دخيل غريب، يتصدون لمحاولات اقتحام بالسيارات من بلطجية ومجرمين ومسجلي خطر ممن تمكنوا من الهرب من نقطة شرطة المدينة"؛ تستكمل في سعادة. "كلما أصابني القلق من جراء ما أسمعه من أخبار السلب والنهب أفتح نافذتي وأنظر لشباب شارعنا فأراهم قد قسموا أنفسهم مجموعات في أنحاء الشارع الذي يجوبون فيه بدوريات منظمة في تأهب مستمر لأي محاولة تسلسل للمنطقة"، تصف هدى ما تراه في الشارع الذي تسكنه بحي الهرم بمحافظة الجيزة مضيفة: "لم أكن أتخيل أن أرى أخى الأصغر يوما ما يحمل فيه يديه العصى والسكين، يصعد للمنزل ليطمئن علينا ثم يعود إلى موقعه المحدد في الشارع". تهاتفني صديقتي القاطنة بحي مدينة نصر بالقاهرة لتحكي لي قائلة: "سمعت صوت منادي بسيارة يطلب من شباب المنطقة التجمع لحماية المنطقة من خطر المجرمين الذين تم إطلاقهم من السجون وأقسام الشرطة، ولأن أعداد الشباب أكبر من أن يتعرفوا على بعضهم البعض فقد أحضروا أغطية رأس (طاقية) ورسموا عليها علامة واضحة ليرتدوها جميعا أثناء تواجدهم في الشارع، وفي منطقة آخرى بالحي اختاروا أن يرتدوا جميعا قمصان بيضاء فوق ملابسهم كعلامة مميزة لهم". يحكي لي أخي –العائد من مظاهرات ميدان التحرير إلى مدينة 6 أكتوبر-: "فوجئت أثناء دخولي المدينة بكمين مجهز من حجارة الرصيف الضخمة وصناديق القمامة الفارغة يقف خلفه مجموعة من الشباب استوقفوني للسؤال عن أوراق إثبات الشخصية وإثبات ملكية السيارة، وبمجرد أن هممت بالتحرك منعوني بقوة حتى يتمكنوا من تفتيش السيارة قبل أن يتركوني أعبر الطريق"، ويستكمل: "لم أتخيلهم بهذا التنظيم؛ فبينهم كلمة سر للتواصل، ومقسمون في مجموعات على مداخل الأحياء ومفارق الطرق، وحتى أصل لمنزلي مررت بأكثر من أربعة كمائن مختلفة، لا الشرطة ولا حتى الجيش يحمينا بكل هذا الحرص". .. ******
أفتح إذاعة البي بي سي فأسمع اتصال من مجموعة من الشباب متواجدون بمنطقة البنوك بمدينة السادس من أكتوبر منذ يومين لحمايتها من السرقة، ويطلبون من الجيش أن يساعدهم في تسليم السيارات الموجودة بالمنطقة إلى أصحابها لأنهم لن يسمحوا لأحد أن يقترب من أي سيارة أياً كانت هويته، وآخرون من مناطق محتلفة بالقاهرة يتبرعون بالمشاركة في حماية أي منطقة تاركين أرقام هواتفهم المحمولة على قنوات البث الإذاعية. وأتصل بصديقتي التي تسكن بميدان الجيزة لأطمئن عليها في ظل ما أسمعه من أخبار اقتحام المجرمين للبيوت فتحكي لي: "الليلة الماضية أمسك شباب الحي لدينا بأكثر من خمسة من المجرمين أثناء محاولة سرقة بعض المحال التجارية ليسلموهم للقوات الجيش المتواجدة على مقربة من المنطقة". وعلى شاشة برنامج العاشرة مساءاً تطالعني صور الكمائن التي أعدها السكان بأحياء القاهرة، وأتابع وصف ذلك اللواء المتقاعد –من حي المنيل- وهو يروي لمذيعة البرنامج: "رغم سني الـ63 سنة لكني نزلت إلى الشارع لأجد الشباب يجهزون لتنظيم أمن وحماية الحي بمنتهى النظام والجقة فالكمائن على المداخل، وأمام كل ناصية يقف ما بين عشرة إلى خمسة عشر شاباً، يتبادلون الحراسة فيما بينهم في دوريات تتغير كل أربع ساعات ليتمكنوا من الحصول على قسط من الراحة والغذاء".دور اللجان الشعبية التي خرجت من أسر المصريين بكل عفوية لم يقتصر على الحماية والأمن؛ ولكن في ظل غلق معظم المحال خوفاً من السرقة بدأت مجموعات من أهالي الأحياء في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا –كما تروي لي ألفت عبر الهاتف- في توريد احتياجات الأسر من السلع الغذائية.
| |
|