انت تنظر بعين الوهم فترى الناس يرتعشون امام عصافة الحياة فتظنهم احياء
وهم اموات منذ الولادة ولكنهم
لم يجدوا من يدفنهم فظلوا منطرحين فوق الثرى
ورائحة النتن تنبعث منهم
-------------أغرب ما لقيت من انواع
العبوديات واشكالها العبودية العمياء .. وهي التي توثق حاضر الناس بماضى
آبائهم وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم وتجعلهم اجساداً جديدة لأرواح
عتيقة وقبوراً مكلسة لعظام بالية
---------ان العبودية
الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها .. وتلصق جسد
المرأة بمضجع
الزوج الذي تركهه وتجعلهما من الحياة بمنزلة النعل من القدم
---------أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة اذا ما لمس الحب روحه بأطراف أصابعه
------------انا
ليل مسترسل منبسط هادىء مضطرب وليس لظلمتي بدء وليس لأعماقي نهاية .. فإذا
ما انتصب الارواح
متباهية بنور أفراحها تتعالى روحي متجمدة بظلام كآبتها
-----------الحياة
امرأة ساحرة حسناء تستهوي قلوبنا وتستغوي أرواحنا .. وتغمر وجداننا
بالوعود فإن مطلت .. اماتت
فينا الصبر وان برت أيقظت فينا الملل
-----------انما
الحياة عزم يرافق الشبيبة .. وجد يلاحق الكهولة .. وحكمة تتبع الشيخوخة ..
اما انتم فقد ولدتم شيوخاً
عاجزين ثم صغرت قلوبكم وتقلصت جلودكم فصرتم
اطفالاً تتقلبون على الاوحال وتترامون بالحجارة
----------------نحن نبكي وننتحب أيها الضاحكون .. ومن يغتسل بدموعه مرة يظل الى تقياً الى نهاية الدهور
--------------ينفر
الرجل من زوجته والمرأة من بعلها لاسباب وضعية حيوية .. فيتخاصمان
ويتضاربان ويتباعدان ..
ولكن لا يمر بوم وليلة حتى يجتمع اهل الزوج باهل
الزوجة فيتبادلوا الاراء المزخرفة والافكار المرصعة ثم
يتفقوا على ايجاد
السلام بين الزوجين .. فيأتون بالمرأة ويستهون عواطفها بالمواعظ الملفقة
التي تخجلها ولا
تقنعها .. ثم يستدعون الرجل ويغمرون رأسه بالاقوال
والامثال المزركشة التي تلين أفكاره ولا تغيرها ..
وهكذا يتم الصلح ..
الصلح الوقتي .. بين الزوجين المتنافرين بالروح فيعودان قهراً عن إرادتهما
الى
السكنى تحت سقف واحد حتى " يبوخ " الطلاء ويزول تأثير المخدر الذي
استخدمه الاهل والانسباء فيعود
الرجل الى اظهار نفوره ومقته المرأة الى
ازالة النقاب عن تعاستها .. غير ان الذين اوجدوا الصلح في
المرة الاولى
يوجدونه ثانة ومن يرتشف جرعة من المخدرات لا يأبى شرب كأس دهاق
--------------الحياة
بغير حب كشجرة بغير ازهار او اثمار .. والحب بغير الجمال كأزهار بغير عطر
.. واثمار بغير
بذور .. الحياة والحب والجمال ثلاثة اقانيم في ذات واحدة
مستقلة مطلقة لا تقبل التغير ولا الانفصال
-------------الحياة
بغير تمرد كالفصول بغير ربيع .. والتمرد بغير حق كالربيع في الصحراء
القاحلة الجرداء .. الحياة
والتمرد والحق ثلاثة اقانيم في ذات واحدة لا
تقبل الانفصال ولا التغير
-------------الحياة بغير الحرية
كجسم بغير روح .. والحرية بغير الفكر كالروح المشوشة الحياة والحرية والفكر
.. ثلاثة
اقانيم في ذات واحدة ازلية لا تزول ولا تضمحل
---------وما رحمة الغني بالفقير سوى نوع من حب الذات .. وليس انعطاف القوي الضعيف الا شكلاً من التفوق
والافتخار
------------ان في داخل الارواح اسراراً غامضة لا تكشفها الظنون ولا يبوح بها التخمين
------------ان
الاعتقاد شيء .. والعمل به شيءٌ آخر .. كثيرون هم الذين يتكلمون كالبحر
اما حياتهم فشبيهة
بالمستنقعات .. كثيرون هم الذين يرفعون رؤوسهم فوق قمم
الجبال اما نفوسهم فتبقى هاجعة في ظلمة
الكهوف
-------------طلبت
الانفراد لكي لا اجالس ذوي نصف المعرفة الذين يبصرون في المنام خيال العلم
فيتخيلون انهم اصبحوا
من المدارك بمقام النقطة من الدائرة ويرون في اليقظة
احد اشباح الحقيقة فيتوهمون انهم قد امتلكوا جوهرها
الكامل المطلق
-------------طلبت
الخلوة لانني مللت مجاملة الخشن الذي يظن اللطف ضرباً من الضعف والتساهل
نوعا من الجبانة ..
والترفع شكلاً من الكبرياء ولان نفسي تعبت من معاشرة
المتمولين الذين يظنون ان الشموس والاقمار لا
تطلع الا من خزائنهم ولا تغيب
الا في جيوبهم
--------------للأسف .. لم أحصل على شيء من يد بشري .. الا بعد ان دفعت ثمنه من قلبي
!
--------------ان الامم المسنة التي لا تكتسب مما تثمره الامم الحديثة تموت ادبياً وتنقرض معنوياً
-------------