بعد أن أطلقت هي قنبلة العشاء سكتت جميع الأصوات فلم يسمع سوي صوت عقارب الساعة ومعها دقات قلبيهما ..
وقعت الكلمات عليه كوقع الصاعقة..
لم يصدق ما سمعه.. وشك فى قدرة أذنيه على الاستماع
ردة فعل
نظر إليها فى ذهول
حاول التحدث
لكن لسانه قد ألجم.
بعد ثوان مرت ثقيلة كالسنين وهى تنظر إليه ومشاعرها ما بين حزن وألم وخوف وترقب
قال لها ماذا تقولين؟؟
سكتت طويلا.. طأطأت راسها ولم تجب
أمسكها من ذراعيها وهزها بقوة
من هو؟؟
كيف؟ وأين؟
ردت عليه فى غضب و عتاب أهذا كل ما يهمك ؟ من هو؟
ولم تسأل حتى لماذا؟
لماذا فكرت فى شخص أخر رغم أن قلبى اختارك أنت منذ البداية..اعلم أنك تلبى لى كل ما أريد من مستلزمات الحياة ولكي أعيش حياة كريمة
لكنى أريد أن اسألك فقط.. أتذكر ماذا قلت لى عندما عرضت عليك آخر لوحاتى؟
بالطبع لا تذكر..
لكنى اتذكر تماما ردة فعلك
لقد ارتسمت على وجهك ملامح السخرية وضحكت بصوت عال وقلت لى بالحرف الواحد "ربنا يشفى"
أتذكر عندما أشاد الناس بمعرضى الفنى الذى اقمته
أين كنت أنت فى هذا اليوم؟
كنت مشغولا بعملك كالعادة
أين كنت عندما حاولت مشاركتك طموحى؟
أين كنت عندما حكيت لك عن أحلامى وأنى أحاول أن أحققها معك.. معك أنت فقط
أجبنى أين كنت؟
كانت ردودك جميعها متشابهه "دى أحلام بعيدة.. انتى بتحلمى.. مش ممكن طبعا ده يحصل.. مش هتقدرى"
وعندما كنت تجد نجاحى أمام عينيك والناس يشيدون به أجدك صامتا لا تنبس ببنت شفه
لم تحاول يوما أن تمدح ما ارسم ولو مجاملة، رغم أنى لا ادخر جهدا فى الإطراء عليك والثناء على طموحاتك، ودائما ما كنت أشد من أزرك فى أحلك المواقف التى كنت تتعرض لها.
كنت أحس أنها أحلامنا سويا وليست أحلامك وحدك.
ناهيك عن أنى لم أجد منك تعليقا إلا على السئ الذى لاتقع عينك إلا عليه، حتى طريقة هندامى وملابسى لم تكن تلتفت إليها.. لم تنتبه حتى لعطورى التى أضعها ليل نهار وكأن جميع حواسك قد تعطلت..
أين ضاع الحب
اخبرنى إذن لما تزوجتنى إن كنت تدعى حقا الحب. فاثبت لى
أرنى أين هو الحب
أهو العمل ليل نهار حتى تعطينى مصروفا أول الشهر؟
أخذ يستمع إليها وصبره قد قارب على النفاذ
تركها تتحدث طويلا
لكنه جاء عند تلك الجملة وجن جنونه
صرخ فى وجهها وقال: أنا أعمل ليل نهار حتى نجد ما نأكله لنجد تعليما جيدا للأبنائنا.. لقد أضعت سنين عمرى فى العمل لأجل تلك الأسرة
وأنت بمنتهى البساطة تقولين أنك لازلت تحبينى ولكنك مع الأسف تعجبين بشخص أخر.. ما الذى يتوجب على أى رجل شرقى أن يفعل فى هذا الموقف
اجيبيني..
هل من المفترض أن اصفق لك؟؟
أو أن أعطيك وسام الشجاعة والصدق؟
أو أنك تتخيلى أنى سأطير فرحا عندما تقولين لى أنا لازت أحبك وارتضى بهذا الوضع الغريب
ألم تفكرى ولو للحظة أن ما تفعلينه ليس فقط عيبا وإنما هو الحرام بعينه
أين احترامك للدين؟
ألم تفكرى أن الله يراقبك ؟
ألم تفكرى فى زوجك الذى تستغفلينه وأنت تخونيه وتتحدثى مع رجل أخر
نظرت إليه طويلا وتركته يكمل كلامه ويجرح مشاعرها مرة أخرى، لكنها قدرت ردة فعله فقد كانت تتوقع الأسوأ من ذلك..
ووضعت نفسها مكانه لو أنه اعترف لها بأنه يفكر فى امرأة أخرى ماذا كانت فاعلة؟
ما بالك أنه رجل.. ورجل شرقى
تركته يتحدث ويصرخ ويخرج ما فى نفسه، ودارت أمامها حياتهما كشريط سينما.. منذ بداية تقابلهما وكم كانت تطير فرحا وهى تعلم أنها ستزف إليه، إلى تلك اللحظة اللعينة التى تمنت أن تموت قبل أن تعيشها
أخذ يصرخ ويصرخ حتى أنها لم تعد تسمع ما يقول، ولم تر شيئا سوى نفورعروق رقبته واحمرار وجهه، وظنت فى إحدى اللحظات أنه قد يعتدى عليها بالضرب
لكنها استفاقت فجاة على كلمة صدمتها..
(هو الطلاق إذن)
فليذهب كل منا فى طريقه