flores وسام الاندلس
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 05/10/2010
| موضوع: البحث عن ظل رجل أخر (3) الثلاثاء مارس 29, 2011 8:15 pm | |
|
فاطمة محسن بعد أن دوت في إذنها جملته (هو الطلاق إذن)، وأخبرها في رغبته في الطلاق لكونه الحل الوحيد لهذه الأزمة وأنه لن يقصر معها في أي شيء وسيعطيها جميع حقوقها الشرعية وسيترك الأطفال معها. لحظات من البوح وجدت دموعها تنهمر على خديها دون إرادتها وأحست بغصة قى حلقها.. وبمرارة فى فمها.. نظرت إليه فى حيرة وعتاب وأخيرا قررت أن تنطق: طلاق؟.. أهذا ما تريد؟.. بعد كل هذا العمر؟. تعجب من كلامها مرة أخرى: ماذا تريد تلك المرأة منى الآن؟ أهناك حل آخر لديك؟.. ألست تفكرين فى شخص أخر؟، أمن المفترض أن أعيش معك على هذا الحال؟، أترين أن هذا شيئا طبيعا؟.. قولى لى ما الحل إذن؟ تنهدت وحاولت أن تستجمع قواها لتحاول أن تفهمه، وقالت له: حسنا سأتكلم وأحاول أن أفهمك لكنى لدى شرط... ابتسم ابتسامة صفراء وهز كتفيه ساخرا من كلامها: وتتشرطين ؟؟؟.. حسنا تفضلى قالت: أولا اريد أن أقول كل ما لدى بدون أن تسخر من كلامى، بدون أن تنفعل وتقوم من مكانك وتتركنى مثل كل مرة.. اسمعنى لنهاية الحديث وبعدها ابدأ بتعليقك، وسأترك لك حرية التصرف بعدها. أولا عندما أعجبت برجل أخر غيرك لم يكن بيدى، أى أننى لم أسعَ لذلك بالطبع، لقد وجدت أحدهم يهتم بما أفعله، يهتم بموهبتى برسومى، فى حين أنك تحقر من كل شئ أقوم بعمله.. نعم أعجبت به لأنه أظهر اهتماما لى، لكنى أقسم أنى لم أتحدث معه ولم أصارحه بشئ ولا أعلم مشاعره تجاهى. ولقد بدأت معاناتى عندما وجدته فى طريقى، لكنى بدلا من أن أجرى وراء مشاعري بحثت عنك أنت أولا، بحثت عن الحب والاهتمام منك مرات ومرات.. بل مئات المرات. كنت أستجدى منك المشاعر وكأنى أطالب بمعونة الشتاء.. كنت أقتلع الكلام من شفتيك اقتلاعا وكأنى اتسول منك.. كنت أتمنى أن تقول لى كلاما رقيقا.. غزلا.. أى شئ حتى ولو كذب أو مجاملة.. أى شئ يشعرنى أنى امرأة.. أى شئ يشعرنى أنى جزء هام فى حياتك كما العمل هو جزء هام فى حياتك. تمنيت لو أنك أحببتنى مثل حبك لعملك.. أتعلم شيئا؟.. أنا أكره هذا العمل.. نعم أكرهه... أكثيرا على أن تشاركنى أحلامى.. أكثيرا على أن آخذ الجزء الأكبر من حياتك.. أن تستمع إلى.. أن تخصص لى وقتا بمفردى؟.. لماذا تعاملنى هكذا؟ سألتها لنفسى مرارا: ما الجرم الذى قمت به لأَلقَ مثل تلك المعاملة؟.. ترجع من عملك تجد البيت على أحسن ما يكون.. تجدنى فى أبهى منظر اذكر لى يوما واحدا فقط رجعت من عملك ووجدتنى بملابس المطبخ.. أو بملابس رثة لا تليق برجوعك من يوم شاق.. ماذا قدمت يداى لألقى منك النفور والتهميش؟، ماذا جنيت أنا حتى لا تشاركنى ما أحب؟.. حتى ألقى منك السخرية والاستهزاء من أحلامى طوال الوقت. محاولات غير مجدية صدقنى يا حبيبى لقد حاولت مئات المرات وبذلت قصارى جهدى قبل أن تنجرف مشاعرى لرجل آخر.. حاولت معك كثيرا ولم أيأس فى بادئ الأمر، لكنى فى النهاية تعبت.. كنت أنت تسخر من أحلامى وأجد الناس يشجعوننى ويشيدون بأعمالى ورسومى.. وتطلبها منى كبرى المعارض.. لم تحاول يوما أن تحضر معرضا لى.. لطالما أطفأت الفرحة فى عيونى مرارا وتكرارا عندما كنت أعرض عليك إحدى لوحاتى؛ فلا أجد منك سوى السخرية والتهكم، وإن أبديت رأيا فإنك تقول نعم جميل ربنا يوفقك، وعندما كنت تجد إقبال الناس على شراء لوحاتى كنت تقول "رزق الهبل على المجانين"!. كنت تضحك حينها وترى من وجهة نظرك أنها دعابة لكنى لم أرها يوما هكذا، لم أره سوى ازدراءا وتهميشا لى ولأحلامى، ولم يزدنى سوى إبعادا عنك ونفورا منك. فى كل مرة كنت تهملنى كنت أؤثر الابتعاد حتى لا أسمع سخريتك وتعليقاتك السخيفة التى كنت تظن أنها دعابات وخفة دم لا تنتهى من المفترض أن أحسدك عليها. لم تفهمنى يوما.. اتجهت مشاعرى دونا منى إلى شخص آخر وجدت منه كل الاهتمام.. وصدق أو لا تصدق أنى لم أره سوى عدد قليل جدا من المرات.. لكن انطباعه عن لوحاتى وانبهاره بها جعلنى أضعكما موضع المقارنة.. قد تسخر منى وتظن أنى لازلت فى عمر المراهقة.. ولكنى أحكى لك ما حدث بالفعل لمشاعرى بعد معاناة طويلة.. لم أجد لى ملجأً سوى ملجأ الله .. لا تتركني وحيدة لجأت إلى الله كثيرا كى يكشف عنى الغمة، بكيت كثيرا وتوسلت إليه أن يعافينى مما أنا فيه.. أن يجعلك تلتفت إلى.. تستمع إلى.. وبدأت بالفعل مشوار التعافى من التفكير فى هذا الرجل بعد دعاء طويل وتبتل الى الله، وكان من الممكن ألا أصارحك وأن يبقى ما فى قلبى إلى أن أموت ويذهب معى إلى قبرى ولا يعلمه أحد إلا الله عز وجل.. الذى استغفرته كثيرا واظن أنه قد غفر لى. وترددت كثيرا قبل أن أفاتحك.. منذ أسابيع وأنا أستجمع قواى لأصارحك، وقد قررت أخيرا مصارحتك ليس غرضا منى فى الانفصال؛ فهذا آخر ما أريد.. أقسم لك.. ما أريده هو ألا تتركنى وحيدة مرة أخرى. لا تتركنى للوحدة وأنا أعيش معك تحت سقف واحد، وكأن جدارا سميكا حال بيننا.. نعم لقد كنت وحيدة وأنا أعيش معك فى بيت واحد.. تعود من عملك إلى الغداء ثم تأوى للفراش بعدها تستيقظ ليس لشئ سوى لمشاهدة التلفاز وتصفح الجرائد اليومية، وإن لم يكن هذا أو ذاك فإنك تعكف على عملك، وإن حاولت التحدث معك ليس لديك سوى إجابتين لا ثالث لهما: أنا مرهق ومتعب ولا أريد الحديث الآن. أو تتظاهر بالاستماع إلى وأنت تشاهد التلفاز ولا تنظر حتى إلى تقوم بهز رأسك فقط وتقول نعم نعم أنا معك.. لكن تمثيلك ما يلبث أن ينكشف عندما أبادرك بأى سؤال فأجدك لم تكن معى أصلا. أريدك أنت حبيبى.. أنا لا أريد أموالا.. ولا فراشا وثيرة.. ولا ملابس فاخرة.. ولا حتى مدارس دولية لأبنائنا.. أنا أريدك أنت.. وأنت فقط.. نعم لهذا تزوجتك حتى نكون معا وسويا فى كل شئ. ما معنى الزواج إذن إن كان كل منا فى وادِ، ونتقابل آخر الليل ليمثل بعضنا على الأخر اهتمامه برفيقه، ونبتسم ابتسامات مزيفة تغلف ما نشعر به من الخارج لكى لا تظهر مشاعرنا الحقيقية حتى لا يجرح أحدنا الأخر. ما فائدة الزواج إذن؟.. صدقنى إن الجلوس فى بيت والدى أفضل لى من العيش مثل تلك الحياة المبتورة.. حياة الصم والبكم .. حياة الذى لا يرى.. لا يسمع.. لا يتكلم. حقيقية خيالية عند تلك الكلمات انتهت قصتنا الحقيقية الخيالية.. واترك لك عزيزى القارئ حرية اختيار النهاية المناسبة لها. فقط لى مطلب صغير: لا أريد أن يظن الرجال أنى أتحامل عليهم نظرا لانتمائى للجنس الأخر، لكن إن سألتمونى عن سبب كتابة تلك القصة سأجيب أنه مصلحتكم أنتم أولا قبل مصلحة النساء، فتلك القصة جزء كبير منها حقيقى وتعيشها نساء كثيرات فى مجتمعاتنا. لكن الفرق فى تلك القصة أنها كانت لديها الشجاعة لتصارح زوجها، فى حين أن كثيرات يخفن حتى التفوه به لأقرب صديقاتهن لأن رد الفعل الطبيعى هو اتهامهن بالخيانة، بينما نجهل تماما ما الدافع وراء وصولهن لتلك الحالة، فقط نشير إليهن بأصابع الاتهام، ونترك السبب الرئيسى الذى دفعهن للتفكير فى رجل آخر، رغم أنهن يعلمن تماما مدى حرمانية ما يفعلن، لكنها المشاعر التى تحتاج دوما إلى الرعاية، وإن لم تجد تلك الرعاية من زوجها وجدت نفسها لا إراديا تتجه بمشاعرها إلى من يهتم بها، وذلك بالطبع لا ينطبق على النساء فقط وإنما على الجنسين معا. ارجو ألا تنسوا أن المرأة هى بشر مثلكم تماما، ولديها أحاسيس ومشاعر رقيقة، فمثلما قد يرى الرجل زميلته فى العمل ويجد إعجابا ما فى نفسه بها ويقارنها بزوجته، كذلك المرأة لها مشاعر وأحاسيس، وقد ترى أيضا زميلها فى العمل يعاملها برفق ويهتم بها والمقارنة بينك وبين رجل أخر هى بالتأكيد واردة. ومن هنا أيضا أنوه أنى لا أريد أن أكون سببا فى أن يشك كل رجل بامرأته، أو أن يمنعها مثلا من النزول إلى العمل، فقط فلنضع الأمور فى نصابها وليحاول كلا منا فهم الطرف الأخر. حافظ علي زهرتك الجميلة إن المرأة يا سيدى كالزهرة الجميلة المتفتحة فى روض ملئ بالأزهار، والرجل الذكى هو من يقدر على رعايتها وسقيها والاهتمام بها، لا أن يقوم بقطفها عنوة، بالطبع أنا لا ألتمس لهن الأعذار ولا أريد أن أخلق لهن مبررات.. لكن أولا وأخيرا: فتش عن السبب. لماذا قد يستسيغ بعض الناس فى مجتمعنا أن يسمعواعن رجل أعجب بامرأة أخرى وهو متزوج؟، فى حين نجد الاستهجان والنفور والازدراء إذا ما وجدنا نفس الشئ عند المرأة.. أليست بشرا وتملك أحاسيسا مثلكم تماما بل أكثر.. لماذا نكيل دائما بمكيالين إذن؟. أرجو ألا تسيؤا فهمى رجالا ونساءا.. أو تظنوا خطأً أنى أروج للإباحية وإلى هدم الأسرة وقلب أوضاعها رأسا على عقب.. لقد آثرت الارتفاع برأسى على دفنها فى الرمال. عزيزى الرجل.. ما أجمل أن تهتم بزوجتك.. شريكة عمرك.. ما أجمل أن تكون هى زوجتك وحبيبتك وصديقتك وعشيقتك فى آن واحد.. لا تحبها سرا فقط.. إنما بح لها بحبك دوما فيما بينكما وأمام ابنائك وعائلتك. اهتم بها.. ابحث عما تحب وشاركها فيه.. ما أروع أن تخصص لها وقتا وحدها، أن تأخذها إلى مكان بمفردكما.. تسافرا سويا ولو ليوم أو يومين. ومن واقع كونى امرأة مثلها أقسم لك أن ذلك سيغير من حياتكما.. سيجعلها لا تتمنى إلاك.. وعيناها لا تقع إلا عليك.. وأذناها لا تسمع إلا صوتك. كلمة أخيرة: لا تجعل زوجتك تبحث عن ظل رجل أخر وأنت لازلت فى حياتها.
| |
|