محمد أبو نظارة المدير العام
عدد المساهمات : 1748 تاريخ التسجيل : 30/01/2010
| موضوع: شوارع مصر بعد الثورة.. أحلى (( قصص عن شهامة المصريين )) الجمعة أبريل 01, 2011 10:36 pm | |
| .
إذا كان لمبارك ونظامه السابق أي فضل على مصر؛ فهو تلك الحالة من الاحتقان التي بلغها الشعب على يده والتي جعلته يخرج في ثورة أفرزت أفضل ما فيه من سلوكيات كنا نظن حتى وقت قريب أنها اندثرت إلى الأبد، فالتكاتف والشهامة التي اشتهر بها المصري قديما عادت مرة إلى أخرى إلى الشارع بعد 25 يناير، وحينما تتجول في شوارع المحروسة تجد الكثير من القصص والروايات التي تدعم وتؤكد عودة هذه الصفات التي افتقدها طيلة الثلاثين عاما الماضية.
المصري جدع
في إحدى شوارع القاهرة؛ تعطلت السيارة الخاصة بأحدهم فاستوقفني مع اثنين من المارة طالباً منا تحريك السيارة إلى أقرب "ميكانيكي"، وعندما لما نتمكن من دفعها توقف رابع فجأة وشمر عن ساعديه فاتحاً غطاء السيارة ليكشف عما بها، وبعد عشر دقائق وقفنا فيها نحن الثلاثة نتابعه تمكن من إصلاحها.
المشهد قد يكون معتادا للبعض إلا أننا في مصر اعتدنا لسنوات طويلة على أن نمر جميعا مرور الكرام على مشهد مثل هذا دون أن يتحرك لأحد ساكناً؛ وهذا ما جعلني أسأل ذلك الشاب الذي ساهم في إصلاح السيارة عن دافعه، فإذا به مهندس ميكانيكا لم يتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة فقرر أن يباشر عمله من خلال ورشة لتصليح السيارات، ومع إنطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير شارك فيها من بدايتها واستشعر مثل غيره بعودة روح التعاون التي سادت الشارع المصري منذ ذلك الوقت ليختتم حديثه معي قائلاً لصاحب السيارة: "المصري بجد جدع".
مشهد آخر من شارع الجمهورية -بوسط القاهرة- تجمع مجموعة من المارة بشكل أثار انتباهي أثناء مروري بالشارع؛ فإذا برجل مسن جلس يببكي بعد أن صدم بسيارته الصغيرة سيارة آخر، وصاحب السيارة المصدومة مصر على تلقي ثمن إصلاحها بينما لا يملك الأول المبلغ المطلوب، وماهي الا لحظات حتي تدخل أحد الشباب الذي جاء في بداية الأمر كمشاهد للحدث ثم تحول للإصلاح بينهما وبدا كأنه حمامة للسلام، وبالفعل وفقه الله للصلح، ليلاحظ الجميع على وجهه أمارات السعادة والسرور، وأسمعه يعلق قائلاً: "من أفضل الأعمال أن تصلح بين اثنين؛ زمان كنا نكتفي بدور المشاهد على أي موقف كهذا، لكن من الآن سنكون إيجابيين".
أما القصة الثالثة فوقعت في ميدان الجيزة؛ حين كانت تلك السيدة العجوز بإحدى سيارات الأجرة تحمل الكثير من الحقائب وطلبت من السائق أن يقف بالقرب من منزلها، ولكنه لم يهتم بطلبها ليحصل علي دور متقدم في موقف السيارات، ونزلت العجوز من السيارة وهي شديدة الغضب ثم مر أمامها أحد المشاة الذي ما أن رآها هكذا وسألها عن السبب فقصت عليه ما حدث، فصمم أن يحمل معها ما تحملها من حقائب إلى حيثما تريد، فشكرت له صنيعه بقولها "جزاك الله كل خير".
مازال الطريق طويلاً
نعم إنها روح طالما حلمنا بها منذ أمد بعيد، ولكن إذا كانت الثورات هي طفرة تحدث خللة داخل المجتمع، فالسلوكيات والطباع التي ترسخت على مدار عقود ستحتاج بالتأكيد إلى سنوات من العمل لتغييرها لتحقق الثورة نجاحها.
فرغم ماسلف ذكره من مظاهر إيجابية عادت إلى الشارع بعد الثورة، إلا أنه مازال هناك الكثير من السلبيات التي تربت على أيدي العهد البائد؛ ففي قرية "الفرستق" –إحدى قرى محافظة الغربية بدلتا مصر- تتجلى مظاهر أشكال تخريب نهر النيل، ففيقول "إسماعيل الديهي" أحد أبناء هذه القرية: "كلما ممرت علي النيل شعرت بالحزن الشديد لما يحدث تحت مرأي ومسمع ومساندة ومباركة المسؤلين في المحافظة، فالأهالي يقومون بإلقاء القمامة في النيل، كما كام المسئولون بردم ما يقرب من اثنين وثلاثين مترا منه بداعي إنشاء ملعب لكرة القدم، وكأننا لم نتعظ مما تفعله الدول الأفريقية في مياة النيل من تقليص وتقليل لحصة مصر من المياة"، ويأمل إسماعيل أن يلقى الأمر اهتماما من كبار مسئولي الدولة بعد الثورة | |
|