د / عبد الرحمن
نائب المدير
عدد المساهمات : 1195 تاريخ التسجيل : 31/03/2010
| موضوع: حملة تصنيع مصر.. نحو أمة منتجة (( " اغرس اليوم شجره تنم في ظلها غداً" )) الأحد أبريل 10, 2011 9:25 pm | |
| على مر سنين طوال عانينا من مشكلات لا حصر لها تنوعت ما بين مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وقد كانت المشكلات الاقتصادية هي الأبرز لما نتج عنها من ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض مستوى المعيشة وغيرها.
وحتى يتم معالجة مثل هذه المشكلات والقضاء عليها كان لابد من إصلاح اقتصادي نابع من النهضة الصناعية التي تقوم على استغلال كل شبر من أرض الوطن وأيضا استغلال كافة الموارد المحلية، وانطلاقا من هذه الفكرة وبعد ثورة 25 يناير التي عملت على تغيير وجه مصر إلى الأفضل، كان لابد من ظهور العديد من المبادرات التي تنادي بالإصلاح الاقتصادي والصناعي.
من هذا المنطلق ظهرت مبادرة "حملة تصنيع مصر" التي تهدف إلى تحويل مصر إلى دولة رائدة تعتمد على الاقتصاد الصناعي، ومن أهم المبادرات التي تشجع وتعمل على إقامة قاعدة صناعية للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك سعيا من أصحاب المبادرة للقضاء على المشكلات الاقتصادية وما نتج عنها.
مصر دولة رائدة
حملة تصنيع مصر هي تجربة مصرية خالصة دعا إليها وقام على تنفيذها كوادر مصرية وفريق من الشباب المتحمس لبناء بلده صناعيا واقتصاديا يشرف عليهم د. وائل خير الدين الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة أسيوط وهو أيضا صاحب الفكرة.
تدعو الحملة لتحويل مصر إلى دولة رائدة تعتمد على الاقتصاد الصناعي. كما تعمل على إيجاد قاعدة للصناعات الصغيرة ومتناهيةٌ الصغر والقابلة للتطويرإلى صناعات متوسطة وكبيرة بحيث تكون المصانع مجموعة وحدات مترابطة ومتبادلة الخدمات ومتوائمة مع احتياجات السوق.
كما تهدف الحملة إلى تقديم الدعم الفني والتدريبي والتسويقي عن طريق التعاون بين الجامعة ( ويمثلها مكتب نقل التكنولوجيا الصناعية ITTU ) والجمعيات الأهلية والتنموية والمتطوعين من المجتمع لتحويل الشباب من البطالة إلى عمالة منتجة والنهوض بمصر من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة تحقق اكتفائها الذاتي من منتجاتها وتصدرها إلى الخارج مع رفع جزء من أعباء الحكومة عن طريق الإستفادة من العمل الأهلى .
ويشارك في تنفيذ هذه الحملة مجموعة من الشباب المتطوعين والذين يعملون كحلقة وصل بين مكتب الـ (ITTU) وبين الجمعيات الأهلية التي تساهم في إيجاد التمويل والمساحات اللازمة لإقامة المشروعات، كما أنه يقع على عاتق الجمعيات الأهلية أيضا مسؤولية التوعية داخل القرى بفكرة الحملة وأهميتها كمشروع تنموي، وكيفية استغلال الموارد المتاحة في القرى والأرياف من مساحات وموارد محلية غير مستغلة والتنسيق بينهم وبين أصحاب رؤوس الأموال لإقامة مشروعات تدر بالدخل عليهم وتحل مشكلة البطالة.
مصانع داخل البيوت
تعتمد الفكرة الرئيسية لحملة تصنيع مصر على تحويل القري والمدن المصرية إلى وحدات منتجة عن طريق :
• استخدام المساحات غير المستغلة من المساكن والبيوت فى القرى والمدن وتحويلها إلى مصانع صغيرة متكاملة حيث أن تكاليف منشآت المصانع تستهلك ما يقارب 60% من التكاليف الكلية للمصنع آخذين فى الاعتبار الاهتمام بالشئون البيئية.
• وجود كمية كبيرة من رؤوس الأموال غير الموجهة والتي تتجه إلى المضاربة بالاستثمار العقاري فى الغالب مما أٌدى إلى مشكلة ارتفاع أسعار العقارات وأراضي البناء ويمكن توجيه هذه الاموال للاستثمار في الصناعة بعد تقديم الدعم الفني واللوجستي لهذه الاموال لتحويلها إلى اتجاه مفيد .
• تحويل الجامعات والمراكز البحثية إلى مراكز خدمية للصناعة وتوجيها للابحاث التطبيقية بدلا من دورها الاكاديمي البحت.
• إنشاء مصفوفة للصناعات الصغيرة بقاعدة بيانات تحتوي على المرشحين من أصحاب رؤوس الاموال وأصحاب الأماكن ومساحتها وأماكنهم وإمكانية توفير دعم عن طريق تبرعات أو منح أو باستخدام رؤوس الأموال المحلية والخارجية .
• موائمة مصفوفة المصانع صغيرة ومتوسطة الحجم لتكون تبادليةٌ المنفعة مع عمل مشاريع تسويقية لهذه الصناعات لضمان إيجاد مبيعات تكفل تطور هذه المصانع مع الحرص على أن تكون المشاريع الملوثة للبيئة خارج الكتلة السكنية .
• توفير تدريب متكامل ومستمر للمصفوفة التصنيعية لرفع الكفآة وتوفير مراقبة الجودة داخل المصفوفة لتحسين جودة المنتجات وتطويرها .
• التطوير المستمر للمنتجات والمصانع كل حسب مقدرته وحسب المتاح وذلك لكًي يكون الهدف النهائي هو الوصول إلى منتج متميز قادر على المنافسة فى الداخل والخارج .
• العمل على إيجاد قاعدة مدربة وخدمية لجذب الإستثمارات الخارجية .
• تنمية الصناعات و تطويرها عبر الزمن .
المشاريع المقترحة للحملة
تتنوع مشروعات الحملة ما بين مشروعات حيوانية وزراعية وصناعية وكيميائية وطبية وغيرها، حيث تم وضع خطة متكاملة للإستفادة من كل مورد من الموارد المتاحة لديهم وعدم اغفال أي من هذه الموارد ، حيث تم وضع المشروعات على النحو التالي:
• مشاريع حيوانية وهي تختص بـتربية بعض الحيوانات, ومراعاة إقامة الصناعات التي تحتاج إليها مثل صناعة العلف, ومنتجات الالبان.
• مشاريع زراعة بعض المحاصيل على أسطح المنازل, تربية دودة القز لانتاج الحرير .
• صناعة الأثاث ( خشبى , معدنى .. وغيره)
• مشاريع صناعية تعتمد على الزراعة .
• صناعة الأدوية .
• الصناعات الغذائية ( العصائر , المربات .. وغيرها).
• صناعات فنية ( الحلى , الاكسسوار , السجاد والكليم ).
• الصناعات المعدنية الفنية ( التحف المعدنية, صناعة البوابات المعدنية ).
• الصناعات المعدنية ( المسمار , تنايات الصاج)
• صناعات كميائية ( صناعة المنظفات, صناعة البويات ).
• الصناعات الجلدية ( الأحذية , الملابس الجلدية).
• صناعة مواد البناء ( الطوب, الخرسانة الخفيفة وغيرها).
• صناعات أخري .
سبل التنفيذ
لتنفيذ هذه المشروعات السابق ذكرها كان لابد من وضع استراتيجية محددة ليتم العمل وفق آليات وخطوات ثابتة ومحددة وقد تم وضعها على النحو التالي:
• حصر للمشروعات والأفكار التي يمكن تنفيذها في حدود الإمكانيات المتاحة.
• توفيرٌ دراسات الجدوى لهذه المشروعات مع توفير مصادر الدعم اللوجستى ( الإمدادي ).
• مشاركة المتطوعين من الجمعيات ومن خارجها.
• تخطيط الصناعات المرتبطة ببعضها في أماكن قريبة من بعضها البعض.
• توفير التدريبات اللازمة لإنجاز هذه المشاريع بشكل دائم ومحترف .
• توفير مصادر للتمويل والدعم .
• شراء الالات والمعدات اللازمة للمشاريع التي تحتاج إلى الات.
كما أن للجمعيات الأهلية دورا بالغ الأهمية في هذه الحملة من خلال كونها حلقة الوصل بين المشاركين في المشروع وبين الحملة، وعمل حصر بالعائلات التي تحتاج إلى المساعدة المادية حيث أنها الهدف الأول من الحملة، كذلك تقوم الجمعيات الأهلية بمد المشروع بالمتطوعين الموجودين بها وعمل الدعاية اللازمة للحملة في المجتمع، وتوفير مصادر الدعم المادي والتمويل من داخل وخارج المجتمع .
أما عن دور مكتب الـ ITTU فهو يقوم بعمل حصر بالمشروعات التى يمكن تنفيذها، وتقسيم المشروعات إلى مجموعات يمكن تنفيذها معا في محيط واحد، وعمل دراسات الجدوى للمشروعات طبقا لأولوياتها( الصغير المتوسطة الكبيرة ).
أيضا يقوم مكتب الـ ITTU بعمل التدريبات المهنية اللازمة لتنفيذ المشروعات، وتقديم الدعم الفني والمهني للمشروعات للوصول إلى كفاءة مناسبة للمنتجات، أيضا متابعة التنفيذ بالمشاركة مع الجمعيات الأهلية.
" اغرس اليوم شجره تنم في ظلها غداً"
اغرس اليوم شجره تنم في ظلها غدا.. هذه الجملة على ما أعتقد هي أبلغ ما يمكن أن نختم به حديثنا عن هذه المبادرة، فالتنمية داخل المجتمعات لا تأتي إلا بالمجهود والعمل الجاد والتعاون على إقامة نهضة اقتصادية نزرعها اليوم ونثبت جذورها كي نجني ثمارها في الغد. | |
|