على غرار مجزرة حماة عام 1982، وكانت أوسع حملة يشنها النظام السوري ضد معارضيه، وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة، استعانت قوات الجيش السوري منذ فجر اليوم الاثنين 25-4-2011، بالدبابات والقناصة لسحق الثوار في مدينة درعا.
وقال شهود عيان: "درعا الآن تدك بمدفعية الدبابات.. مجزرة لم يشهد لها مثيل والدخان يتصاعد من كل مكان.. النيران كثيفة جداً.. المدينة تحولت إلى ساحة حرب شوارع حقيقية.. قصف بمدافع الدبابات والرشاشات الثقيلة".
وذكرت تقارير إعلامية أن قوات القوات السورية اقتحمت مدينة درعا بالدبابات، وقطعت الاتصالات عن المدينة في ساعة مبكرة من فجر اليوم، كما أفادت الأنباء عن أن السلطات السورية اعتقلت أحد العلويين لاعتراضه على إطلاق النار على المتظاهرين.
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قوات الجيش السوري داهمت المنازل وأطلقت الرصاص الحي على كل من يتحرك بالمدينة، وفقا لشاهد عيان تحدث عبر الهاتف فيما سمع بوضوح أصوات إطلاق نار كثيف.
وأشار شاهد العيان إلى أن قوة مؤلفة من نحو 3 آلاف فرد يرتدي بعضهم زي الجيش السوري ويرتدي آخرون الزي الأسود، اقتحموا المدينة فى الساعة الرابعة والنصف فجرا، وقال: "كنا نيام ولا نتظاهر".
"أسلحة محرمة دوليا"
وبحسب شبكة "الحرية السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قال مسعف من درعا إن القوات السورية تستخدم أسلحة محرمة دولياً, وأضاف أن الرصاصة تنفجر في جسم الضحية بحيث لا يمكن إسعافه.
وأكد شهود عيان لنفس الشبكة أن هناك أكثر من 40 شهيدا حتى الآن، واعتقال العشرات وقمع رهيب لدرجة لا يتخيلها أحد وتدمير للبيوت والمقرات وقصف في كل مكان.
فيما نقلت وكالة أنباء "رويترز" عن نشطاء من درعا قولهم إنهم لا يعرفون عدد شهداء درعا بالتحديد، وإن جثثا تقبع في شوارعها، وإن القناصة يجعلون من المستحيل الوصول إليهم.
وقالت شبكة "الحرية السورية" إن هناك أنباء ليست مؤكدة عن انفصال نقيب من الجيش السوري، بالإضافة إلى مقدمين مع 9 عناصر من الجيش وإنضمامهم إلى الأهالي.
كما نقلت قناة "الجزيرة" الفضائية عن شاهد عيان انشقاق بعض أفراد الجيش السوري المقتحم لدرعا نتيجة المجازر التي يقوم بها أفراد الفرقة الرابعة و قوى الأمن والاشتباك معهم لعدم توقفهم عن إطلاق النار لسحب الجرحى والشهداء، مما أدى لوقوع إصابات بين الطرفين.
من ناحيته، قال وزير العدل السوري تيسير عواد إن إعلان حالة الطوارئ مجددا ممكن إذا تعرض الأمن والنظام العام لخطر حقيقي، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأوضح الوزير أن الفائدة التي ستجنى من المراسيم التي أصدرها الرئيس بشار الأسد مؤخرا عظيمة وتعبير حقيقي عن التطور التشريعي والاجتماعي في سورية بإيجاد قواعد وإجراءات مناسبة للنظر في أنواع محددة من الجرائم غير مرتبطة بأحكام حالة الطوارئ.وبعد أيام من صدور مرسوم إلغاء قانون الطوارئ، داهمت الشرطة السرية السورية منازل بالعاصمة دمشق بينما شيع أمس الأحد أهالي درعا شهداءهم الذين سقطوا السبت برصاص القوات الأمنية أثناء تشييعهم لجنازات شهداء مظاهرات "الجمعة العظيمة".
يجزم مراقبون بأن الاحتجاجات الشعبية التي يواجهها نظام بشار الأسد -الذي يحكم سوريا منذ نحو 11 عاما- تشهد تصاعدا، على عكس ما كان يؤمله النظام عند إلغاء قانون الطوارئ، وذلك بعد قيام قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد بقتل 112 شخصا الجمعة الماضية عندما أطلقوا النار على محتجين يطالبون بالحريات السياسية وإنهاء الفساد بعد يوم واحد من إلغاء قانون الطوارئ، في أعنف هجمات وأكبر مظاهرات منذ تفجرالاحتجاجات في مدينة درعا بجنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن.