د / عبد الرحمن
نائب المدير
عدد المساهمات : 1195 تاريخ التسجيل : 31/03/2010
| موضوع: بمليونية "تحريرية"..الصوفيون يطرقون أبواب السياسة السبت أغسطس 06, 2011 4:38 pm | |
| فيما يبدو أنه دخول لمعترك السياسة المصرية من أوسع أبوابه لأول مرة، قررت ثماني طرق صوفية بالتحالف مع عشرة أحزاب وحركات سياسية ليبرالية ويسارية, تنظيم مظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل بعنوان ( فى حب الوطن ) في ميدان التحرير, بهدف التأكيد على هوية مصر الإسلامية ـ المدنية التي تتسع الجميع مسلمين وأقباطا وعلمانيين وليبراليين، والإعراب عن رفضهم للتوجهات والمواقف السلفية، بحسب أحد قيادات الصوفية في مصر.
وكانت الحركات السياسية وائتلافات شباب الثورة, قد أبدت استياءها الشديد إزاء استئثار الجماعات السلفية بالمشهد السياسي خلال جمعة الوحدة والإرادة الشعبية يوم 29 يوليو الماضي, والتي شارك فيها ما يزيد عن مليون مصري من مختلف المحافظات.
وبحسب صحف محلية صادرة اليوم السبت، فقد أعلن مشايخ "جبهة الإصلاح الصوفي" التي تتكون من ثماني طرق صوفية عن تنظيم مليونية الجمعة المقبلة بعنوان "في حب مصر" وذلك في اجتماع مغلق في مقر مشيخة الطريقة العزمية.
وأبدى المشايخ استعدادهم لحشد خمسة ملايين مواطن من أتباع هذه الطرق ومريديها, خلال الجمعة المقبلة, تعبيرا عن رفضهم توجهات جمعة السلفيين وهتافاتها, وقرر الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية, تشكيل لجنة تنسيقية تضم ممثلي التكتلات والأحزاب التي وافقت علي المشاركة في المليونية المقبلة, للإعداد الجيد لها, ومن المنتظر أن تجتمع اللجنة يوميا لهذا الغرض, ويقدر عدد أعضاء ما يعرف بالطرق الصوفية في مصر, بما يتراوح بين سبعة وعشرة ملايين مواطن, ومن أشهر هذه الطرق: العزمية, والرفاعية, والسعدية, والشبراوية, والشاذلية.
وأكد أبوالعزايم فى تصريحات صحفية " أن الصوفية عانت من سلبيات قياداتها فى العقود الماضية"، كما انتقد ما أسماه بصمت المجلس الأعلى للطرق الصوفية عن بعض المشكلات التى تواجه أبناء التصوف مثل التعدى على الأضرحة، ودعوات الشرك والتكفير من قبل بعض التيارات المتشددة،
ووجه كلامه لمن يحاول هدم الأضرحة قائلا: «إذا كنتم ترون أضرحة الأولياء والمسلمين منكرا، فما رأيكم فى ضريح أبوحصيرة؟» اليهودي وأضاف مستنكرا: «هدوا ضريح أبوحصيرة الأول، وبعد كده هدوا أضرحة المسلمين، إذا كنتم ترون فيها شركا».
وشدد أبو العزائم على أهمية تنظيم المليونية الصوفية، واصفا إياها «الإعلان الرسمى عن ولادة الكيان السياسى للطرق الصوفية».
تحالف انتخابي؟ ووصف المراقبون التحالف بين الصوفيين والحركات والأحزاب السياسية الجديدة, بأنه استعداد عملي للانتخابات البرلمانية المقبلة, ومن أبرز الحركات المتحالفة مع الصوفيين: حركة6 أبريل, وائتلاف شباب ماسبيرو, وحزب الغد, وحزب الشعب الديمقراطي, والحزب الاشتراكي, وحركة أدباء وفنانون من أجل التغيير.
ومن جانبه وصف الباحث بوكالة أنباء الشرق الأوسط عمار علي حسن هذا التحدي الصوفي في مواجهة السلفيين بمثابة "انتحار سياسي" أو مغامرة غير مضمونة العواقب، مشيرا إلى أن المليونية المقبلة تعلن بشكل واضح "عن الوجود الصوفى على الساحة السياسية".
"ائتلاف الصوفية" يرفض في المقابل، أصدر "الائتلاف العام لشباب الصوفية" بيانا يرفض فيه الدعوة للنزول إلى ميدان التحرير فى مليونية الصوفية الجمعة القادمة، وذلك حرصا من أعضاء الائتلاف على الصالح العام، فى ظل الظروف الصعبة التى تشهدها البلاد حاليا.
ونقلت صحيفة اليوم السابع عن سيد محمود عبيدو، رئيس الائتلاف قوله " إن قرار اللجنة العليا للائتلاف العام لشباب الصوفية بعدم المشاركة، فى مليونية المتصوفين التى دعا لها السيد ماضى أبو العزايم تأتى فى ظل الظروف الراهنة لمصر وما يحدث على الساحة الداخلية أنه لا يحق لعاقل أن يرمى أولاده إلى التهلكة بالنزول بشباب التصوف إلى الميدان، وأتمنى قبل أن نتخذ قرارا بالتريث، ونوحد جبهتنا الداخلية أولا وننزل على مرمى ومسمع من العالم، ونكون على حق".
الصدام مع السلفيين وحول إمكانية حدوث صدام مع التيارات الدينية الأخري أثناء التظاهر، قال محمد مسعود الزلتينى شيخ مشايخ الصوفية بقنا وأحد أهم منظري التيار الصوفي بقنا أن "دفاع المتصوفة عن الدولة المدنية لايعنى إطلاقا الصدام مع التيارات الدينية الأخرى ومنها التيار السلفي".
ونقلت بوابة الأهرام عن الزلتينى قوله : "لابد من الاعتراف على أن أهم قيم الصوفية هو الاتجاه لغرس القيم التربوية داخل الروح الإنسانية وليس العمل بالسياسة"، مشيراً إلى "أن هجوم التيار السلفي على الصوفية ليس وليد اللحظة الراهنة فهو له جذوره وأن الصدام لايجوز وغير مقبول على الإطلاق لكوننا مسلمين".
وأكد الزلتينى أن "الصوفية ترفض مذهبية الإسلام الذي يريد التيار السلفي تطبيقه لذا نحن نرفض رفع أعلام السعودية الذي حدث في ميدان التحرير من التيارات الدينية في الجمعة الماضية التى يطلق عليها جمعة الإرادة والاستقرار".
وأضاف أن "الصوفية ترفض أي مرجعية دينية تخرج من اى تيار آخر على الساحة سواء كان أخوان أو جماعات أو سلفية أو حتى تيار صوفي فالصوفية ترى أن المرجعية لابد أن تكون من مؤسسة الأزهر الشريف".
واستشهد الزلتينى بالآية القرآنية الشريفة "لو شئنا لآتينا كل نفس هداها" أن عظمة الإسلام هي التحاور مع الآخر ورعايته وبث الطمأنينة له والتعايش معه وأن قيم الإسلام الحقة هي التي تجعل للمتصوفة الحرية في الخروج في الجمعة المقبلة للدفاع عن قيم الدولة المدنية التي يرتضيها الإسلام.
| |
|