أجرت صحيفة «تليجراف» البريطانية حوارًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، ووصف المحرر، الذي أجرى الحوار، اللقاء بأنه كان «سهلاً بدون رجال حراسة أو نقاط تفتيش»، كما وصف الأسد بأنه كان يبدو عليه «الاسترخاء».
وقال المحرر أندرو جيليجان: «إن الحوار كان في أول جمعة بعد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي، ومع ذلك بدا بشار الأسد هادئًا وهو يؤكد أنه لن يلقى مصير القذافي أبدًا»، على الرغم من سقوط ثلاثة آلاف قتيل في الاحتجاجات السلمية التي بدأت في مارس الماضي.
وأضاف الرئيس السوري أنه يعتقد أن المظاهرات في تناقص مستمر، موضحًا أنه لم يأخذ طريق العناد عندما بدأت التظاهرات في مارس الماضي، وأنه بدأ في خطة الإصلاح فورًا عقب 6 أيام من اندلاع الاحتجاجات، «ورغم أن الناس كانت متشككة في تلك الإصلاحات واعتبرها البعض مخدرًا مؤقتًا، إلا أننا لاحظنا تناقص المشكلات بعد الإعلان عن خطط الإصلاح، وهنا بدأ الناس في مؤازرة الحكومة».
وأرجع الأسد المشكلة في سوريا الآن إلى «قوة استقطاب الشعب السوري وصعوبة التمسك بالمنطقة الوسط في الأمور». ورأى أن أصل المشكلة «ليس سياسيًّا، بل يتعلق بالمجتمع»، موضحًا أن سوريا تعتمد على الاقتصاد الحر، وإذا انفتح الاقتصاد دون استعداد، فستنشأ فجوات بين طبقات المجتمع، ولو لم يتم حل هذه المشكلة فستتفاقم سريعًا».
ويقول محرر «تليجراف» إن معارضي الأسد يختلفون معه، «فهو يتحدث عن الإصلاح منذ توليه الحكم عام 2000 ولم يحدث أي تغيير حقيقي حتى الآن»، ويتفق معهم في الشهور الأخيرة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، وأخيرًا الجامعة العربية.
وأشار «جيليجان» إلى أن المعارضة السورية نشطت مرة أخرى عقب سقوط «القذافي»، ورغم ذلك شهدت الجمعة الماضية أكبر عدد لضحايا النظام السوري، حيث قتل من المحتجين أكثر من 40 شخصًا، وطبقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، فقد سقط حتى الآن 3000 مدنيًا، منهم 187 طفلاً.
وأضاف أنه عندما كان يحاور «الأسد» لاحظ أنه لا يشبه «القذافي» في شيء، فهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويعترف بارتكاب قوات الأمن الموالية لنظامه «أخطاء كثيرة»، وكان يمزح وهو يقارن بين الأنظمة العربية والغربية، مستخدمًا مصطلحات تكنولوجية.
ورأى «الأسد» أنه يتمتع بشعبية كبيرة، لأنه «يعيش حياة عادية متواضعة»، لافتًا إلى أنه لو لم يكن لديه «شرعية شعبية»، ما كانت «شرعية الانتخابات» ستعني شيئًا.