يعاني شخص واحد من بين ثلاثة أشخاص من ارتفاع ضغط الدم في العالم، وهو مرض يتحمل مسؤولية حوالى نصف الوفيات الناجمة عن جلطة قلبية أو دماغية، بحسب ما تبين الإحصاءات الصحية العالمية لعام 2012 التي نشرتها الأربعاء منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن "هذا التقرير يشكل دليلاً على الارتفاع الكبير في الإصابات التي تتسبب بأمراض قلبية وأمراض مزمنة أخرى، خصوصا في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط". أضافت أنه "في بعض البلدان الإفريقية، يعاني نصف السكان البالغين تقريبا من ارتفاع ضغط الدم".
تسجل في كندا والولايات المتحدة المعدلات الأدنى، مع 20% فقط من المصابين في حين تقارب نسبة هؤلاء في البلدان الفقيرة مثل النيجر، 50%.
للمرة الأولى، تؤمن هذه الاحصاءات الصحية العالمية أيضا معلومات تتعلق بالأشخاص المصابين بارتفاع نسبة السكر في الدم.
فيعاني شخص واحد من بين عشرة أشخاص من مرض السكري، في حين تسجل إصابة 30% من السكان في بعض جزر المحيط الهادئ.
وإذا لم تتم معالجة مرض السكري، فإنه قد يؤدي إلى أمراض في القلب والشرايين وإلى العمى وإلى الفشل كلوي.
من جهة أخرى، لفتت الإحصاءات إلى أن البدانة تفاقمت جدا في كافة أنحاء العالم. وبحسب الدكتور تايز بويرما مدير مصلحة الإحصاءات الصحية وأنظمة المعلومات لدى منظمة الصحة العالمية، فإن نصف مليار شخص اليوم أي نحو 12% من سكان العالم، يعتبرون بدينين". وقد تضاعف عدد هؤلاء مرتين بين العام 1980 والعام 2008.
وقد سجلت معدلات البدانة الأكثر ارتفاعا في أميركا مع 26% من السكان البالغين، أما المعدلات الأدنى فسجلت في جنوب شرق آسيا مع 3% من السكان فقط.
تعتبر النساء عموما الأكثر عرضة للاصابة بالبدانة مقارنة مع الرجال، وهن بالتالي معرضات أكثر منهم للاصابة بالسكري وبأمراض القلب والشرايين وبعض الأمراض السرطانية.
إلى ذلك، تتسبب الأمراض غير المنقولة حاليا، بحوالى ثلثي الوفيات حول العالم.
وجمعية الصحة العالمية وهي اللقاء السنوي الذي يجمع وزراء الصحة للدول الأعضاء، والتي ستعقد في جنيف بين 21 و26 أيار/مايو، سوف تعالج خصوصا الأمراض غير المنقولة.
وتجري الأعمال حاليا لبلورة إطار عالمي للمتابعة بالإضافة إلى مجموعة من الأهداف لمكافحة هذه الأمراض.