بدأت السلطات الامريكية التحقيق في ملابسات مرض ووفاة اللواء "عمر سليمان" نائب رئيس الجمهورية السابق الذى وافته المنية فجر الخميس الموافق 19 يوليو أثناء تواجده فى مستشفى "كليفلاند الجامعى" بولاية أوهايو الأمريكية لإجراء فحوصات طبية دورية.
وأظهر تقرير اللحظات الأخيرة فى حياة الجنرال الذى جاء فى صفحة واحدة أن سبب الوفاة "هبوط حاد فى الدورة الدموية" وهو ما لا يتناسب مع الإمكانيات الطبية والعلمية ويتعارض مع إجراءات القانون الأمريكي.
الغريب أن هناك 3 حالات وفيات تزامنت بالمستشفى مع حالة اللواء عمر سليمان ووجدت سلطات التحقيق تقاريرها مستوفاة لكافة الشروط الطبية والقانونية بشأن وصف أسباب الوفيات بالتفصيل.
وفى تطور سريع خاطب جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية عبر قنوات دبلوماسية من واشنطن مستشفيات كبيرة بكل من الإمارات والسعودية وألمانيا للحصول على تقارير المتابعات الطبية للراحل قبل وصوله الولايات المتحدة للعلاج.
ويفحص الجهاز الأمريكى المتخصص حاليا كافة الاحتمالات لإمكانية تورط أجهزة معلومات عربية وأجنبية فيما حدث لسليمان.
وكشفت السلطات الأمريكية لـ"روز اليوسف" أن الفقيد كان يمكنه بناء على بروتوكول المعاملة بالمثل زيارة معظم دول العالم دون شرط الحصول على تأشيرة مسبقة.
وتبين أن اللواء عمر سليمان كان مسجلاً دوليا فى منافذ الحدود الأمريكية على أنه "سباى شيف أوف إيجيبت" أو رئيس الجواسيس المصريين.
بالإضافة إلى أنه زار الولايات المتحدة فى المرة الأخيرة كضيف على "روبرت مولر" رئيس جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية الحالى الذى استضافه اللواء عمر سليمان خلال توليه مهام وظيفته بمكتبه عشرات المرات بالقاهرة.
كما كان "ديفيد بيترايوس" المدير الحالى لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية على علم بالزيارة وهاتف الفقيد بنفسه بالمستشفى قبيل وفاته بساعات وسأله إذا كان يريد أى مساعدة ولذلك فبيانات التأشيرة الخاصة بسليمان ستظل سرية.
وكشفت التحقيقات الأولية أن سليمان كان يعالج فى المستشفى الأمريكى تحت إشراف طبيبين مسلمين أحدهما من الهند والآخر من دولة ليبيريا.
واكدت المعلومات قيام المستشفى الأمريكى فور الوفاة بعمل ملف طبى خاص صورت فيه جثة الفقيد من كافة الإتجاهات فوتوغرافيا وفيلم فيديو مدته 5 دقائق وهى إجراءات معتادة قانونيا فى الحالات المهمة التى تتوفى بالمستشفى الأمريكى خاصة إذا كان المريض يحمل جنسية دول أخرى أجنبية مثل عمر سليمان لإثبات حالة الجسد عند ساعة الوفاة.
وأظهرت الصور سلامة جسد سليمان بشكل أكيد عدا ندبات صغيرة للغاية نتيجة مناظير طبية أجريت له أثناء الفحوصات فى منطقة القلب والرئة مع ندبة قديمة بمنطقة البطن وظهر الجثمان فى حالة زرقان فى منطقة الصدر بسبب صعوبات التنفس عند الوفاة وإصفرار فى بعض أنحاء الجسم لعدم وصول الدماء.
على مسار موازٍ تبين أن أراء الجنرال عمر سليمان الثاقبة خلال فترة تواجده فى دول عربية خليجية كبرى أدت للكشف عن مسئولين كبار عملوا بأجهزة معلومات خليجية لحساب مخابرات معادية للعرب مما أدى للإطاحة ببعضهم والقضاء على البعض الآخر فى سرية تامة.
وفى نفس السياق كان سليمان بمنطق أجهزة المخابرات العالمية "يعرف أكثر من اللازم" وكان على علم بعمليات أمريكية "منتهى السرية" ما زالت تجرى على الأرض بالشرق الأوسط وتوصف أنها أقذر عمليات وكالة المخابرات المركزية منذ نشأتها فى 18 سبتمبر 1947.
إضافة إلى ذلك تسبب ظهور اللواء عمر سليمان العلنى على شاشات المحطات الفضائية ليهدد بما لديه من معلومات وجهات خارجية بشكل غير مباشر اعتبرت أن تهديد الرجل جد خطير.
وفى تطور بارز بدأ مكتب النائب العام المصرى التحقيق رسميا فى عدة بلاغات تهدف لكشف أسباب وفاة الجنرال عمر سليمان الحقيقية.
وكشف مصدر قضائى كبير أنهم سيستخدمون القنوات الدبلوماسية لمخاطبة مستشفى كليفلاند الجامعى بأوهايو الأمريكية للحصول على نسخ من تقارير وفاة الجنرال خاصة بعد تأكد القاهرة عدم قيام المستشفى بالكشف عن السموم المتطورة فى جسد الفقيد قبيل وفاته مع أن تدهور أجهزته الحيوية المفاجئ كان يلزمهم علميا وطبيا وقانونيا بذلك.
فى وقت أكدت فيه معلومات من داخل المستشفى الأمريكى أنهم استفسروا تحت أقصى درجات السرية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لبدء فحوصات السموم فورا غير أن الرد جاء بمعاملة حالة عمر سليمان على أنها حالة تدهور صحى عادى فى القلب والرئة.