قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن جماعة الإخوان المسلمين موضع اشتباه بامتلاكهم مجموعات ناشطة "سرية" تعمل كجهاز مخابرات مناظر لأجهزة الدولة.
وأضافت الوكالة أن هذا الاتهام نابع من تصريحات الرئيس محمد مرسى بشأن علمه المباشر بمزاعم تآمر معارضيه ضده فى اجتماع مغلق، وكذلك تصريحات خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، بامتلاكه تسجيلات لمسئولين عسكريين سابقين ومسئولى اللجنة العليا للانتخابات يتحدثون فيها عن استبعاده من انتخابات الرئاسة العام الماضى.
وتقول الوكالة إن هذه التصريحات دفعت مسئولى الأمن، والأعضاء السابقين فى الجماعة، ووسائل الإعلام المستقلة، لاعتبارها تلميحات قوية على أن الإخوان المسلمين ربما لديهم جهاز تجسس خاص بعيدا عن وكالات الأمن الحكومية والقنوات الرسمية.
ومثل هذه المخاوف، التى تتفق مع تاريخ الجماعة الطويل من العمل السرى، تثير الشكوك بأنها لا تزال جماعة سرية لديها عمليات قد تتداخل مع الوظائف الطبيعية للدولة. وتضيف الوكالة أن أنصار الإخوان هم أيضا يبدون كميليشيات فى مواجهة المعارضين لـ"مرسى"، وهو ما تدل عليه بقوة الاعتداءات التى حدثت على المتظاهرين أوائل ديسمبر عند القصر الرئاسى، وتعذيبهم على يد أفراد ومسلحين ليسوا من قوات الأمن.
وتشير إلى اتهام آخر من وزارة الخارجية، حيث يشكو المسئولون من أن الرئيس يعتمد بشكل أكبر على أهل الثقة، المستشارين الذين ينتمون للإخوان، أكثر من غيرهم فى صياغة السياسة الخارجية لمصر.
وترجع الوكالة رغبة الجماعة فى تأسيس عمليات موازية إلى حقيقة أن العديد من أجهزة الدولة، مثل الوكالات الأمنية والقضاء، لا يزال يسيطر عليها المعينون من قبل النظام السابق وأولئك الذين لديهم شكوك فى الإخوان والإسلاميين. إذ أن التصور بأن مثل هذه الوكالات معادية للقيادة الإسلامية الجديدة يجعل حكم الإخوان مقيدا رغم سلسلة الانتصارات الانتخابية.
وتنقل الوكالة عن عبد الجليل الشرنوبى، رئيس التحرير السابق لموقع إخوان أون لاين الذى انشق عن الجماعة فى مايو 2011، قوله: "لأنهم لا يستطيعون أن يثقوا فى الدولة، فإنهم أوجدوا دولتهم الخاصة. فرغم وصولها للسلطة لا تزال الجماعة تتعامل مع الدولة بنفس أسلوبها وقتما كانت فى صفوف المعارضة".
وتشير "الأسوشيتدبرس" إلى أن فكرة وجود دولة داخل دولة له سوابق فى العالم العربى. ففى لبنان، تمتلك جماعة حزب الله الشيعية جيشها الخاص وشبكة هاتف، وتمثل حكومة الأمر الواقع فى كثير من المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد. وكذلك الأمر بالنسبة لأتباع الزعيم الشيعى مقتدى الصدر الذين يسيطرون على الضواحى الشيعية فى بغداد وجنوب البلاد.
وتشير الوكالة إلى أن الوضع فى مصر يعكس هوة بدأت منذ الانتفاضة حول مستقبل الأمة. ففى جانب يقف الإخوان وحلفاؤهم السلفيون وشريحة كبيرة نسبيا من المسلمين المحافظين. ويحتشد ضدهم كتلة مماثلة فى الحجم تضم المسلمين المعتدلين والليبراليين والعلمانيين والمرأة والمسيحيين ومسئولى هياكل الدولة.
ووفقا للأعضاء المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين والمسئولين الأمنيين، فإنه يشتبه فى قيام "الشاطر" بعمليات تجسس بالتنصت على الهواتف والبريد الإلكترونى. فإلى جانب تصريحاته الخاصة بمؤامرة استبعاده من الانتخابات الرئاسية، قال فى ديسمبر الماضى إنه حصل على معلومات تم جمعها سرا تفيد بتدبير مؤامرة لزعزعة استقرار حكم "مرسى".
وتعليقا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة إنه من المتوقع لجماعة بحجم الإخوان أن يكون لديها مصادرها الخاصة.
ويزعم محمد الجبة، العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة لديها ستة مراكز تجسس صغيرة، بما فى ذلك الموجودة فى مقر الجماعة بالمقطم. وقد قال القيادى بالجماعة عصام العريان فى تصريحات، أكتوبر الماضى، إن القصر الرئاسى سجل سرا جميع الاتصالات الواردة والصادرة وهو ما نفاه سريعا المتحدث باسم الرئاسة