◄◄أحمد نظيف: المصريون لم ينضجوا سياسيا بعد
◄◄عبدالفتاح عمر: لو أراد الرئيس أن يكون ديكتاتورا لوافقناه لأنه سيكون الديكتاتور العادل
◄◄أحمد عز: لو قامت الحرب هل ستدعم قطر مصر وهل ستفعل السعودية ذلك؟
◄◄يوسف بطرس غالى: أجرى وراه وأطلع «....» اللى جابوه
◄◄عاطف عبيد: أعطونا 100 مليار دولار ونحن نحارب إسرائيل
◄◄النائب بدر القاضى : الشعب الفلسطينى على راسنا لكن ولاد «.....» اللى فى غزة ملهمش عندنا حاجة
كيف يمكن أن نتعامل مع تصريح النائب نشأت القصاص بخصوص إطلاق النار على المتظاهرين، والذى سانده وأيده فيه النائب رجب هلال حميدة؟ هل يجوز أن نتعامل مع تلك الدعوة الغريبة على أنها زلة لسان أو خطأ غير مقصود؟ وهل يجوز لأهل السياسة أن يسقطوا فى فخ زلات اللسان والتصريحات غير المقصودة؟ ثم إذا كان الأمر سقطة أو مجرد زلة لسان كما يقولون هل يجوز أن نترك صاحبها دون حساب؟.. الأسئلة حول تلك الواقعة كثيرة ولا نهاية لها، فكل سؤال سيلد سؤالا حتى نصل إلى مشهد النهاية، أو الملخص الحقيقى لتلك الحدوتة والذى يقول إن أهل الحزب الوطنى وأهل الحكومة من الوزراء والمسؤولين الكبار فى مصر مازال أغلبهم غير مؤهل تماما للتعامل مع اللعبة السياسية، ومازال أغلبهم يسقط فى فخ التصريحات الغارقة فى الغباء السياسى التى تأتى على طريقة المثل الشعبى العبقرى«جاء عشان يكحلها فعماها» هكذا يفعل نواب الوطنى ووزراء حكومته ومسؤولوها الكبار، يتصدرون المشهد بصدور مفتوحة للدفاع عن الحزب أو الدولة أو وزارة الداخلية كما فعل القصاص وحميدة فى نوع من النفاق البلدى، فتدفعهم قلة خبرتهم السياسية وتهورهم إلى خندق توريط من جاءوا للدفاع عنه فى مشكلة أكبر، مثلما فعلوا مع الحزب الوطنى والداخلية بتصريحات إطلاق النار على المتظاهرين.
إنهم مثل «الدبة التى قتلت صاحبها» فأخطاؤهم متكررة وتصريحاتهم الناقصة الذكاء والغارقة فى الغباء مستمرة ودائمة التكرار، ودائمة إحراج المسؤولين فى الدولة وفى الحزب الوطنى. المئات من التصريحات الغبية وغير الموفقة التى وردت على لسان نواب فى الوطنى ومسؤولين كبار فى الحزب والحكومة تضع الدولة فى مأزق وتغرق المسؤولين عن الحزب الوطنى فى بحر الإحراج لدرجة تضطرهم للتصحيح والاعتذار مثلما فعل صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطنى، عندما أصدر بيانا أكد فيه أن الحزب الوطنى يساند حرية الرأى ويرفض إطلاق الرصاص على المتظاهرين. واضطر الدكتور زكريا عزمى للقول «صورتنا بقت وحشة أمام الرأى العام بسبب تدنى لغة الحوار بالمجلس».
فخ التصريحات غير الموفقة أو الساذجة سقط فيه كثير من المسؤولين والنواب الكبار على رأسهم أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، الذى رفض منذ فترة أمام اجتماع اللجنة المشتركة للعلاقات الخارجية والشؤون العربية بالبرلمان عند مناقشة التعامل مع إسرائيل، مطالب بعض النواب بطرد السفير الإسرائيلى، وقال إن «هذا المطلب عاطفى ويفتقد الذكاء السياسى» وأضاف: القضية الفلسطينية ليست قضية مصر وحدها، وقال إن المواطن الفلسطينى يجب أن يكون أول من يبكى على نفسه، ونحن سنكون ثانى من يبكى عليه.
وتساءل عز:
هل لو قامت الحرب ستدعم قطر التى وصلت إيراداتها السنوية إلى 100 مليار دولار مصر وهل ستفعل السعودية ذلك والجزائر؟ وقال عز: «لو أراد العرب الحرب فعلى كل منهم أن يقدم جزءا من عنده ومصر ستكون رقم واحد ولكنها ليست الوحيدة».
لا داعى طبعا أن أخبرك كم يفتقد هذا التصريح لكثير من الكياسة والذكاء، ولا داعى لأن أخبرك عن كمية العبث والغضب التى أثارها لدرجة اضطرت مجلس الشورى لإصدار بيان يؤكد فيه تضامن مصر الكامل مع القضية الفلسطينية، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية وتهويد القدس.
وإذا كانت تصريحات أحمد عز تكشف عن عدم فهم للقضايا الإقليمية وتقليل من قيمة مصر وتصويرها كأنها تاجر، فإنها للأسف تشابهت فى إساءتها مع تصريحات للدكتور عاطف عبيد وكان رئيس وزراء مصر حينما قال لصحيفة كويتية «لو عايزين مصر تحارب أعطونا 100 مليار دولار قبل أى حرب مع إسرائيل». واقعة مطالبة نواب الوطنى بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، لم تكن الأولى، ولكنها تبدو الأكثر فجاجة، وتبدو الأكثر غباء فى قائمة طويلة تضم تصريحات تفيض بالغباء وتعانى من غياب الحنكة السياسية، وهى قائمة يظهر فيها النائب نشأت القصاص أكثر من مرة، فهناك تصريح غبى آخر أطلقه نائب «إطلاق الرصاص» نشأت القصاص، خلال مناقشة قضية الحصار على غزة، وتعرض مصر لانتقادات بسبب عدم فتح معبر رفح، فقال القصاص: «كنت أعتقد أن المعارضة لدينا تعمل لصالح مصر، ولكنى وجدت خلال الأحداث الأخيرة أنها تتصرف لتنفيذ توجهات خارجية، وتعمل لصالح أعداء مصر»، وهاجت المعارضة واعترضت على اتهامها بالخيانة، وطالبت بإحالته للجنة القيم، إلا أن الدكتور سرور أنقذ النائب وقال له صحح نفسك، وحاول النائب تخفيف ما قاله بأنه يقصد البعض من ممثلى المعارضة، وهى الواقعة التى أدت إلى انفعال نائب الإخوان أشرف بدر الدين، ورفع الحذاء وأحاله المجلس إلى لجنة القيم فقررت حرمانه من حضور باقى جلسات المجلس.
تصريح غبى آخر
شهده أحد اجتماعات لجنة الدفاع والأمن القومى لمناقشة موضوع الجدار العازل، وكالعادة احتشد نواب الوطنى لمواجهة نواب الإخوان والمستقلين، وشهد الاجتماع سب دينٍ وشتيمة وقذفاً وسباً بألفاظ يعاقب عليها القانون، فمثلا قال النائب بدر القاضى، وهو لواء شرطة سابق: «الشعب الفلسطينى على راسنا لكن ولاد «.....» اللى فى غزة ملهمش عندنا حاجة»، الدكتور سرور، اكتفى بحذف الكلمات من المضبطة.. وازداد الأمر اشتعالا مع قيام النائب القصاص بالرد على نائب من الإخوان، قائلاً له «انت بتتصرف زى الإسرائيليين».
تصريح ساذج آخر
شهير ولكنه جاء هذه المرة على لسان الدكتور بطرس غالى، وزير المالية، فى اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، عندما سـأله المهندس عز عن رأيه فى هدم عمارات عزبة الهجانة، فقال إن على الدولة أن تعوّض مستأجرى الوحدات التى سيتم هدمها، لأنها مشاركة فيما حدث من مخالفات، وعندما سأله أحد النواب وماذا عن ملاك الوحدات، رد الوزير قائلاً «أجرى وراه وأطلع «....» اللى جابوه» وقامت الدنيا ولم تقعد، وحاول المهندس عز إيجاد مخرج لما حدث حتى لا يستغله البعض لأغراض سياسية، خاصة نواب الإخوان، وقال إن الوزير قال «أطلع روح اللى جابوه».
وللوزير بطرس غالى تصريح آخر لا يقل سذاجة عن التصريح السابق، عندما وصف المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، بأنه ممثل لصندوق النقد الدولى، وذلك رداً على الانتقادات التى وجهها رئيس الجهاز لأداء الحكومة اقتصادياً، مستشهداً ببعض التقارير الدولية، ورفض غالى الاعتذار رغم غضب الملط، واكتفى المجلس بحذف العبارة من مضبطة الجلسة، وكادت هذه العبارة غير المسؤولة أن تُحدث أزمة كبيرة داخل البرلمان لولا تدخل الرئيس مبارك، كما تردد وقتها، وحذَّر من التعرض لرئيس الجهاز.
ويبدو من اللائق أن نمنح تصريح رئيس الوزراء أحمد نظيف
الذى قال فيه «إن المصريين لم ينضجوا سياسيا»، لقب التصريح الأكثر غباء فى تاريخ مصر ليس فقط لما يتضمنه من إهانة للشعب المصرى، ولكن لأن رئيس الوزراء نسى أن يذكر أهم فئة فى مصر غير ناضجة سياسيا، وهم أهل السياسة وتحديدا الدكتور نظيف ووزراؤه. فى قائمة التصريحات الأكثر غباء يوجد على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، الذى أعلن أن الذى سيقترب من فصل إنتاج الخبز عن التوزيع «هقطع إيده». ثم أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ، الذى صرح فى مكالمة تليفونية لبرنامج «القاهرة اليوم»، بأن مهنة المحافظ من ... المهن، ومرة أخرى عندما أعلن أن الذى سيقترب من طريق البرلس «هيقطع رجله».
ولا ننسى الدكتور عبدالأحد جمال الدين،
زعيم الأغلبية، الذى قال للنائب علاء عبدالمنعم خلال مناقشة اتهامات نواب المعارضة لنواب الأغلبية بأنهم حصلوا على رشاوى انتخابية: إنت عايز تاخد ليه.. دى أموال بتخرج من الموازنة هو إنت وافقت عليها؟ فأثبت على نفسه دون أن يدرى تهمة الحصول على رشوة. ومازال فى القائمة نواب مثل اللواء عبدالفتاح عمر، الذى أراد مرة أن يمدح الرئيس مبارك فأساء التعبير لدرجة أثارت غضب وسخرية الآخرين عندما وصف الرئيس بأنه «لو أراد أن يكون ديكتاتورا لوافقناه، لأنه سيكون الديكتاتور العادل» وكان هذا الوصف تعبيراً منه على تأييده المطلق لتفويض رئيس الجمهورية بعمل صفقات أسلحة.. وكذلك لا ننسى له مطالبته، خلال المؤتمر العام للحزب الوطنى الأخير، بمصادرة ممتلكات وأموال الإخوان المسلمين، ومن المؤكد أنه يعرف أن هذا الطلب ضد القانون، وضد حرية الأشخاص والدستور، وقال فى إحدى الجلسات العامة لنواب الإخوان «إنهم قتلة ومأجورين».
ومن بين التصريحات التى تفتقد الحنكة السياسية
ما قاله النائب عبدالرحيم الغول، رئيس لجنة الزراعة ونائب رئيس الأغلبية، عندما قال فى رده على نواب الإخوان والمعارضة: «بعينكم عمركم ما هتكونوا أغلبية ومن المستحيل أن يأتى يوم من الأيام وتجلسوا مكاننا أبدا» وهو رأى ينفى فكرة تداول السلطة ويدين الحكومة والحزب الوطنى، ومع الغول نجد أن تصريحاته خلال مناقشة بيان وزير الرى حول فشل مفاوضات شرم الشيح بين مصر ودول منابع النيل هى الأكثر غباء، حينما طالب بأن تشن مصر الحرب حتى تحصل على حقوقها من دول المنبع واضطر الدكتور زكريا عزمى للتداخل قائلا إن قضية المياه خط أحمر لمصر، ولكنها لا تحل بالحرب، وإن مصر حريصة على علاقاتها مع دول أفريقيا.