جريمة إسرائيلية جديدة تهدد بإشعال الشرق الأوسط..
تل أبيب تخطط للاستيلاء على حائط "البراق" وباب "المغاربة" والأحياء العربية بالقدس الشرقية
تبحث إسرائيل خلال الأسبوع الجارى أكبر مشروع استيطانى ضخم فى عدة مواقع إسلامية أثرية فى البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة وتحديدا فى ساحة حائط البراق وباب المغاربة وذلك عن طريق لجنة التخطيط فى بلدية القدس.
وقالت صحيفة يديعوت أحرانوت الإسرائيلية إن خطط البناء لا تزال فى مراحل الإعداد الأولية، حيث شكلت لجنة خاصة برئاسة، نعامى تسور، نائبة رئيس بلدية القدس تمهيداً للمصادقة عليها فى لجنة التخطيط، لافتة إلى أن اللجنة كان من المفترض لها أن تجتمع منذ شهر ونصف لبحث المخططات، إلا أن الجلسة تأجلت لأسباب غير واضحة.
وكشفت مصادر رفيعة فى بلدية القدس المحتلة للصحيفة أن اللجنة لم تجتمع منذ فترة طويلة، وذلك بعد تعرضها لضغوطات من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مشيرة إلى أن الخطط تشمل إقامة مبنى فى إحدى المواقع التى تستخدم كموقف للسيارات بالقرب من باب المغاربة، وترميم ساحة حائط البراق وإقامة سقف لها، وإقامة مبنى من 3 طوابق قرب الحائط، حيث تجرى هذه الأيام أعمال الحفر، وإقامة مركز للشرطة فى منطقة "بيت شتراوس"، بالإضافة إلى توسيع الحديقة الأثرية نحو الشرق، ومشاريع ضخمة أخرى.
وأضافت الصحيفة العبرية أن مكتب نتانياهو نفى أن يكون قد مارس ضغوط على اللجنة، مؤكدا على أن سياسة البناء فى القدس مستمرة كما كانت منذ 43 عاماً، وأنه لا توجد نية لتغييرها للأبد، محذرة فى الوقت نفسه أن هذه الخطة تعتبر إحدى الخطوات "المتهورة" للغاية والتى من الممكن أن تؤدى إلى إشعال منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وأشارت يديعوت إلى أن مخططات البناء فى الأماكن الأثرية الإسلامية تلقى معارضة شديدة من عدة جهات فى إسرائيل، حيث اعترض أحد المحامين على عملية بناء مبنى "شتراوس" أمام اللجنة المعنية بالمشروع، موضحا أن هذا الأمر يمس بالمقدسات الإسلامية، وفى المقابل خرجت أصوات تنادى بسرعة البناء بحجة أن استكمال المشروع لن يخرج عن الواقع، حيث إنه- حسب قولهم- قبل 10 سنوات وصل عدد الزائرين اليهود لـ2 مليون زائر فى السنة إلى حائط البراق، ووصل إلى 8 ملايين زائر حاليا، منادين بضرورة خدمة المكان.
وفى المقابل قالت الصحيفة إن حوالى 1000 شخص من أنصار اليسار الإسرائيلى تظاهروا فى القدس أمس ضد الاستيطان، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية إلى جانب أعلام حزب "ميرتس" اليسارى وحملوا ملصقات تدعو إلى وقف الاستيطان.
وفى تقرير آخر قالت الصحيفة إن حى الشيخ جراح شهد مظاهرة أخرى ضمت حوالى 200 متظاهر ضد قيام دولة إسرائيل فى موكب ضخم رفعوا فيه الأعلام الفلسطينية، قادها النائب العربى بالكنيست الإسرائيلى، جمال زحالقة، قائلا فيها: "إذا أقدم نتانياهو على هدم المنازل فى القدس الشرقية فإن انتفاضة ثالثة ستندلع هنا".
وقال زحالقة لمراسل الصحيفة إن سبب اختيار القدس مركزا للمظاهرة هو محاولة الحكومة الإسرائيلية لنقل العرب منها، حيث إنه وفقا للإحصاءات فإن هناك أكثر من 60000 شخص يعيشون فى ظل التهديدات بهدم منازلهم وإن مئات المنازل خطط بالفعل لهدمها.