بعد ساعات قليلة يخوض أشقاؤنا فى الجزائر ممثل العرب الوحيد فى مونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا مباراتهم الأولى أمام سلوفينيا وكل الدعوات لهم بالتوفيق والفوز بإذن الله.
نعم سنشجع الجزائر فى كأس العالم رغم أنف دعاة الفتنة فى الجانبين ومشعلى الحرائق فى نسيج العلاقات التاريخية المعمدة بالدم والفداء بين جزائر بومدين وقاهرة عبد الناصر، ورغم كل ماحدث من توترات وأزمات تافهة كادت أن تعصف بكل ما هو جميل بين الشعبين العربيين المسلمين بسبب مباراة فى كرة القدم اعتبرها بعض ذوى النفوس المريضة وذوى الأغراض الخبيثة كحرب داحس والغبراء فأساءوا بغباءهم وجهلهم الى تاريخ وحضارة البلدين العظيمين والشعبين الشقيقين التى سالت دماءهما معا فى حروب التحرير.
بالعقل والمنطق والعاطفة سنشجع الجزائر فى 2010 مثلما شجعنا فريقها العربى الذهبى فى كأس العالم 82 أيام مادجير وعصاد وبلومى حتى باتت شهرة لاعبى هذا الفريق تتردد على كل لسان فى الشارع المصرى، وأتذكر أن المرحوم الكابتن محمد لطيف كان يطلق على صلاح عصاد صلاح "أسد" كما كانت تكتب بالإنجليزية ولم أعرف اللقب الحقيقى إلا بعد أن التقيت بشقيقه شريف فى كلية الإعلام جامعة القاهرة وكان شابا مهذبا للغاية وقدم لى نفسه بأن شقيق عصاد وليس أسد كما كان يلقبه الكابتن لطيف أثناء التعليق على مباريات الجزائر فى كأس العالم 82، وقال لى إن الشعب الجزائرى كان يعشق صوت لطيف رغم وجود معلق جزائرى ورغم خطأ الكابتن لطيف فى نطق الأسماء الجزائرية، فضحكنا سويا وصارت صداقة امتدت لسنوات بعد ذلك حتى تفرقت بنا سبل الحياة.
وإذا كان شريف عصاد مازال حيا يرزق فى الجزائر أو خارجها أقول له يا صديقى لا تستمع إلى دعوات الجهلاء والمتعصبين فسوف نشجع الجزائر الخضراء اليوم والأيام القادمة ونتمنى من كل قلوبنا أن يذهب أبناء الشيخ سعدان إلى أبعد من الدور الأول والثانى باذن الله.
سنرفع أعلام الجزائر ونهتف باسمها وليموت الحاقدون والمتعصبون بغيظهم الذى لم يعجبهم أن يتعانق الرئيسان مبارك وبوتفليقة فى فرنسا وتمنوا أن تزيد الأزمة تعقيدا واشتعالا وبدلا من المصافحة والمعانقة الأخوية أن تمتد الخناجر والسيوف ليشفى غليل كاذب ومفضوح فى أزمة غبية وتافهة.
فلنغلب لغة العقل والمنطق فلا نشجع سوى فريق عربى لن ينظر إليه أحد إلا أنه ممثل العرب جميعا فى المونديال، فالعالم يتعامل معنا كعرب فى تلك المناسبات الدولية ولا يتعاملون مع دولة أو امارة أو مملكة.