روى أنة لما كثرت الحكمة اختصرها الحكماء الأولون فى أربعمائة الف كلمــــة 0
ثم جاء جيل بعدهم وهو الجيل الثانى منهم 0
فاختصروها فى أربــــــعة ألاف كلمة جـامعة لمعانى الأربــــعمائة ألف كلمـــة 0
ثم جاء من بعدهم 0
فردوها إلى أربـــــــــعمائة جامـــــــعة أيضاً لمـــعانى أربـــــــــعة ألاف كلمة 0
ثم جــــاء الإسلام فردوها إلى أربــعين كلمة جامعــــة لمعـــــــــــانى أربــعمائة 0
ثم جــــاء من بعدهم فردوها إلى أربع كلمات فيهــــــــا معــــــــــــانى الأربـعين 0
فقالوا ( أطع اللة على قدر حاجتك إلية ، واعصة على قدرطاقتك على عذابة )
(واطلب الدنيا على قدر مكثك فيها ،واطلب الأخرة بقدربقائك فيها )
ثم اختاروا أربع كلمات من اربع كتب 0
من الــتوراة 0 من قنـــع 0 0 شبع
ومن الانجيل 0 من اعتدل 0 0 نـجا
ومن الوردـور 0 من سـكت 0 0 سـلم
ومن القـرأن 0 (( ومن يعتصم باللة فقد هدى إلى صراط مستقيم )) أل عمران رقم 101
من كتاب( الزهرات المنثورة فى نكت الأخبار المأثورة )
لابى القاسم محمد بن أبى العلاء محمد بن سماك المالقى الغرناطى – الاندلس
النصف الثانى من القرن الثامن الهجرى / الرابع عشر الميلادى
الزهرة الثانية جلس أنو شروان يوما للحكماء ليأخذ من أدابهم ،
فقال لهم وقد اخذوا مراتبهم من مجلسة – دلونى على حكمة فيها منفعة لخاصة نفسى وعامة رعيتى 0
فقال لة بررجمهر 0( 1 )
أيها الملك ، أنا أجمع لك ذلك فى اثنتى عشرة كلمة 0
قال لة 0 هات ما هن ؟
فقال 00
- الأولى : تقوى اللة فى الشهوة والغضب والهوى فاجعل ما عرض من ذلك كلة للة لا للناس 0
- والثانية : الصدق فى القول والوفاء بالعدات والشروط والعهود والمواثيق 0
- والثالثة : مشورة العلماء فيما يحدث من الامور 0
- والرابعة : إكرام العلماء والأشراف وأهل الثغور والقواد والكتاب والخول 0
- والخامسة : التعهد للقضاة والفحص عن العمال محاسبة عادلة ومجازاة المحسن منهم بإحسانة
والمسىء على إساءتة 0
- والسادسة : تعاهد أهل السجون بالعرض لهم فى الأيام فيستوثق من المسىء ويطلق البرىء 0
- والسابعة : سبل الناس وأسواقهم وأسعارهم وتجارهم 0
- والثامنة : حسن تأديب الرعية على الجرائم وإقامة الحدود 0
- والتاسعة : إعداد السلاح وجمع ألات الحروب 0
- والعاشرة : إكرام الولد والأهل والأقارب وتفقد مصالحهم 0
- والحادية عشر : إذكاء العيون فى الثغور لعلم ما يتخوف فتؤخذ أهبتة قبل هجومة 0
- والثانيــة عشر : تفقد الوزراء والخول والاستبدال لذى الغش منهم 0
فأمر أنوشروان أن يكتب هذا بالذهب 0
وقال هذا كلام فية جميع أنواع السياسة الملوكية
( 1 ) بررجمهر بن البختكان الحكيم الفارسى 0
كان وزير وردةرى أبرويز المتوفى على ما يقول النويرى سنة اثنتين وثلاثين قبل الهجرة – 590 م –
وقد اضاف النويرى أن بزرجمهر كان وزيراً لكسرى أنوشروان وأن وردةرى هذا هو الذى قتلة 0
وهناك كثير من اقوالة وحكمة وأخبارة فى
- عيون الاخبار لابن قتيبة
- والعقد الفريد لابن عبد ربة
- والبيان والتبيين للجاحظ
- ونهاية الأرب للنويرى الزهرة الثالثة :
قال أنوشروان : الناس ثلاثة طبقات تسوسهم ثلاثة سياسات 0
طبـقة من خاصة الاحرار تساس باللطف واللين والاحسان 0
وطبقة من خاصة الاشرار تساس بالغلظة والعنف والشـــدة 0
وطبقة من العامــــة تساس بالغلظة واللين لئلا تحرجهم الشدة ويبطرهم اللين
الزهرة الرابعة :قال بعض الحكماء 0
إن السلطان لا يقرب الناس لقرب أبائهم ولا يبعدهم لبعدهم 0
ولكن ينظر إلى ما عند كل واحد منهم 0
فيقرب البعيد لنفعة 0
ويبعد القريب لضرة 0
وشبهوا ذلك بالجرز الذى هو فى البيت مجاور 0 فمن أجل ضرة نفى 0
والبازى وهو وحشى 0 من اجل نفعة اجتبى
الزهرة الخامسة :