مرة أخرى يفعلها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ، يطلق تصريحاً يحرق الدم، وألعب أنا دور جندى المطافىء الهمام..! الوزير وضع يده فى جيبه وأكد بنبرة استعلاء واستخفاف أن تكرار أحداث تونس فى بلدان عربية أخرى "كلام فارغ!"..
الأصدقاء والقراء وأهالى الفيس بوك الكرام يصبون جام غضبهم على الرجل ويفتشون فى تصريحاته المستفزة القديمة والبعض ترفق به فذكره بالوصية النبوية "فلتقل خيراً أو لتصمت"، والبعض الآخر كبرت فى دماغه وقال: علىًّ الطلاق بالتلاتة لأولع فى نفسى زى محمد بوعزيزية عشان معالى الوزير يعرف إن الموضوع "كلام مليان"..
ومع احترامى لحالة الغضب الوطنية، اسمحوا لى أن أقول للجميع إن الحالة التونسية بالفعل يا جماعة مختلفة عن الحالة المصرية.. يعنى أحمد بيه معاه حق ولمزيد من التوضيح، أدعو معاليك إلى أن تدخل برجلك اليمين وتسمى قبل قراءة النقاط التالية بتمعن:
• يهوى أحد أفراد شرطة البلدية بكفه على وجه بائع تونسى شاب فيشعل زملاؤه ثورة شعبية تنتهى بخلع الديكتاتور من عرشه، ويهوى أحد أفراد شرطة البلدية على شاب مصرى فيهتف زملاؤه: ربنا يخليك لينا يا باشا!
• لا يخشى التونسى "لواء الشرطة" ويواجهه بصدره العارى، بينما يرتعب المصرى من "أمين الشرطة" ويهتف فى سره: "استر يا رب" إذا رآه فى إشارة مرور يمسك فى يده ورقة وقلم!
• صحيح أننا تربينا على أن تونس "خضراء" ومصر "محروسة" لكن تبين فى الأحداث الأخيرة أن هناك عمى ألوان فى الصفة الأولى وخطأ إملائيا فى الثانية، فالصحيح أن تونس "حمراء" بثورتها وشبابها وكرامتها فى حين أن مصر "مخروسة" رغم كل ضجيج برامج التوك شو المضبوطة على ساعة مجلس الوزراء!
• غلاء الأسعار فى تونس يؤدى إلى المظاهرات التى لا تبقى ولا تذر، غلاء الأسعار فى مصر يؤدى إلى التبكير بموعد مباراة القمة بين الأهلى والزمالك.
• العاطلون يشعلون الثورة فى تونس، العاطلون يشعلون حجر الشيشة فى مصر.
• يتظاهر الشباب التونسى فيطلق الشعب على ما يحدث "ثورة الياسمين". يتظاهر الشباب المصرى فيطلق الشعب على ما يحدث "ثورة الجماعة الفاضيين اللى عطلوا لنا المرور"!
• يستدعى التونسيون، فى وقت الأزمات، أشهر مقولات رموزهم الوطنية لاسيما بيت الشعر الشهير لأبى القاسم الشابى: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر". يستدعى المصريون ـ فى وقت الأزمات- أشهر مقولات رموزهم الوطنية لاسيما مقولة سعد زغلول الشهيرة: مفيش فايدة!