ربما يستطيع السجان ان يقهر سجينه على التوقيع على ورقة بالإكراه ..
ربما استطاع أن يرغمه على تقطيع
الحجارة وأكل الحصى .. ربما استطاع ان يقطع
لسانه .. وينزع جلد .. ولكنه لا ولن يستطيع ان ينزع
ذرة كراهية من قلبه او
يبدل عواطفه قهراً ... فهناك في أعمق الأعماق روح أعتقها الله من كل
القيود ..
لا سلطان لأحد عليها
----------------لو تعددت
الآلهة التي تحكم السموات والأرض لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض
.. ولتعددت
الاوامر الغلهية وتناقضت ولنازع الآلهة الصغار الآلهة الكبار
ولا بتغوا الى ذي العرش سبيلاً ولفسد كل
شيء
---------------إن الاسباب لله .. هو الذي يملكها .. وهو الذي يؤتيها وهو الذي يسوقها وهو الذي يسخرها .. وهو الذي
اقام قانون السببية
--------------الاسباب
لا تضر بذاتها ولا تنفع بذاتها .. وانما هي في جميع الاحوال مظهر لمشيئته
تضر بإذنه وتنفع بإذنه
.. وهو ان شاء اوقع الضرر بها او بدونها .. وان شاء
عطلها عن الفعل كما عطل النار عن احراق إبراهيم عليه السلام
-------------ان الله هو الذي أمدنا بالعقل .. وبالفكرة .. وبالخامات .. ثم تابعنا بعنايته وتوجيهه .. ورافقنا خطوة خطوة
.. حتى الانجاز النهائي
--------------ان
هناك حكمة دائماً وراء المنع والعطاء والهداية والضلال ..وان مشيئة الله
وهدايته دائما تستند الى لياقة
واستعداد في العبد .. وان العبد يملك من
المبادرات وخلوص النية والتوجه ما يرشحه للعطاء او الحرمان
.. فعطاء الله
مشروط .. كما ان حرمانه مسبب وليس الأمر جبراً وإكراها وتعسفاً
-------------الانسان
يعمل بتفويض وتوكيل وله حرية الطاعة والمعصية .. وله ان يحسن أو يسيء
التصرف في هذا
الاستخلاف .. وهو مسئول في نطاق هذا التكليف
-------------الله
لا يكره العبد على ما لايريد .. بل يختار له من جنس قلبه .. ويريد له عين
ما أراد لنفسه .. ويسهل له
إنفاذ ما اضمر في نيته .. فمن آراد الدنيا آتاه
الدنيا .. ومن أراد حرث الآخرة زاد له في حرث الآخرة ..
ومن طلب الهدى هداه
.. ومن اضمر في قلبه المرض امرضه .. ومن اعطى واتقى وصدق بالحسنى يسره
لليسرى .. ومن بخل واستغنى وكذب بالحسنى يسره للعسرى
--------------نحن نمثل أنفسنا ونختار طبائعنا ونباشر نياتنا .. لأننا حقائق ولسنا دمى
--------------الوجود
والعدم كانا من البداية كالحقيقة المرآة .. الحقيقة فاعلة والمرآة قابلة
ناقلة ولكنها سالبة لا تضيف من
عندها شيئاً ولا تقدر بذاتها على شيء سوى ان
يظهر فيها الامر على ما هو عليه
---------------كل ما سوى الله قائم بالله
!
---------------نحن سائرون الى الله أدركنا ذلك أم جهلنا .. وآمنا أم أنكرنا .. الكل سائرٌ طوعاً أو كرهاً
---------------إذا
كان الكون بكافة صورة وتواليفه مخلوقاً من خامة واحدة على مقتضى خطة واحدة
وأسلوب واحد
وقوانين واحدة .. فخالقه لا بد أن يكون واحداً
----------------