شريف الحكيم عضو فعال
عدد المساهمات : 4068 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: ناس فى القلب نحكى عنهم / مروة محمد.. من محافظة القليوبية إلى ميدان التحرير الجمعة فبراير 18, 2011 4:08 pm | |
| اهلا بيكم فى كل لحظة نكتشف وجه جديد هم جنود مجهولون لكنهم كانو فى قلب الحدث ومن خلال اختنا العزيزة المحررة ليلى سنتعرف على مروة محمد
قلنا وقالوا كثيرا عن الشباب.. قلنا أنهم غير واعين.. وقالوا أنهم مغيبين.. أما هم –الشباب- فلم يلقوا بالا لما قلناه وما قالوه فقد كانوا مشغولين بالإعداد لثورة.. فاق الجميع على دويها.. وحينما سأل البعض ما هذا الصوت العالي قالوا له: إنها ثورة شباب مصر.. فقد أتوا لنا بالنصر. مروة محمد من هؤلاء الشباب المشرف لم يتعدى عمرها الـ23 عاما، تخرجت من كلية الهندسة هذا العام فقط،.. إلتقيتها في ميدان التحرير في المكان الذي يتم تفتيش السيدات فيه قبل الدخول إلى باحة الميدان المحررة.. كانت تقوم بتفتيش إحدى الفتيات الأجنبيات ممسكة بجواز سفرها مقلبة إياه بدقة وسآلة إياها عدة أسئلة باللغة الإنجليزية عن سبب تواجدها هنا وماذا تريد بالضبط. كنت أركز معها لأن دوري في التفتيش تأخر إلا أنها نظرت نحوي قائلة: آسفة ولكنهم يقولون أن الأجانب يأتون إلى هنا لتزويدنا بالمال فأمعنت في تفتيشها والتأكد من عدم خلو حقيبتها من الدولارات (قالت ذلك بشيء من الضحك والسخرية). من أجل الثورة مروة كانت تأتي يوميا إلى ميدان تحرير.. لم تكن تشارك من شرفة قريبة أو تأتي من شارع مجاور ولكنها كانت تأتي من محافظة أخرى فهي تقطن بمدينة "طوخ" بمحافظة القليوبية(تبعد عن القاهرة حوالي ساعتين).. كانت تحرص على التواجد من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا. هي أيضا كبرى إخوانها وأخواتها.. سمح لها أبويها الإتيان إلى ميدان التحرير بصعوبة متحملين بذلك قلقهم المضاعف عليها فهي فتاة صغيرة تسافر عشرات الكيلومترات لتحارب مع أصدقائها في ميدان التحرير.. (ولكن الحمد لله أن سمحوا لها بتحرير مصر على أية حال.. فقد كان ثمنا يستحق القلق). سألتها ما هذا الدافع الكبير الذي جعلك تأتين لمكان ربما لا تعودين منه كما كنت أو ربما لا تعودين منه أبدا في بعض الأحوال كما حدث للبعض أمام عينيك؟ قالت: هو واجبي.. فماذا لو جلسنا جميعا في البيوت من سيحمي هؤلاء الشباب من القمع وإلقاء القبض عليهم من قبل جهاز أمن الدولة وربما تعرضهم للقتل على يد البلطجية كما حدث بالفعل.. إذن أنت تأتين لحماية الشباب الذين يحاولون بدورهم حماية الشعب كله بانتزاع الروح من النظام الظالم الذي لا يريد أن يرحل. قالت: نعم بالطبع. وكيف يطمئن عليك والديك؟.. قالت: هم يطمئوا علي بين الحين والآخر من خلال تليفوني المحمول.. فأنا سفيرتهم في ميدان التحرير للمشاركة نيابة عنهم وعن أهالي قريتي كلها. وكيف تأتين كل هذه المسافة وحدك؟ أجابت: في المواصلات العامة.. وفي الجمعة الأولى حدث ما لم يحمد عقباه وأنا في طريقي إلى هنا.. تخيلي قطع البلطجية الطريق علينا.. وما كان منا إلا أن ترجلنا من السيارة في منتصف الطريق بالقرب من مدينة قليوب وجئنا سيرا على الأقدام حتى وصلنا إلى الطريق الدائري.. ومن هناك أخذنا حافلة إلى ميدان التحرير. وهل تحملت كل هذا الطريق مشيا على قدميك.. ولم تخافي من البلطجية الذين قطعوا الطريق أمامكم. ردت بالقطع لا. سألتها حينها: ألا ترى أن المكتسبات التي منحها الرئيس مبارك للشعب خلال خطابه الأول كافية وأنه يجب على الشباب إخلاء الميدان: قالت لا بالطبع فهو لم يقم بإلغاء قانون الطوارئ بعد، كما أنه لم يحل مجلسي الشعب والشورى ولم يعط صلاحيات لنائبه... و...و... كانت تتحدث بمنتهى الطلاقة والحماسة والفهم.. لم تكن تردد مجرد كلمات سمعتها ولكنها كانت مقتنعة وواعية بكل كلمة تقولها.. وهنا لم أطق الانتظار فسألتها: ألم يقولوا عليكم أنتم الشباب أنكم شباب مغيب وغير واع بما تفسري ما حدث؟ قالت: نحن شباب يحب مصر بشدة ونتمنى لها ولجميع أهلها الخير كما أننا كنا نتضايق من أجلها ومن أجل الظلم الذي تتعرض له مصر على يد النظام، ولكننا على الإنترنت وعلى صفحات الفيس بوك كنا نتناقش كشباب وأصدقاء ونكتب الجمل الهامة معلقين بها على الأحداث داخل مصر.. وكنا نفكر سويا أيضا ماذا عسانا فاعلين؟.. وكانت الثورة. سألتها: هل هناك شيء تريدين قوله؟.. وما إن سمعت السؤال حتى انطلقت متحدثة بنبرة جدية وحماسية قائلة: نعم أنا أناشد الجميع أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن ينزلوا إلى الشوارع وأن يحتجوا على هذا الظلم.. ليس من الضروري أن يأتوا إلى ميدان التحرير ولكن كل شخص يبحث عن أقرب ميدان بالقرب منه ويقف به منددا بالظلم حتى يسقط النظام. فالنزول إلى الميادين فرض على كل شخص مصري قادر، كما أفتى بذلك الشيخ يوسف القرضاوي.. ولابد لمن ينزل أن يكون مقتنع بما يقوم به وبما نقوم به نحن شباب التحرير، وإذا لم يستطع الاقتناع فليسأل أهل العلم ممن حوله. وكأن الجميع سمعوا "مروة محمد" في ميدان التحرير في اليوم السابق مباشرة لتنحي حسني مبارك من على عرش مصر 11-2-2011 فقد نزل الجميع بالفعل في جميع ميادين وشوارع جمهورية مصر العربية محققين بذلك ثورة تتصدر حاليا قائمة تاريخ مصر الحديث.
مروة اثناء عملها فى ميدان التحرير | |
|