"أنا متبرع بـ 15 "زير" وليس قُلة لكسرها في وقت واحد"..
هكذا علق أحد المواطنين، على دعوة عدد من الناشطين في محافظات مصرية للخروج الجمعة القادمة 22- 4- 2011 في مسيرات تحت مسمى جمعة "القُلل"،
تعبيرا عن ابتهاجهم برحيل محافظين معينيين من قبل نظام حسني مبارك خلال حركة التغييرات الأخيرة التي أجرتها السلطات المصرية لـ"تطهير" المراكز الهامة من رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ففي الأقصر (جنوب)، وبعد أن خطط مجموعة من نشطاء المحافظة، قبل إعلان حركة المحافظين، للخروج في مظاهرات تحت اسم
جمعة "الزار" (
لصرف عفريت المحافظين غير المرغوب بهم حسب الموروث الشعبي المصري)،
للمطالبة بإقالة المحافظ سمير فرج،
تم إلغاء هذه المظاهرات واستبدالها
بجمعة "القلل"، بعد حركة المحافظين الجديدة والتي أطاحت بفرج، وتم تعين اللواء خالد فودة صديق بدلا منه.
وبعد إقالة فرج، دعا النشطاء في محافظة الأقصر المواطنين للخروج بالقلل الجمعة القادمة إلى ميدان سيدى أبوالحجاج، بحسب التقليد الشعبي المصري الذي يكسر القلل وراء الشخص غير المرغوب فيه عند رحيله.
وفي أيام سابقة نظم بالفعل عدد من شباب الأقصر العديد من المظاهرات والمسيرات للمطالبة بإقالة فرج من المحافظة، وعقدوا محاكمات شعبية له، وتقدموا بالعديد من البلاغات إلى النائب العام يتهمونه فيها بإهدار الثروة العقارية، وتخريب مدينة الأقصر التاريخية، وإهدار مئات الملايين في صفقة حمام السباحة الأوليمبى مع رجل الأعمال ممدوح فيليب وأرض السلطانة التي أعطاها لمجموعة هشام طلعت مصطفى بطرق غير قانونية، على حد قولهم.
وفي محافظة الإسماعيلية، انطلقت زفات السيارات في شوارع المحافظة؛ ابتهاجا برحيل اللواء عبد الجليل الفخراني المحافظ السابق، وتعيين اللواء أحمد حسين مصطفى بدلا منه،
وسط وعود بتنظيم
جمعة لكسر "قلل" فرحا بهذا القرار.
الفيوم ومن طريف ما جرى من أحداث في هذا الأمر أن الفخراني تم تعيينه في الحركة الجديدة محافظا للفيوم؛
وهو ما أثار اعتراض أهالي محافظة الفيوم لما يثار من حوله من اتهامات بالفساد، وأرسل العشرات منهم فاكسات إلى رئيس الوزراء عصام شرف تدعوه للتراجع عن تعيين الفخراني محافظا لهم، في الوقت الذي أعلن العشرات من الناشطين السياسيين عن تنظيمهم وقفات احتجاجية ضد الفخرانى قبل وصوله للفيوم، واعتصام أمام ديوان عام المحافظة، وهو ما استجاب له رئيس الوزراء الذي استبدله بأستاذ الهندسة الإلكترونية محمود عاصم جاد؛ ما أدى لتهدئة غضب أهالي الفيوم.
وفي محافظة أسيوط عبر عدد من رجال الأعمال وأصحاب المحلات من المواطنين عن سعادتهم برحيل اللواء نبيل العزبي عن المحافظة، وتعيين اللواء إبراهيم حماد بدلا منه،
إلى درجة وصف أحدهم بأن "
هذا الأمر يستحق بالفعل كثر ألف قلة".
قناوعلى الجانب الآخر، خرجت مظاهرات في محافظة قنا اعتراضا على تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا، خلفا للواء مجدى أيوب، وردد أهالي المحافظة هتافات، مثل:
"
يا مشير يا مشير إحنا ضد عماد ميخائيل"
و"
يا مشير قول لعنان، القناوية فى الميدان"،
وكان من بين أسباب رفضهم للمحافظ الجديد أنه لواء شرطة سابق.
ويؤدي المحافظون الجدد اليمين الدستورية، السبت 16-4-2011 أمام المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى إدارة الأمور في البلاد حاليا، وذلك بعد انتهاء المشاورات الخاصة بحركة المحافظين التي تضمنت تعيين 20 محافظا جديدا.واشتملت حركة المحافظين الجديدة على تعيين 9 من رجال القوات المسلحة، بالإضافة إلى 8 من رجال الشرطة في مختلف المحافظات.واحتفظ 5 من المحافظين القدامى بمواقعهم في محافظاتهم، وانتقل محافظان من وإلى محافظتين مختلفتين، كما تم إلغاء محافظتي أكتوبر وحلوان، حيث تمت إعادة الأولى إلى محافظة الجيزة، بينما تمت إعادة الثانية إلى محافظة القاهرة .