لافتة صغيرة على مدخل شارع جانبي أصغر تحمل جملة "بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وبدء "صيام السيدة العذراء" يدعوكم ائتلاف شباب الثورة إلى سهرة رمضانية تحت عنوان : روح التحرير في كل الميادين، تشمل سحوراً، ومأكولات صيامية للمسيحيين"، تعلمك بأنك الآن أمام مائدة سحور ائتلاف شباب الثورة بمصر.
فالشارع الجانبى الذى يحمل اسم الشبراوي يتفرع من شارع آخر كبير هو شارع شبرا الذي يعتبر أحد أكثر الشوارع ازدحاما فى مصر ويعتبر البعض هذه المنطقة هى المعقل الأكبر للمسيحيين المصريين على الإطلاق، فالمنطقة تفيض بسكانها المصريين على اختلاف الديانة وإن كانت الأغلبية للمسيحيين إلا أنها مثال حي على التسامح الديني فى مصر.
"لهذا فقد اخترنا هذه المنطقة"
هكذا قال أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة فى مقدمة حفل السحور ليل الجمعة 12-8-2011، في منطقة شبرا ولأنها تمثل نموذجاً يحتذى به في التعايش بين المسلمين والمسيحيين، كما أنها كانت أحد أبرز مراكز ثورة 25 يناير 2011 التى أطاحت بحسني مبارك فى شهر فبراير من العام نفسه، بعد ضغط الجيش الذى تولى السلطة منذ ذلك الوقت.
ويضيف العضو، الذى نسي ذكر اسمه ليبدأ سلسلة طويلة من سوء إدارة الأمسية، "أننا جميعا كمصريين نحمل هدف واحد وهو تقدم هذه البلد سواء كنا مسلمين أو مسيحيين فكلنا مصريين أولا وأخيراً، وشبرا تمثل لنا قلب مصر بل هى نموذج مصغر لمصر كلها".
ويمضي المتحدث قائلا "أغلب القوى السياسية عندما تفكر فى عمل إفطار أو سحور تبحث عن مكان فخم مثل الفنادق أو النقابات الكبرى مثل نقابة الصحفيين ولكن نحن اخترنا العكس فاخترنا شبرا التى كانت إحدى بؤر الثورة المصرية وخرجت منها مظاهرات كثيرة ومتظاهرين أكثر فهى مكان مختلف لحدث مختلف".
المتحدث لم يتكلم كثيرا فسرعان ما ترك المسرح لاستكمال الأغاني الوطنية على صوت عبد الحليم حافظ ومحمد منير والشيخ إمام وغيره من المطربين المصريين الذين أصبحوا تيمة للثورة المصرية.
طاولات الطعام تجمعنا
لم يطل الكلام من على المسرح، فعند منتصف الليل تقريباً بدأ تقديم طعام السحور الذى تكون من فول وفلافل – أحد أشهر الأكلات المصرية الشعبية – وقطع من البطاطس، وهو طعام "صيامي" للمسيحين الذين بدأوا صيام العذراء، وللمسلمين أيضا الذين يتسحرون فى هذا الوقت.
مقاعد على الجوانب و طاولات تتوسط المقاعد، الكل يأكل، اليد باليد والكتف فى الكتف، لا أحد يسأل من أنت، ومن يقدم الطعام لا يسألك من أنت، فقط يكفي أنك مصري وترغب فى الحياة والسحور، هكذا كان يقول لسان حال عدد كبير من الحضور الذين تنوّعوا ما بين فتيات محجبات وأخريات غير محجبات، ورجال بلحى وآخرون بدونها، وشيوخ وشباب وغير ذلك ممن جاءوا إلى الأمسية للسحور لأجل الصيام.
يجلس الجميع ويتحدثون عن أيام الثورة فى ميدان التحرير محاولين استرجاع ذكريات الـ18 يوما من أجل إسقاط الرئيس آنذاك حسنى مبارك، الروح حاضرة والشباب حاضر والفنانون المشاركون فى الثورة حاضرون أيضا.
"كلنا مصريون"
الفنان المصري هانى رمزي، جاء مع منتصف الليل، أى بعد بدء الأمسية بنصف ساعة تقريبا، وبمجرد أن دخل السرداق حتى تجمع حوله العشرات، ورد قائلا "أنا جاي أحتفل مع الناس".
ويقول رمزي لأون إسلام.نت "جئت إلى هنا لأكون مع الناس أنا مواطن مصرى مسيحي وأخواتى مسلمين وكلنا مصريون وكلنا إيد واحدة".
وعن الدافع وراء الحضور يقول رمزي"أقدر ائتلاف شباب الثورة، فهو من أكثر الناس اجتهاداً وثقة لهذا جئت كتقدير منى لشباب الثورة وأهالي منطقة شبرا"، رسالتى هنا هى أننا جميعا كمصريين إيد واحدة، هكذا ختم رمزي حديثه القصير لأون إسلام.نت وسط تصفيق العشرات من الحضور.
"الوصول للشارع"
المخرج المصري الشهير خالد يوسف كان هو الآخر حاضراً إلا أنه جلس بجوار الفنانات بسمة و جيهان فاضل الذين حضروا هم أيضا مع دقات الساعة الثانية عشر.
وقال يوسف الذى اشتهر بأنه كان أحد معارضى نظام مبارك فى تصريحات لأون إسلام.نت "الهدف من الأمسية هو نقل حالة ميدان التحرير إلى الشوارع المصرية حيث أننا كلنا مصريون، نقل التسامح والثقة والمحبة لكل المصريين".
وبجانب يوسف ورمزي وبسمة وفاضل، حضر أيضا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، والفنان المصري الشاب مصطفي شعبان بالإضافة إلى المطرب الشاب رامي عصام الذى يلقب بأنه مطرب الثورة، وكانت المفاجأة هى حضور والدة "خالد سعيد" الذى يعتبر البعض موته بمثابة الشرارة التى أشعلت الثورة فى مصر.
وكان خالد سعيد قد لقى حتفه العام المنصرم (2010) على يد عناصر من الشرطة المصرية بمدينة الإسكندرية – شمال مصر - اللذان أرادا تفتيشه فسألهم عن سبب لتفتيشه أو إذن نيابة لم يجيباه وقاما بضربه حتى الموت، وقد أثار موته إدانة عالمية ومحلية، وذلك حسب القصة المتدولة لموته.
الشارع يتحرك
"الثورة حققت مكاسب عديدة ولكن لا يزال هناك الكثير"، هكذا تحدث زياد العليمي، عضو ائتلاف شباب الثورة من على المسرح ليستكمل حديثه قائلا "نعم هناك محاكمات وهناك حرية فنحن الآن فى أمسية فى شبراً والأمن يحرسنا ونقول ما نريد بمنتهى الحرية دون أى رقابة او خوف، ولكن نحن ننتظر المزيد".
وأضاف العليمي قائلا" حتى الآن هناك فاسدون فى الصفوف الثانية والثالثة فى الوزارات المصرية هؤلاء يجب محاكمتهم والتخلص منهم .. والأهم هناك انتخابات برلمانية قادمة لابد أن نتأكد أنها بالفعل سوف تمثل الشعب المصري، وأنها سوف تكون حرة ونزيهة وعلينا جميعا أن نشارك فى الانتخابات القادمة".
وعن الهدف من الأمسية يقول العليمي "إنه فى الأساس بهدف التقرب من الشارع ومعرفة رأيه تجاه الثورة والائتلاف، ونحاول نقل الثورة وروح ميدان التحرير إلى مناطق القاهرة الأخرى".
وأضاف العليمي "اختارنا منطقة شبرا لأنها كانت أحد أكثر ثلاثة مناطق مشاركة فى الثورة بجانب إمبابة – شمال القاهرة – وناهيا – جنوب غرب القاهرة – فهم كانوا من أكثر المناطق مشاركة فى الثورة وخرجت منهم مظاهرات عدة".
هذه الأمسية ومثيلاتها من النشاطات يراها مراقبون بأنها محاولة من شباب الثورة نقل الثورة إلى الشارع لمواكبة الأحداث.
ويعلق المراقبون على هذه الأمسيات والفاعليات التى يحاول بها شباب الثورة والأحزاب السياسية بأنها نوع من الذكاء السياسى لاستغلال حب الناس للثوار والتعاطف معهم لربح مزيد من الشعبية والشرعية، بينما يرى آخرون أنها محاولات للخروج من مأزق الشرعية والحشد الذين يعيشون فيه، فمحاكمة مبارك قد أفقدت المظاهرات أكثر من 85% من قوتها وحشدها والأهم أنها فقدت سبب أساسي لها وبالتالي فإن عملية تنظيم أى مظاهرة جديدة ضد الحكومة أو المجلس العسكري سوف تكون فى منتهى الصعوبة.
أمواج الأندلس 
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
افضل موقع لتعلم الجرافيك 
أضغط وادخل وابحث 
موضوع: فى شبرا "كلنا مصريون".. على مائدة سحور "شباب الثورة" 
السبت أغسطس 13, 2011 7:31 pm
