شريف الحكيم عضو فعال
عدد المساهمات : 4068 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
| موضوع: ارتفاع الأسعار ممنوع.. بأمر شباب حدائق المعادي! الخميس فبراير 03, 2011 8:20 pm | |
|
في شارع الحرية بمنطقة حدائق المعادي في القاهرة مررت على حالة هياج كبيرة أمام إحدى أفران الخبز غير المدعم (الرغيف بـ 25 قرشاً)، لم تستوقفني كثيراً، فاشتباكات الطوابير أمام أفران الخبز بجميع أنواعها هذه الأيام أمر عادي جداً، ولكن ما استوقفني أنني عرفت أن من يقود هذا الهياج هذه المرة ليس الذين يريدون شراء الخبز، ولكن لجنة دفاع مدني شعبي تحارب ارتفاع الأسعار. فبعد أن نقصت كثير من السلع في أسواق القاهرة وغيرها من المحافظات التي تشهد احتجاجات عارمة على نظام الرئيس محمد حسني مبارك بدأ بعض التجار في زيادة أسعار سلع أساسية؛ ما زاد من معاناة الناس خلال هذه الأزمة التي لم تشهد لها مصر مثيلا. أم حسن، إحدى السيدات التي كانت تقف في الطابور، سألتها عن هذه اللجنة لانشغال أعضائها بالنقاش الحاد مع أصحاب الفرن، قالت لي: "والله يا بنتي دول شباب من الحتة (الحي) الله يبارك فيهم، اتجمعوا مع بعض وكل يوم يمروا على المحلات والمخابز، ويعملوا نفسهم مشترين، ولو عرفوا إن سعر الحاجة زاد عن تمنها يجمعوا شوية كتير منهم ويروحوا على المحل اللي بيرفع الأسعار ويقولوه يا إما يرجع الأسعار زي ما كانت يا إما يقفلوا المحل". ليلى، بوجه بشوش جداً قالت لي وهي سعيدة بما يحدث: "الراجل بتاع الفرن عايز يبيع الرغيف اللي بـ 25 قرش بـ 50 قرش، لكن هما عرفوا وجم جري (جاءوا إليه بسرعة).. دول قفلوا كام فرن مرضيتش ترجع الأسعار زي ما كانت، هو يعني إحنا ناقصين، مش كفاية مش قادرين نشتري العيش (الخبز) المدعوم اللي بـ 5 قروش من الزحمة الجامدة على الأفران، كمان يعلوا سعر الخبز اللي مش مدعوم؟!!!". ورغم أني كنت في عجلة من أمري لكن جذبتني هذه التجربة الجديدة، ووقفت عند طابور السيدات أراقب إلى ماذا سينتهي هذا الاشتباك بين لجنة الدفاع الشعبي لمحاربة ارتفاع الأسعار وبين صاحب الفرن.. صاحب الفرن: "خلاص يا جماعة مش هنخلي الرغيف بـ 50 قرش، بس ينفع نخلي الـ 3 أرغفة بجنيه؟!" بعض الناس رآه تراجعاً محموداً عن موقفه الأول الذي كان سيبيع فيه الرغيفين بجنيه وليس الـ 3 أرغفة، لكن أفراد لجنة الدفاع الشعبي وناس آخرين رفضوا: "قلنا الرغيف مش هيزيد عن ربع جنيه يعني مش هيزيد عن ربع جنيه". حاول صاحب المخبز استخدام سلاح آخر وهو إنه يهدد الناس بعدم بيع الخبز من الأساس لهم اليوم؛ لأنه يعلم أن هناك زحاماً شديداًً على بقية المخابز، وربما يضطر الناس الواقفون أمامه لقبول الشراء بالسعر الذي يقوله بدل أن يعودوا إلى منازلهم بلا خبز من الأساس. لكن لم تفلح هذه الحيلة من صاحب الفرن، وهدده أفراد لجنة الدفاع الشعبي بأنه لو كان يهدد بإغلاق الفرن يوم واحد فهم سيغلقونه له لأجل غير مسمى، وسيكون هو الخاسر وليس الناس التي ستجد أفران أخرى لشراء الخبز. وفي النهاية رضخ صاحب الفرن لإصرار لجنة الدفاع الشعبي وعناد الناس الذي اتحدوا على كلمة واحدة في آخر المطاف، وباع الرغيف بسعره القديم.
| |
|